بعد أن اتهمه وزير الداخلية الفرنسي بـ”صلته بجماعة الإخوان المسلمين” وجد نجم كرة القدم كريم بنزيمة نفسه في قلب عاصفة إعلامية وصلت حد طلب عضوة بمجلس الشيوخ سحب جنسيته وإلغاء تتويجه بالكرة الذهبية، إذا تأكدت علاقاته مع هذا التنظيم الإسلامي.
ومثل بنزيمة (35 عاما) منتخب فرنسا الأول في 97 مباراة دولية سجل خلالها 37 هدفا خلال الفترة من 2007 حتى 2022، وتوج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب دولي العام الماضي 2022 بعد أن قاد ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا.
وأمطر بنزيمة -الذي يلعب حاليا لفريق الاتحاد السعودي- بوابل اتهامات من مسؤولين فرنسيين رفيعين منذ الاثنين الماضي بعد أقل من يوم واحد على تغريدته التي أعلن فيها تضامنه مع قطاع غزة التي يتعرض لإبادة جماعية منذ 13 يوما بعد إطلاق المقاومة الإسلامية عملية طوفان الأقصى آخرها قصف مستشفى المعمداني الذي راح ضحيته آلاف القتلى وأكثر من 10 آلاف جريح.
وكان بنزيمة غرّد الأحد الماضي قائلا “كل صلواتنا من أجل سكان غزة، ضحايا مرة أخرى لهذا القصف الظالم الذي لم يسلم منه نساء ولا أطفال”.
Toutes nos prières pour les habitants de Gaza victimes une fois de plus de ces bombardements injustes qui n’épargnent ni femmes ni enfants.
— Karim Benzema (@Benzema) October 15, 2023
وتضمنت حملة تشويه بنزيمة، إضافة إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان، عدة رموز سياسية فرنسية، منها الوزيرة السابقة النائبة بالبرلمان الأوروبي نادين مورانو التي صرحت لقناة “سي نيوز” وإذاعة “أوروبا 1″ بأن بنزيمة اختار معسكره وبات “عميلا للبروباغندا (الدعاية) التي تمارسها حماس وتهدف لتحطيم إسرائيل”.
وجاء دور السياسي اليميني المتطرف جون مسيحة في الهجوم على نجم ريال مدريد السابق، فقال “إن بنزيمة يشعر بالارتباط بالأمة الإسلامية أكثر من فرنسا وهو مثل الكثيرين فرنسي على الورق فقط”.
لكن التطور الأخطر في حملة تشويه بنزيمة ما طالبت به النائبة بمجلس الشيوخ فاليري بوايي بسحب الجنسية والكرة الذهبية من هذا المهاجم الذي طالما دافع عن ألوان منتخب “الديوك” وجلب له الانتصارات.
ولم يرد بنزيمة على الحملة، وترك الأمر لمحاميه هيوز فيغييه الذي نفى بشكل قاطع أي علاقة لموكله بجماعة الإخوان المسلمين، وكشف أنه يستعد لرفع دعاوى قضائية ضد وزير الداخلية عضو البرلمان الأوروبي فرانك تابيرو -الذي شارك في حملة التشويه- ونادين مورانو وفاليري بوايي.
هل يمكن تجريد بنزيمة من الجنسية؟
يجيب عن هذا السؤال المحامي الفرنسي ميشاك فيليزما قائلا للجزيرة نت إنه لا يمكن سحب جواز سفره حسب القوانين الفرنسية، إذ يجب توافر 3 عناصر لسحب الجنسية هي:
- الحصول على جنسية دولة أخرى.
- التعامل كمواطن من هذه الدولة.
- ارتكاب أفعال تتعارض مع مصالح فرنسا.
ويشير المحامي إلى أن بنزيمة لا يحمل سوى الجنسية الفرنسية التي لا يمكن سحبها منه لأن ذلك سيؤدي لجعله عديم الجنسية، خاصة وأنه لم يرتكب أفعالا تتعارض مع مصالح بلاده لعدم ثبوت أي علاقة بينه وبين الإخوان، وكل الاتهامات التي وجهت له مبنية على أساس موقفه السياسي والإنساني الأخير فقط.
هل يمكن سحب الكرة الذهبية من بنزيمة؟
ويجيب عن هذا السؤال موقع “آر إم سي” الرياضي الفرنسي، بالإشارة إلى عدم وجود ما يمنع احتمال سحب الكرة الذهبية من بنزيمة، ولكن لا يوجد شيء يجعل ذلك ممكنًا أيضًا في لوائح الجائزة التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية ولا ترتبط بأي حال من الأحوال بأمور إضافية ولكنها تركز فقط على أداء اللاعبين بالمستطيل الأخضر.
ويؤكد الموقع أنه لم يسبق سحب الكرة الذهبية من أي لاعب فاز بها رغم إدانة بعض الفائزين أو استجوابهم في قضايا ضريبية ومنهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الكرواتي لوكا مودريتش، البرتغالي لويس فيغو، أو من اتهموا بالاغتصاب مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أو البرازيلي رونالدو نازاريو.
استقطاب سياسي
ويقول المحامي الرياضي الدولي محمد متولي -للجزيرة نت- إن كل الاتهامات الموجهة إلى بنزيمة مسيسة نتيجة الاستقطاب السياسي الموجه ضد الإسلاميين أو من يبدي أي تعاطف معهم، مشيرا إلى أن تغريدة بنزيمة لم تكن عدائية بقدر ما كانت إنسانية، ولا تعني بأي شكل من الأشكال وجود أي رابطة مع التيارات الإسلامية المصنفة لدى فرنسا بأنها إرهابية.
ويؤكد متولي على ما ذكره المحامي الفرنسي بأن باريس لا يمكنها سحب الجنسية من بنزيمة لعدم وجود أي إثبات مادي على انضمامه لأي جماعة إرهابية -حسب القانون الفرنسي- وإن حدث ذلك فيمكن للاعب رفع دعوى قضائية ضد السلطات الفرنسية ونجاحه في حسمها لصالحه مضمون 100%.
ويشير إلى أن وزير الداخلية عنصري ومعروف عنه دعم الكيان الصهيوني، ولذلك أدلى بتلك التصريحات العنترية للضغط ليس إلا على بنزيمة لعدم تكرار إظهار تعاطفه مع الفلسطينيين، وهي رسالة لأي رياضي بأن دعم غزة سيجعلك في وجه العاصفة وبالتالي لا يكون في فرنسا سوى اتجاه واحد نحو دعم إسرائيل وتشويه الفلسطينيين.