وفاة ماثيو بيري بطل “فريندز” غرقا في منزله

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

توفي قبل ساعات الممثل الأميركي ماثيو بيري، أحد أبطال المسلسل الكوميدي الشهير “فريندز”، عن عمر ناهز 54 عاما، وقد أعرب زملاء مهنته وجمهوره عن عمق حزنهم وتأثرهم برحيله.

ووفقا لوسائل الإعلام ونقلا عن الشرطة، فقد عُثر على بيري غارقا في حوض الاستحمام في منزله بلوس أنجلوس، وأشارت التحقيقات الأولية إلى عدم العثور على أي مواد مخدرة في مكان الحادث، مما يُوحي بأن الوفاة -على الأغلب- نتيجة الإصابة بسكتة قلبية.

وكان مساعد بيري الشخصي اتصل بالشرطة حين وجده غارقا ولم يستجب لمحاولات الإفاقة، وحسب رواية المساعد فإن بيري عاد إلى المنزل بعد ممارسة لعبة الريشة الطائرة طوال ساعتين صباح أمس السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن ثمّ أرسله في مهمة ما خارج المنزل قبل أن يعود المساعد ويكتشف الوفاة.

وكانت آخر الصور التي نشرها بيري قبل 5 أيام في حمام السباحة، وعلق عليها بقوله “هل الماء الدافئ الذي يدور حولك يشعرك بالارتياح؟”.

“من الغريب جدا أن تعيش في عالم حيث إذا مت، فسوف يُصدم الناس ولكن لن يُفاجأ أحد” – ماثيو بيري من كتاب “أصدقاء وعشاق والشيء الكبير الرهيب”.

ماثيو بيري، أو كما يعرفه الغالبية من الجمهور باسم تشاندلر بينغ، ممثل كوميدي من طراز خاص، ومِثل غالبية نجوم الكوميديا غزل بيري نسيج ضحكاته من رحم المعاناة والحزن الأصيل الدفين داخله.

وُلد بيري في كندا، لأم تعمل صحفية، ومساعدة إعلامية لرئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، وأب ممثل وعارض أزياء هو جون بينيت بيري، وظهر ضيفا في إحدى الحلقات مع والده.

شهدت حياته تحولا كبيرا بعد انفصال أبويه قبل إتمامه العام الأول وهجرة والده إلى أميركا، ومن ثمّ نشأته في كنف زوج أم، مما جعله يحلم بأن يصبح مشهورا من أجل أن يحبه العالم من دون قيد أو شروط.

وقد تحقق الحلم حينما مُنح فرصة استثنائية عام 1994 بدوره في مسلسل فريندز، أحد أكثر المسلسلات مشاهدة وشهرة خلال تسعينيات القرن الماضي. وشارك بالعمل كل من جينيفر أنيستون، وكورتني كوكس، وليزا كودرو، ومات لوبلانك، وديفيد شويمر، وترشح بيري لجائزة إيمي عام 2002.

جسد بيرس شخصية تشاندلر بينغ الشاب الساخر الذي يتخذ من الكوميديا اللاذعة حيلة دفاعية وقناعا يخفي خلفه الكثير من الهشاشة وقلة الثقة بالنفس، والأهم جرحا غائرا جراء طفولته البائسة إثر الحياة بين والدين منفصلين نسيا أمره بطلاقهما، مما اضطره للتخبط وحده والعثور على سبيل للنجاة.

وبخلاف “فريندز” ظهر بيري في أعمال أخرى ربما لم تنل الحظ نفسه من الشهرة، لكن أحبها الجمهور من بينها: فيلم “فولز رش إن” في 1997، وفيلم “ثري تو تانغو” في 1999، وفيلم “ذا هول ناين ياردز” عام 2000 والجزء الثاني منه “ذا هول تن ياردز” في 2004، وفيلم “17 آغين” عام 2009.

صدفة أم نبوءة؟

كان مستر هيكلز أحد الشخصيات التي ظهرت بالحلقات الأولى من مسلسل فريندز، الجار العجوز الذي يسكن الطابق الأعلى للأصدقاء، ويعيش بمفرده ودائما ما يُقابل الجميع بتجهُّم وغضب وحنق محتدمين. في إحدى الحلقات يموت هيكلز وحيدا من دون أن يلحظ أحد، وهو ما يُقابله تشاندلر (ماثيو) بهلع بالغ، خوفا من أن يكون هذا هو مستقبله الذي ينتظره.

ورغم أن ذلك ليس ما جرى مع تشاندلر بالمسلسل، لكن على أرض الواقع، عاش بيري وحيدا من دون زوجة أو أطفال، وتوفي وحيدا أيضا.

تلك الوحدة التي نخرت عظامه ودفعته للإدمان، الذي دفع ثمنه باهظا من صحته وماله ووقته ونجاحه. وحسب ما ذكر بيري في مذكراته التي نشرها نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وحملت عنوان “أصدقاء وعشاق والشيء الكبير الرهيب” فإن كل ما حظي به من شهرة ومحبة لم يمنعه من السقوط في فخ الإدمان خلف الكواليس، وهو ما علله بأن الشهرة لا تمنح صاحبها ما تُعشّمه به.

بدأ الأمر عام 1997 حين تعرّض بيري لحادث تعاطى على أثره عقار الفيكودين لتسكين آلامه الجسدية، لكنه لم يتوقف عنه بعد التعافي من الحادث، فلم يلبث أن شرع بتعاطيه مصحوبا بالكحول والمخدرات، ومن ثمّ صار مدمنا.

ورغم محاولاته لإخفاء الأمر بالبداية من جهة، وتشوشه التام بسبب الإدمان من جهة أخرى، حتى أنه -حسب تصريحاته- لا يتذكر 3 سنوات كاملة من تصوير فريندز بسبب تعاطيه المخدرات، وسرعان ما أصبح الأمر سيئا للغاية وعرف الجميع سره الكبير.

حاول بيري التعافي أكثر من مرة، خاصة أن الإدمان كاد أن يُكلفه حياته واضطره للابتعاد عن الوسط الفني والأصدقاء المقربين، وهي الرحلة التي استغرقت سنوات طويلة وتكلفة مادية باهظة بلغت 9 ملايين دولار.

حلقة لم الشمل

وعام 2021، عُرضت حلقة خاصة من مسلسل فريندز بعنوان “لم الشمل”، تلك الحلقة التي طال انتظارها طويلا، تصدرت منصات التواصل الاجتماعي فور عرضها.

امتدت حلقة لم الشمل إلى ساعة و43 دقيقة، شملت عدة محاور رئيسية تم التنقل بينها عبر المونتاج، أولها عودة الممثلين إلى الأستوديو الأصلي الذي تم إعادة بنائه، واللقاء بينهم، سيطر على الحلقة شعور هو خليط من الشجن والسعادة، وذلك منذ دخول الممثلين الستة إلى الأستوديو الواحد تلو الآخر.

عرض مسلسل “فريندز” (أصدقاء) لمدة 10 سنوات في الفترة ما بين عام 1994 إلى 2004، حقق خلال هذا العقد نجاحا وشعبية لم يصل إليها أي عمل تلفزيوني سابق، فأصبح ممثلوه الستة أصدقاء حقيقيين لملايين المشاهدين حول العالم، مع عدد مشاهدات ضخم، حيث وصل عدد مشاهدي الحلقة الأخيرة -عند عرضها في الولايات المتحدة أول مرة- إلى 52 مليون مشاهد.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *