أظهرت صور التقطت بالأقمار الصناعية تقدم القوات الإسرائيلية لمسافة كيلومترات داخل قطاع غزة، وفصل مدينة غزة عن الجنوب على ما يبدو، وفق صحيفة واشنطن بوست.
وقالت الصحيفة إن صورا القتطتها خدمة الأقمار الصناعية “بلانيت لابس” في 3 نوفمبر تظهر تقدما للقوات البرية على طول 3 طرق رئيسية: الشمال الغربي والشمال الشرقي والجنوب.
وتوضح الصور وخريطة أن القوات الإسرائيلية تقدمت على طول الطريق الجنوبي إلى البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه يبدو أنها لم تحرز تقدما كبيرا على طول الطرق الأخرى، الشمال الغربي والشمال الشرقي، في الأيام الماضية.
Planet Labs imagery taken Nov. 3 shows how Israeli forces have cut across to sever Gaza City from the south while their progress from the north seems to have slowed since entering overnight Oct. 27, possibly due to clashes in Shati camp and Beit Hanoun: https://t.co/5hs8iz0fC6 pic.twitter.com/OUl6Ao1IvT
— Evan Hill (@evanhill) November 6, 2023
وفي المحور الشمالي الغربي، يبدو أن القوات الإسرائيلية توقفت على مشارف مخيم الشاطئ للاجئين، على بعد حوالي 5 كيلومترات من قلب المدينة.
وتظهر الصور أن القوات الإسرائيلية القادمة من الشمال الشرقي لم تحقق تقدما كبيرا، إذ توقفت في بيت حانون على بعد أقل من كيلومترين داخل القطاع.
لكن جنوبا، تظهر مسارات للمركبات بعرض القطاع جنوب مدينة غزة. ويبدو أن هذا التقدم قد استغرق عدة أيام، كما تشير أعمدة دخان كبيرة على طول الطريق إلى حدوث قتال عنيف.
وقطعت القوات الإسرائيلية المتقدمة على هذا المحور طريق صلاح الدين، الطريق الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
وفي 30 أكتوبر، أظهر مقطع فيديو دبابة إسرائيلية تطلق النار على سيارة على الطريق، وهو ما كان أول دليل على توغل القوات في غزة.
وفي ذلك اليوم، قالت وزارة الداخلية في غزة إن القوات الإسرائيلية دخلت شمال غرب غزة، وتتواجد في شارع صلاح الدين، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (شارع البحر) في محاولة منها لتقطيع أوصال القطاع.
فيديو يظهر لحظة استهداف دبابة إسرائيلية لسيارة في شارع رئيسي بغزة
تسببت دبابات إسرائيلية بقطع شارع صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، بعد أن استهدفت إحداها سيارة مدنية، في حادثة تم توثيقها بالفيديو، قبل أن تنسحب لاحقا.
وبحلول الثالث من نوفمبر، وصلت القوات المتمركزة في هذا الطريق إلى طريق الرشيد، الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه “سيسمح للفلسطينيين في شمال قطاع غزة بالتوجه جنوبا، عبر طريق آمن، لمدة 3 ساعات”، مشيرا إلى أنه “سيسمح بالمرور على طريق صلاح الدين اليوم (السبت) بين الساعة الواحدة (13:00) والساعة الرابعة (16:00) مساء”.
وتظهر صورة تم التقاطها في الثالث من نوفمبر أكثر من 12 مركبة على بعد حوالي 300 متر من طريق الرشيد والساحل، وقد حفرت القوات مواقع داخل أراضي ما يعرف باسم “نادي الأصدقاء”، وهي ناد رياضي خاص.
وكان متحدث عسكري إسرائيلي قال، الاثنين، إن القوات تستعد لمهاجمة مقاتلي حركة حماس في أنفاقهم ومخابئهم تحت الأرض في شمال القطاع بعد عزل المنطقة بالقوات والدبابات.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت للصحفيين: “الآن سنبدأ في تضييق الخناق عليهم.. عندما أقول “نضيق الخناق عليهم”، فهذا أيضا فوق الأرض وسيكون أيضا تحت الأرض”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، أنه يشن “ضربات كبيرة ستتواصل في الأيام المقبلة” على قطاع غزة، لافتا إلى أنه قسم القطاع إلى شطرين.
وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، إن القوات الإسرائيلية قسمته إلى قسمين: “جنوب غزة وشمال غزة”، وإنها طوقت مدينة غزة بالكامل، وفق تصريحاته التي أوردتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف: “ضربات كبيرة تشن حاليا.. وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة.. هناك الآن ضربات واسعة النطاق على البنية التحتية للإرهاب، تحت الأرض وفوقها”.
وفي 7 أكتوبر، شنت حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، هجوما على إسرائيل، بإطلاق آلاف الصواريخ وتسلل مسلحين تابعين لها إلى بلدات ومناطق غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة، وتوغل بري، ما تسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة.
وهناك تحذيرات دولية من تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الحصار وقطع الكهرباء والمياه والوقود عن نحو 2.2 مليون نسمة، في وقت دخل فيه عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية من خلال معبر رفح.