علاقة خاصة جمعت كريم العراقي بكاظم الساهر، الذي نعى “رفيق دربه” الجمعة، فقصتهما معا تعود إلى الثمانينات، حين أصدرا أول عمل فني جمع كلمات العراقي بصوت الساهر، وهي أغنية “شجاها الناس”.
هذه الأغنية كانت قطرة البداية، لعشرات الأغاني “الخالدة”، بكلمات كريم العراقي وغناء كاظم الساهر.
علاقة إنسانية
علاقة كاظم الساهر بكريم العراقي بدأت خلال الخدمة العسكرية في العراق، عام 1986، حيث تعرفا على بعضهم البعض للمرة الأولى، وكانت الانطلاقة لعلاقة فنية فريدة من نوعها.
العمل الفني الأول لهما، كانت أغنية “شجاها الناس”، وهي أغنية المقدمة للمسلسل العراقي “نادية”، الذي صدر عام 1988.
بعدها استمر الساهر بالعمل مع كريم العراقي، حتى خرجا معا من العراق، نحو فضاء الفن في العالم العربي.
بعد تدهور حالة كريم العراقي الصحية، في الأعوام الأخيرة، دأب كاظم الساهر على متابعة رفيق دربه، وواصل زيارته والسؤال عنه، حتى حانت لحظة الفراق.
الأعمال الرائدة
أعمال فنية “خالدة”، جمعت كريم العراقي بكاظم الساهر، منها الخفيف الرومانسي مثل “يا مدلل”، ومنها الوطني المؤثر مثل “كثر الحديث”، ومنها العميق الفلسفي مثل “كان صديقي”.
ومن بين عشرات الأعمال بين كاظم الساهر وكريم العراقي، أغنية “عيد وحب”، التي أصبحت الأنشودة الرسمية للمناسبات العراقية كالأعراس والحفلات.
أما أغنية “باب الجار”، فجسدت معاناة المواطن العراقي من الغربة في التسعينات، ووقعت كلماتها كالرصاص على العراقيين الذين كانت التسعينات بداية تجاربهم في الغربة.
أما أغنية “ها حبيبي”، فوصل فيها كريم العراقي لقمة الرومانسية، وبصوت كاظم، وصلت لكل العشاق في العراق والعالم العربي، ولا تزال حتى يومنا هذا، أيقونة رومانسية.
ولكن تبقى قصيدة “كثر الحديث”، الأوقع من بين قصائد كريم العراقي على العراقيين، خاصة بسبب القصة التي ترويها القصيدة، والتي أبدع كاظم الساهر في تلحينها وغنائها.
كلمات القصيدة تحكي عن تغزل الشاب بامرأة يهواها، “كثر الحديث عن التي أهواها، ما عمرها؟ ما اسمها؟”.
ليكشف في آخر الأغنية، إن التي يتغزل بها كاظم في الأغنية، هي بغداد، التي وصفها كريم بعبارة “لو صمتت قلبي يسمعها”.
رحل كريم عن عالمنا، لكن أعماله التي جسدها “رفيق دربه” الفنان كاظم الساهر، ستبقى إلى الأبد.