“رسالة وحدة” بشأن غزة وأوكرانيا.. قمة أوروبية أميركية مرتقبة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، الجمعة، قادة الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال، وأورسولا فون دير لايين، في قمة بين التكتل والولايات المتحدة، ستسعى إلى توجيه “رسالة وحدة” بشأن غزة وأوكرانيا على حد سواء، وفقا لفرانس برس.

وتأتي هذه القمة وسط أزمات متزايدة في العالم، على رأسها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. ويريد القادة الأميركيون والأوروبيون إظهار جبهة موحدة وتعزيز “الشراكة الاستراتيجية” بينهم.

وفي ربطها بين الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا وحرب حماس ضد إسرائيل، رأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في خطاب، الخميس، أن “هاتين الأزمتين، على الرغم من اختلافهما، تدعوان أوروبا وأميركا إلى اتخاذ موقف مشترك من أجل حماية ديمقراطياتنا”.

ويسعى الأوروبيون والأميركيون خصوصا إلى تجنب فتح جبهة ثانية مع حزب الله اللبناني، وأبعد من ذلك، حدوث تصعيد في المنطقة لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

وقبل القمة، قال مسؤول أوروبي للصحفيين، طالبا عدم كشف هويته: “من المهم خصوصا أن نضاعف جهودنا على جانبي المحيط الأطلسي، لضمان عدم اتساع رقعة هذا النزاع إلى ما وراء حدوده”.

ورأى أن القمة ستشكل فرصة “لتوجيه رسائل واضحة وموحدة إلى جميع أطراف النزاع، تؤكد دعم إسرائيل وإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين العالقين في غزة”.

طمأنة الأوروبيين

لكن سيكون على القادة العمل على عدة جبهات، وأحد تحديات القمة هو إظهار دعم قوي ومستمر لأوكرانيا، وسط بعض من عدم اليقين في واشنطن بسبب الأزمة التي تشل الكونغرس الأميركي.

وتحدث الرئيس الأميركي الذي زار إسرائيل، الأربعاء، إلى الأميركيين، مساء الخميس، في محاولة لتوحيدهم في الدفاع عن إسرائيل وأوكرانيا، وانتزاع الإجماع السياسي الذي يحتاج إليه لتمويل هاتين القضيتين.

والرهان كبير، لأن المساعدات المالية رهينة لهذا الشلل، والولايات المتحدة في طريقها مباشرة إلى أزمة جديدة في الميزانية أو “الإغلاق” في 17 نوفمبر، مع انقسام الكونغرس والخلافات داخل الحزب الجمهوري، التي تعرقل انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.

وسيسعى بايدن لى “طمأنة الأوروبيين” في هذا الصدد.

وفي حديث لصحفيين، الخميس، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال أنه “واثق جدا من أن الرئيس الأميركي سيبذل كل ما في وسعه لضمان وصول التمويل”.

ومن بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال أيضا، قضية حساسة متمثلة في إشراك أكبر لدول أخرى تحاول روسيا من خلالها الالتفاف على العقوبات الدولية.

وقال ميشال: “نحاول إغلاق كل الأبواب” التي تسمح بتجاوز العقوبات.

وعقد الاجتماع السابق بين القادة الأوروبيين والأميركيين في بروكسل بشهر يونيو 2021.

النزاع حول الصلب

لكن القضايا الجيوسياسية لن تكون القضية الوحيدة في القمة، بينما تبدو مؤشرات ضعف على الاقتصادات الكبرى في العالم، بحسب صندوق النقد الدولي.

وعلاوة على ذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا حل النزاعات التجارية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالواردات الأوروبية من الصلب التي فرضت عليها رسوم في 2018، خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

وعلقت هذه الرسوم في 2021 لكن قد يتم تفعيلها من جديد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أكتوبر.

ويأمل الاتحاد الأوروبي أيضا في التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الأساسية اللازمة للانتقال في قطاع الطاقة. ويتعلق الأمر بإزالة نقاط تمييزية واردة في خطة المناخ الأميركية الرئيسية التي أقرت في صيف 2022.

وتوقع المفوض الأوروبي للتجارة، فالديس دومبروفسكيس، الثلاثاء، على هامش اجتماع وزراء المالية الأوروبيين في لوكسمبورغ، الإعلان خلال القمة عن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الصلب والألمنيوم وكذلك بشأن توريد المعادن الأساسية.

لكنه أضاف: “لم نبلغ هذه المرحلة بعد وما زال علينا التغلب على الخلافات”.

وأخيرا، في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، يعتزم الاتحاد الأوروبي الضغط على واشنطن، وتشجيع الولايات المتحدة على بذل مزيد من الجهد.

وقال المسؤول الأوروبي: “سنصر أيضا على أن إحدى النقاط الرئيسية في جدول الأعمال ستكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بشأن المناخ”.

واتفقت الدول الـ27 على أن يدافع الاتحاد الأوروبي في الدورة الثامنة والعشرين المقبلة لمؤتمر الأطراف في أوائل ديسمبر في دبي، عن وضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري المحروق من دون احتجاز ثاني أكسيد الكربون على أن يبلغ الاستهلاك العالمي ذروته منذ “هذا العقد”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *