من صيدا إلى غزة.. رسالة تضامن بحرية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

لبنان- تحت شعار “كسر الحصار عن قطاع غزة”، تضامن مئات من صيادي الأسماك في مدينة صيدا اللبنانية مع الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة في وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ودعما للمقاومة.

ونظم سكان صيدا مسيرة بحرية انطلقت من الميناء وجابت الشاطئ مرورا بالقلعة البحرية وصولا إلى منطقة الزيرة ذهابا وإيابا، رفع خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، وهتفوا تنديدا بالمجازر الإسرائيلية بدءا من قصف مستشفى المعمداني، مرورا بمدارس الأونروا، وصولا إلى كنيسة الروم الأرثوذكس.

مسيرة بحرية بصيدا طالبت بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار (الجزيرة)

وأوضح نقيب صيادي الأسماك في صيدا نزيه سنبل أن صيدا (عاصمة الجنوب) ترتبط بتوأمة مع غزة، لذلك فإن التضامن معها ليس غريبا، بل طبيعيا أن تتضامن اليوم مع نفسها، وهي تعي معنى المقاومة والشهادة جيدا، إذ قدمت الشهداء العظماء فداء للبلاد وتحرير الأرض إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد سنبل أن “المسيرة البحرية هي رسالة تضامن مع غزة الحبيبة التي قدمت الغالي والنفيس تجاه أرض فلسطين العربية بعاصمتها القدس الشريف، مدينة الأمة العربية، مهد السيد المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام”، متسائلا “كيف للأمة العربية أن تتخلى عن هذه المدينة الصامدة الصابرة”.

ودعا المتحدث ذاته إلى حملة أوسع للتضامن وحراك شعبي من أجل نصرة غزة وشعبها ومقاومتها، قائلا “نتوجه إلى كل الشعوب العربية وإلى كل الرؤساء أن يقفوا وقفة واحدة تجاه الغطرسة الإسرائيلية التي تجري في أرض فلسطين، ونتمنى من كل الشعوب العربية أن تحذو حذونا وتتحرك نصرة لغزة وشعبها ومقاومته، فقد انتهى زمن الصمت وإلى نصر قريب بإذن الله”.

1 رفعت مراكب الصيادين اعلام لبنان وفلسطين تضامنا مع أهالي غزة
المسيرة البحرية شارك فيها المئات من الصيادين اللبنانيين والفلسطينيين تضامنا مع سكان قطاع غزة (الجزيرة)

صيدا مثل غزة

بدوره، قال الصياد حسن شعبان للجزيرة نت “لقد جئت للمشاركة في المسيرة البحرية للتعبير عن رفضي للجرائم الإسرائيلية بحق غزة وشعبها”، مضيفا “لم أعد قادرا على تحمل مشاهد المجازر والدماء، لقد بكت عيوني واحترق قلبي، وأريد أن أعبر عن غضبي بأي طريقة لنصرتهم”.

كما لم يستغرب الصياد ديب القرص هذه المسيرة البحرية ولا الوقفة التضامنية، وقال للجزيرة نت إن “غزة تشبه صيدا ببحرها وصياديها ومراكبها، ومن حق شعبها علينا أن ننصرهم بكل السبل المتاحة، أقلها بهذا النشاط الداعم لرفع الصوت نحو المجتمع الدولي للقيام بواجباته”.

من ناحيته، صب الصياد محمود رنو جام غضبه على الصمت الدولي، وقال للجزيرة نت -وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية- “بئس هؤلاء، سئمنا الصمت، أين منظمات حقوق الإنسان، أين جمعيات حماية الطفولة، أليس الذين يقتلون في غزة بشر”، مضيفا أن “صيدا اليوم ترفع الصوت عاليا من أجل وقف المجازر والجرائم الإسرائيلية، آن الوقت لنهاية سياسة الكيل بمكيالين”.

1 رفعت مراكب الصيادين اعلام لبنان وفلسطين تضامنا مع أهالي غزة
مشاركة الأطفال كانت من أبرز المشاهد بمسيرة صيدا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)

وقفة احتجاجية

وقبيل المسيرة البحرية، نظمت وقفة احتجاجية شارك فيها إضافة إلى النقيب سنبل، النائب اللبناني عبد الرحمن البزري، ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في لبنان أبو علي كابولي، وممثلون عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية.

وقال النائب البزري إن “هذه الوقفة أحد وجوه الدعم التي تقدمها مدينة صيدا ومجتمعها المدني ومخيماتها الفلسطينية للقضية الفلسطينية، واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة وشعبها وعلى المجازر الإسرائيلية، والكل يعلم أهمية البحر بالنسبة لصيدا وغزة”.

وأضاف البزري “لذلك، هذه الوقفة لها قيمتها الرمزية والمعنوية، لأن صيدا مدينة بحرية لبنانية وتلتقي مع المدن البحرية الفلسطينية، وللتعبير عن الشراكة في النضال والدم والمسار والمصير، وأن هذه المدينة ستبقى عروبية وعاصمة للشتات الفلسطيني والجنوب المقاوم، وهي تشجب وتدين ما يحدث في فلسطين من مجازر، وتدعو الجميع -خاصة العرب- إلى وقفة أكثر حسما لنصرة فلسطين وقضيتها وشعبها”.

المسيرة البحرية في صيدا نددت بمجازر الاحتلال الإسرائيلي خاصة في مستشفى المعمداني (الفرنسية)

بدوره، قال ممثل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في لبنان غسان البقاعي إن هذه المسيرة تعبير حقيقي عن التضامن، وهي رسالة تحمل آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، ليس بنصرة غزة وفلسطين فقط، وإنما حلمهم وعيونهم شاخصة إلى أن يبحروا ذات يوم في هذه المراكب إلى فلسطين، عائدين إلى ديارهم التي هجروا منها بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *