عمّان- أقيم في كاتدرائية “دخول السيد إلى الهيكل” -كبرى الكنائس الأرثوذكسية في العاصمة الأردنية عمّان- اعتصاما حاشدا تضامنا مع قطاع غزة ورفضا لجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في القطاع وعموم فلسطين.
ونظم الاعتصام المؤسسات الأرثوذكسية الأردنية والمجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين، ورفع المشاركون فيه شعارات تندد بمجازر الاحتلال بحق أهالي غزة واستنكروا قصف المساجد والكنائس ودور العبادة، كما هتف المشاركون دعما للمقاومة الفلسطينية، ورفضا لوصف نضال الشعب الفلسطيني التحرري بالإرهاب.
وطالب المشاركون المقاومة بمزيد من الرد على جرائم الاحتلال، مستنكرين في هتافاتهم التي اختلطت مع دق أجراس الكنيسة الصمت الرسمي للأنظمة العربية، وعدم تقديم موقف جاد وحازم تجاه ما تتعرض له غزة من مجازر، كما طالب المشاركون بإغلاق سفارة الاحتلال في عمّان والقواعد الأجنبية.
وحضر الفعالية رؤساء الجمعيات الكنسية ومجموعات كشفية تابعة للكنائس الأردنية، إضافة لشخصيات رسمية وسيدات وأطفال، حيث قام المشاركون بإضاءة الشموع والهتاف لقطاع غزة.
وقال الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن الأب إبراهيم دبور إن على الجميع أن يعمل على تقوية الجبهة الداخلية للأردن، مضيفا “لن نستطيع مقاومة الاحتلال وأي غزو أو مشروع للوطن البديل وأي مساومة على الوطن، إلا بقوة الوحدة الوطنية ومع الهاشميين”.
وأضاف دبور “نحن نحارب كل من يحارب العدل ونطلب من الله أن يلهم زعماء العالم العودة لرشدهم”، مشيرا إلى ضرورة أن ينظروا إلى الأسباب التي تسببوا بها ودعت إلى هذه الحرب وهو الاحتلال، داعيا إلى المطالبة بخروج كافة الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال أصل المشكلة
وقال مسؤول المركز الإعلامي في مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس الأب سفرونيوس حنا إن الفعالية تأتي رفضا للإبادة والجرائم وإدانة للاحتلال الذي يمارس جرائم الحرب بحق الفلسطينيين، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن الكنيسة ترفع صلواتها يوميا لرفع الحرب عن قطاع غزة.
بدوره، قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر إنه من الضروري أن يربط العالم بين ما يحدث حاليا من مجازر وقصف يعاني منه الشعب الفلسطيني، وبين جذر المشكلة وهو الاحتلال الجاثم منذ عشرات السنين، مضيفا أن زوال الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، هو الحل الذي من الممكن أن يعود بالأمن للمنطقة.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الأب بدر إلى أن الاحتلال لم يستثن مسجدا أو كنيسة من القصف أو مستشفى تابعا للكنيسة، في إشارة إلى مجزرة مستشفى المعمداني الذي يتبع الكنيسة الأسقفية الإنجيلية في القدس، التي راح ضحيتها مئات الشهداء، مضيفا أن الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه يعاني الاحتلال منذ عشرات السنين، وهذه التشاركية ليست جديدة وما يعاني منه المسلم يعاني منه أخوه المسيحي بلا شك.
استهداف الكنائس
وتشهد الكنائس الأردنية منذ بدء معركة طوفان الأقصى فعاليات مختلفة دعما لغزة، حيث أقيمت الأيام الماضية تجمعات للأطفال والنساء وإضاءة الشموع وإقامة الصلوات، كما تم الإعلان عن استقبال التبرعات لأهالي غزة، في حين أقامت كنائس مدينة إربد شمال المملكة -أمس الأربعاء- صلاة ووقفة تضامنية مع أهالي قطاع غزة.
وتعرضت كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس ثالث أقدم كنائس العالم والأقدم في غزة، للقصف الإسرائيلي، وارتقى على إثره عدد من الشهداء وتسبب في عشرات الإصابات، حسب مسؤولين في الكنيسة والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي قال إن الكنيسة تعرضت لأضرار بالغة نتيجة غارات الاحتلال.
وفي بيان لها، قالت البطريركية الأرثوذكسية في القدس إن كنائس غزة مصممة على الاستمرار بالقيام بواجبها في استقبال النازحين وتوفير الحماية لهم، مشيرة إلى أن “هذه الاستهدافات تشكل جريمة حرب لا يمكن للعالم تجاهلها”.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد قالت في وقت سابق إن “هذا الاستهداف المتعمد للكنيسة ومن قبله ارتكاب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، ليستدعي وقفة وإدانة قوية من المجتمع الدولي ومن مجلس الكنائس العالمي، للضغط على هذا الكيان المارق لوقف عدوانه الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزل”.
وعلى صعيد متصل، تم توثيق تكرار قيام المستوطنين في القدس بتكرار القيام بالبصق على أبواب الكنائس، لا سيما كنيسة “حبس المسيح” في البلدة القديمة في القدس، وهو ما يشير -بحسب ناشطين- إلى اعتداءات متكاملة يتعرض لها الكل الفلسطيني، وبأشكال مختلفة من الاحتلال ومستوطنيه.