حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية من تسارع انهيار الوضع في غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الأحياء السكنية والمرافق الصحية والخدمية، مما أدى لاستشهاد ما يزيد على 8 آلاف شهيد.
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الأحد- إن الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعيا مجددا إلى وقف إطلاق نار لوضع حد لـ”كابوس” إراقة الدماء.
وقال غوتيريش خلال زيارة العاصمة النيبالية “الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة” مبديا أسفه لـ”تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها”.
وأكد الأمين العام الأممي أن “عدد المدنيين الذين قتلوا وجرحوا غير مقبول إطلاقا”.
وقد أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد ما يزيد على 8 آلاف فلسطيني نصفهم تقريبا من الأطفال، إلى جانب أعداد هائلة من الجرحى.
وقال غوتيريش “العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا”.
انهيار كامل
ويوم الجمعة الماضي، قال أمين عام الأمم المتحدة إن النظام الإنساني في قطاع غزة يواجه انهيارا كاملا، مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني.
وكان غوتيريش قد دان في وقت سابق بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يأت فراغ، ولكنه عاد ليقول إن تصريحاته حرّفت.
وقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من مليون شخص هربا من القصف.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أعلن أمس أن الحرب مع حماس “دخلت مرحلة جديدة”.
وقد حذرت الأمم المتحدة الأحد من انهيار “النظام العام” في قطاع غزة بعد نهب عدد من مراكزها، ومع بطء دخول المساعدات الإنسانية.
وأعربت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش أمس عن صدمتها لمستوى “المعاناة الإنسانية التي لا تحتمل” منددة بـ” فشل كارثي لا ينبغي للعالم أن يسمح به”.
وقال الرئيس الدولي لمنظمة “أطباء بلا حدود” خريستوس خريستو “إزاء قصف متواصل ومرعب لا مكان للناس يلجؤون إليه. يجب وقف إطلاق النار فورا”.
خلفيات الطوفان والعدوان
يذكر أن إسرائيل قامت على أرض عربية محتلة عام 1948، وضمت القدس والضفة الغربية عام 1967، وواصلت طيلة سنواتها الـ70 قتل واعتقال الفلسطينيين وتوسيع النشاط الاستيطاني بالضفة وشن العمليات العسكرية على غزة والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شنت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت حتى الآن أكثر من 1400 إسرائيلي.
كما أسرت المقاومة الفلسطينية ما يزيد على 200 إسرائيلي، وأعلنت أنها تريد مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
من جانبها، تواصل إسرائيل عدوانها على غزة، حيث تقصف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد، مما أدى لاستشهاد أكثر من 8 آلاف فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب إصابة 12 ألفا وتدمير أحياء بكاملها وتشريد معظم السكان.
وتلقى العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تأييدا واسعا من الولايات المتحدة التي أرسلت حاملتي طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط “لردع أي محاولة لتوسيع الصراع”.