منذ إعلان نيتها شن هجوم بري كبير على غزة ينهي سيطرة حماس عقب الهجوم العنيف الذي شنته الحركة، في 7 أكتوبر، لا تزال إسرائيل تدرس كل الخيارات الممكنة والمخاطر المرتبطة بهجوم كبير من هذا النوع، وفق ما ينقل تقرير من صحيفة أميركية.
ويكتب مدير مكتب “واشنطن بوست” بالقدس، ستيف هندريكس، أن مناقشات تجري داخل الحكومة الموحدة التي أنشأتها إسرائيل عقب الهجوم للتعامل مع مستجدات الحرب، وفقا لمسؤولين مطلعين على العملية.
والأربعاء، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أقوى إشارة على أنه سيتم شن هجوم بري، قائلا إن مجلس وزراء الحرب ورئيس أركان الجيش “قررا بالإجماع” جدولا زمنيا لذلك. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تلميح حول متى يمكن أن يحدث أو على أي نطاق.
وتنقل الصحيفة عن مطلعين على العملية أن مجلس الوزراء ينظر في المتغيرات الرئيسية والمخاطر المحتملة التي قد تشمل قتالا طويلا في المناطق الحضرية ومخاطر إشعال صراع إقليمي واسع النطاق مع حلفاء حماس، مثل إيران.
وناشدت واشنطن إسرائيل أن تدرس بعناية خطواتها التالية، بحسب التقرير.
ومن غير المرجح أن تشل الحملة الجوية الإسرائيلية المستمرة على غزة حماس حتى في الوقت الذي تودي فيه بحياة المدنيين بشكل متزايد، وفق الصحيفة، فيما عجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقارير عن خلافات في مجلس الوزارء الحربي بين نتانياهو ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هرتسل هاليفي.
ولم يعلق أي من مكاتبهم على هذه التقارير على طلب واشنطن بوست للتعليق.
وقد امتدت علامات الانقسام المحتمل إلى الرأي العام، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمركية، موضحة أن بعض مؤيدي نتانياهو أشاروا إلى أن الجيش، وليس رئيس الوزراء، هو الذي يعرقل العملية. فيما يشير القادة العسكريون إلى أنهم يحتاجون فقط إلى الأمر لإطلاق واحدة من أكبر عمليات تعبئة القوات البرية الإسرائيلية في التاريخ.
وقال هاليفي في تصريحات، الثلاثاء، خلال جولة في الوحدات على حدود غزة: “أريد أن أكون واضحا، نحن مستعدون للغزو”.
ويقال إن نتانياهو يتشاور مع مجموعة من قدامى المحاربين في مجال الأمن، بمن فيهم يعقوب عميدرور، الجنرال السابق ومستشار الأمن القومي لنتانياهو، من عام 2011 إلى عام 2013. ولم يعلق عميدرور على أي مناقشات أجراها مع رئيس الوزراء، لكنه قال إن تضارب وجهات النظر بين القادة السياسيين والعسكريين يتمحور حول مدى قوة صياغة الخطط القوية.
وأضاف “الحمد لله هناك خلافات … يجب أن يتجادلوا لساعات ولأيام وليال. الجدال حول الأفكار مقابل الأفكار الأخرى، هذا هو النظام”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه مستعد للدفاع ضد تصعيد كبير قرب الحدود اللبنانية في الشمال. لكن جبهة ثانية يمكن أن تستنزف القوات الإسرائيلية، وقال القائد العسكري الكبير السابق: “ليس لدينا أي مصلحة في محاربة جبهة ثانية”، لكن إذا اضطررنا للقتال، فسننتصر”.
والأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثتها إلى الشرق الأوسط باربرا ليف عادت إلى المنطقة لتعزيز الجهود الأميركية الرامية لمنع اتساع نطاق الحرب المستعرة بين إسرائيل وحماس.
وتأتي رحلة ليف إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الأميركي جو بايدن نداء جديدا لإسرائيل ناشدها فيه بذل “كل ما في وسعها” لحماية المدنيين في قطاع غزة، مشددا في الوقت ذاته على دعم بلاده الراسخ للدولة العبرية في ردها على الهجوم غير المسبوق الذي شنته ضدها حركة حماس قبل حوالي ثلاثة أسابيع.
وفي في السابع من أكتوبر الجاري تسلل مئات من مسلحي حركة حماس من غزة إلى مناطق إسرائيلية متاخمة للقطاع، في هجوم ترافق مع إطلاق الحركة آلاف الصواريخ باتجاه الدولة العبرية وتسبب بمقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما اقتاد مسلحو حماس من جنوب إسرائيل إلى داخل القطاع أكثر من 200 شخص، بينهم أجانب، حيث تحتجزهم الحركة رهائن، وفقا لإسرائيل.
ومنذ الهجوم، تشن إسرائيل على غزة قصفا جويا ومدفعيا أوقع 6546 قتيلا، معظمهم مدنيون وبينهم 2704 أطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.