حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، -اليوم الخميس- من أنه “لا مكان آمنا في غزة”؛ بسبب القصف الإسرائيلي العنيف والمركّز على قطاع غزة، منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تجاوز عدد الشهداء 7 آلاف، وتدمير الاحتلال نصف الوحدات السكنية في القطاع.
وأكدت هاستينغز في بيان أن “الإنذارات المسبقة” التي وجّهها جيش الاحتلال الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء المناطق التي يعتزم استهدافها في شمال القطاع، “لا تحدث أي فرق”.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الجيش الإسرائيلي “يواصل تحذير سكان مدينة غزة من أن الذين يبقون في منازلهم يعرضون أنفسهم للخطر”.
وقالت هاستينغز، “بالنسبة للأشخاص الذين لا يمكنهم المغادرة، سواء لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه، أو لأنهم عاجزون عن التنقل، فإن التحذيرات المسبقة لا تحدث أي فرق”.
وتابعت، “حين تُقصف طرق الإجلاء، حين يكون الناس في الشمال كما في الجنوب معرضين للأعمال الحربية، حين لا تتوفر المقومات الأساسية للاستمرار، وحين لا يكون هناك أي ضمانة بالعودة، لا يترك للناس سوى خيارات مستحيلة”.
7 آلاف شهيد
وفي أحدث الأرقام لعداد الضحايا، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن عدد الشهداء في القطاع بلغ 7028، في حين يقدّر عدد المصابين والمفقودين بعشرات الآلاف.
ونفّذ الاحتلال الإسرائيلي اليوم مزيدا من المجازر في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، حيث واصلت مدفعيته إطلاق القذائف بكثافة على شرق مخيم البريج وسط القطاع. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين وسط حطامه.
وقد تكدست جثث الشهداء أمام مستشفى الشفاء في غزة صباح اليوم الخميس، بعد ليلة شهدت قصفا عنيفا من طائرات الاحتلال على مختلف الأماكن في القطاع.
ووقف الأهالي للتعرف إلى جثث ذويهم ووداعهم قبل الصلاة عليهم ونقلهم إلى أماكن دفنهم. وتظهر الصور امتلاء ثلاجات الموتى بسبب الأعداد الكبيرة للشهداء الذين يصلون منذ بدء العدوان على قطاع غزة قبل 3 أسابيع.
وقال مدير مستشفى ناصر في خان يونس، ناهض أبو طعيمة، للجزيرة، إن المستشفى استقبل منذ منتصف الليلة الماضية حتى الآن 77 شهيدا، جُلّهم من الأطفال والنساء.
وقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، استشهاد 3 آخرين من موظفيها ليصل إجمالي الشهداء منذ السابع من الشهر الجاري إلى 38 موظفا.
وأوضحت أونروا أن مدرسة في رفح تؤوي 4600 نازح تعرضت لأضرار كبيرة بسبب قصف مجاور لها.
كما تسبب القصف ذاته في استشهاد أحد النازحين، وإصابة 44 آخرين، بينهم 9 أطفال.
وحذرت أونروا من أنه إذا لم يصل الوقود فإنها ستضطر إلى تقليص عملياتها الإنسانية بشكل كبير، أو إيقافها في جميع أنحاء قطاع غزة.
دمار وانهيار
وعن حجم الدمار، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف للجزيرة، إن إسرائيل تستخدم ذخيرة تسبب دمارا هائلا في البنية التحتية، لافتا إلى وجود مؤشرات كثيرة إلى أن إسرائيل تستخدم ذخائر محرمة دوليا.
وبيّن سلامة أن إسرائيل تستخدم ذخيرة جديدة تسبب إذابة أطراف الجرحى.
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي دمر نصف الوحدات السكنية في القطاع، حيث يطبق الاحتلال تهديده بإعادة القطاع 50 سنة إلى الوراء.
وفي السياق نفسه قال وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني، محمد زيارة، في بيان اليوم الخميس، إن إسرائيل دمرت نحو 200 ألف وحدة سكنية في غاراتها العنيفة على غزة، وهو ما يمثل أكثر من 25% من المناطق المأهولة بالقطاع.
وأضاف، “إجرام المحتل في العدوان الحالي غير مسبوق، حيث شطب أسرا بكاملها من السجل المدني، ومحا أحياء ومناطق وتجمعات سكنية بقاطنيها، كما دمر منشآت بما فيها من مستشفيات ودور عبادة ومخابز ومحطات تعبئة مياه وأسواق ومدارس ومؤسسات تعليمية وخدماتية”.
وقد أظهرت صور لأقمار اصطناعية التقطت قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري وبعده، حجم الدمار الذي لحق بمناطق القطاع جراء الغارات الإسرائيلية الممنهجة.
ونشرت شركة ماكسار للتقنية صورا تقارن ما قبل الغارات وما بعدها، في مناطق بيت حانون وحي الكرامة وعزبة بيت حانون وبيت لاهيا.
وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن المنظومة الصحية خرجت من الخدمة تماما، وباتت في حالة انهيار كامل.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف أشرف أن نحو 7 آلاف مريض وجريح يحتاجون تدخلا عاجلا، لكن المنظومة الصحية باتت عاجزة عن ذلك، كما حذر من كارثة بيئية وصحية ومن انتقال العدوى، في ظل عدم توفر بيئة صحية آمنة.