تعد حرب المدن من أصعب الحروب للمدرعات والدبابات، لأن المقاتلين في الطرف المقابل يستطيعون مباغتتها من مسافات قريبة، إضافة إلى الاختباء بين المباني السكنية واستغلال نقاط الضعف الأخرى للآليات.
ورصد تقرير بثته قناة الجزيرة أبرز نقاط قوة الدبابات وتأثيرها على مجريات المعارك ومدى اعتمادها على قوات المشاة وأسباب صعوبة حرب المدن على المدرعات.
وتعتبر الدبابات والمدرعات العمود الفقري للقوات البرية، فهي تجمع عناصر مختلفة، كما تؤمّن الكثافة النارية في المعركة والتدريع وقوة المدفعية، ولذلك تستخدمها الجيوش سلاحا هجوميا وفي الاقتحامات وعلى الجبهات.
لكن طاقم الدبابة له مدى رؤية محدد من الداخل، وزوايا عمياء تمنعه من تحديد الأهداف القريبة، لذا فهي تحتاج إلى قوات المشاة لحمايتها، وبالتالي تفقد قدرة المناورة عند الدخول إلى المدن، ويصبح احتمال اقتراب المهاجمين منها أكبر لقدرتهم على الاستفادة من الزوايا العمياء لها.
وحتى في حال تم تركيب كاميرات لفحص المكان حول الدبابة فإن وجود الكتل الإسمنتية يسمح للمهاجمين بالاختباء والاقتراب منها ومباغتتها.
ولوجود الأنفاق دور آخر في إخفاء المقاتلين، حيث يمكنهم الحركة مع صعوبة كشفهم من قبل القوات المقابلة، إذ من الممكن أن يظهر المهاجمون من تحت الأرض وليس من فوقها فقط، وحينها يسهل عليهم استهداف المدرعة، ويعطي المدى القريب في هذه الحالة أفضلية للمهاجمين.
لذا، تعتبر المدن من أصعب البيئات لعمل الدبابات، فهي تحتاج إلى الحماية من قوات المشاة التي بدورها تكون عرضة لرصد واستهداف المدافعين عن المدينة والمتخفين في الأبنية والأنفاق.