وفند خبراء مختصون في المجال البيئي، تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية” من ألمانيا مخاطر استمرار النفايات النووية دون طمر، وطبيعة التهديدات المحتملة المترتبة عليها.
جدل سياسي
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الجمعة، أن عصر الطاقة النووية في بلاده انتهى تماما، موضحا صعوبة البدء في بناء محطات نووية جديدة في ألمانيا، بوصفها مُكلفة للغاية وتحتاج وقتًا طويلا لبنائها.
تصريحات شولتس جاءت ردا على بيان المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، دعا ألمانيا إلى “وقف تفكيك محطات الطاقة النووية في ألمانيا التي لا تزال صالحة للاستعمال كجزء من الجهود للاستعداد لأسوأ السيناريوهات”.
أزمة النفايات المشعة
أنهت ألمانيا العمليات في آخر 3 محطات للطاقة النووية لديها في 15 أبريل من العام الجاري (2023).
كانت ألمانيا في وقت سابق تشغل 20 محطة لانتاج الكهرباء.
لم تتخلص الحكومة الألمانية حتى اليوم من النفايات بشكل كامل، كما لم تعلن عن خطة للطمر.
يتم حاليا تخزين حوالي 1200 حاوية في 17 موقعا مؤقتا في ألمانيا، فيما أنيط بـ”الشركة الاتحادية للتخزين المؤقت” المملوكة للدولة والتي تعرف اختصارا بـ ” BGZ”، مهمة تشغيل المواقع.
من المرجح بقاء قضبان الوقود المستهلكة المتواجدة داخل الحاويات المستخدمة لنقل وتخزين النفايات عالية المستوى، داخل مخازن مؤقتة لفترة طويلة.
غياب الاستراتيجية
ويقول الخبير البيئي الألماني ينس ثوراو:
- النفايات صداع عالمي، حتى الآن لم تصل غالبية الدول التي أوقفت نشاط المحطات النووية إلى التخزين الدائم والآمن للنفايات المشعة.
- تتنوع المخاطر الخاصة بالنفايات بين تهديد البيئة، والتسبب في العديد من الأمراض للكائنات الحية، فضلا عن التأثير العميق في تغيرات المناخ.
- مسألة الطاقة النووية ستظل عالقة بالنسبة لألمانيا لبعض الوقت، حيث لا يزال يتعين تفكيك المفاعلات.
- حتى اليوم لم تكشف الحكومة الألمانية عن استراتيجية واضحة للتعامل مع النفايات، لكن من المفترض أن يجري تسريع الخطوات من أجل إنجاز هذا الملف الهام.
مخاطر كارثية
أما كريثن أبون الخبير رئيس تحرير “clean energy” فيقول إن النفايات المشعة في ألمانيا تكونت بشكل أساسي من عمليات التشغيل، وإيقاف التشغيل والأبحاث المحيطة بمحطات الطاقة النووية ( 95 %).
يتم تصنيف النفايات حسب مستوى النشاط الإشعاعي وكمية الحرارة المنبعثة منها.
ألمانيا تهدف إلى تخزين جميع أنواع النفايات المشعة في التكوينات الجيولوجية العميقة، وبالتالي، فإن العامل الحاسم ليس مستوى النشاط الإشعاعي، بل الحرارة المتولدة أثناء التحلل الإشعاعي.
ويحذر أبون من مخاطر جسيمة إذا لم تنجح البلاد في تخزين نحو 1,900 حاوية كبيرة ، أو حوالي 28,100 متر مكعب (م3)، من النفايات المشعة عالية المستوى بحلول عام 2080.
لا حل قبل 20 عاما
من جانبها، قالت جانين توكارسكي، المتحدثة باسم الشركة الاتحادية للتخزين المؤقت، لـ”DW، إنه تم تخصيص “حوالي 1800 حاوية من جميع أنحاء ألمانيا لتنفيذ المرحلة النهائية من عملية التخلص من النفايات”.
ولا يتوقف الأمر على هذه الشركة، إذ جرى تكليف “الشركة الاتحادية للتخلص من النفايات المشعة” والتي تُعرف اختصارا بـ BGE بمهمة استكشاف مواقع في ألمانيا لكي تُطمر فيها النفايات الخطرة بشكل نهائي.
وعن ذلك، قالت توكارسكي إن الخبراء يبذلون جهودا مضنية لإيجاد أماكن لتخزين النفايات بشكل دائم، لكنها شددت على أهمية الخروج بـ “إجماع سياسي خلال أربعينيات القرن الحالي على أقرب تقدير”.
وأضافت أن مرحلة التخطيط والبناء سوف تستغرق ما بين عشرين إلى ثلاثين عاما، فيما يتوقع تدشين مرحلة الطمر النهائي “في ستينيات القرن الحالي على أقرب تقدير. وسوف تستغرق مرحلة نقل جميع النفايات من المواقع المؤقتة ثلاثين عاما أخرى”.