نقلت مراسلة الحرة عن مصدر في مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، الأربعاء، أنه تم إجلاء طاقم المكتب بمن فيهم مديره ديفيد غوفرين.
ويأتي ذلك، وفق مراسلتنا، بسبب الاحتجاحات في المغرب، إثر الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل “وبأمر من الخارجية الإسرائيلية”.
وكانت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية قالت في وقت سابق، الأربعاء، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أمرت بإجلاء موظفي سفارتها بالمغرب “بسبب المظاهرات المناهضة للأوضاع في غزة”.
كما تأتي عملية الإخلاء في إطار حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم، وإجراءات أمنية إضافية ونقل مبعوثين من بعض الدول إلى دول أكثر أمانا” وفق الصحيفة الإسرائيلية.
والثلاثاء، ألقى المغرب، الذي اعترف بإسرائيل في عام 2020، باللوم على الدولة العبرية في ضربة طالت أحد مستشفيات غزة.
وجاء في بيان للمملكة بالخصوص “تُدين المملكة المغربية بشدة قصف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني في قطاع غزة وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين” مجددة “مطالبتها بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم”.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” قالت إن طائرات إسرائيلية شنت ضربة على المستشفى أثناء وجود آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن.
إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى مسؤوليته قائلا إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى “تعرض لضربة صاروخية فاشلة شنتها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في القطاع”.
لكن متحدثا باسم “الجهاد الإسلامي” نفى رواية إسرائيل بمسؤولية الحركة عن الضربة.
والأحد الماضي، تظاهر عشرات الآلاف في الرباط للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، في مسيرة هي الأضخم منذ استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
ودعا لهذه التظاهرة كل من “الجبهة المغربية لدعم فلسطين” و”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، وهما إئتلافان مشكلان من أحزاب إسلامية ويسارية.
وتلك التظاهرة كانت الأكبر من نوعها منذ استئناف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 برعاية أميركية.
وبُعيد هجوم حماس الأخير (السبت 7 أكتوبر) دانت المملكة “استهداف المدنيين من أي جهة كانت”، داعية إلى “الوقف الفوري لجميع أعمال العنف”، ومذكرة بأنها “طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة”.
وسبق للمغرب أن أقام علاقات مع إسرائيل إثر توقيع اتفاقات أوسلو العام 1993، لكنه قطعها بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.