أعلن النائب العام الليبي الصديق الصور، تشكيل لجنة تحقيق تتقصى في واقعة لقاء وزيرة الخارجية الموقوفة عن العمل نجلاء المنقوش، مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، في إيطاليا الأسبوع الماضي.
وقال مكتب النائب العام -عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، مساء اليوم السبت- إنه “تلقى التبليغات المتعلقة بمخالفة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي لقواعد مقاطعة إسرائيل؛ فأصدر النائب العام قرارا بتشكيل لجنة تحقيق أسندت إليها، مهمة تقصي مبلغ الضرر الذي أصاب مصالح الدولة الليبية من واقع تقارير جهاز المخابرات”.
كما كُلفت اللجنة -وفق البيان- بتحصيل مواد استدلالية تلزم لتأدية إجراء استجواب من دعوا إلى اللقاء بما في ذلك سماع أقوال من يمكن الحصول منهم على إيضاحات تلزم تحقيق الواقعة.
ويحظر القانون الليبي رقم 62 الصادر عام 1957 على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم.
ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 10، ويجوز الحكم بغرامة مالية.
وفي 27 أغسطس/آب الماضي، كشفت أنباء عن لقاء سري تم بين وزيرة خارجية ليبيا ونظيرها الإسرائيلي برعاية إيطالية.
وأثار اللقاء موجات غضب واسعة في ليبيا، حيث استنكر ذلك أحزاب سياسية وخرج مئات الليبيين في مدن طرابلس والزاوية (غرب) وبنغازي (شرق) والمرج (شرق بنغازي) للتعبير عن رفضهم للقاء، بينما طالب مجلس النواب وتكتلات سياسية النائب العام بفتح تحقيق في ذلك.
وردا على لقاء كوهين، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قرارا بإيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا، وإحالتها إلى التحقيق فور تداول خبر اللقاء.
وطالب المجلس الرئاسي الليبي، الدبيبة بتقديم توضيح بشأن اللقاء، معتبرا ذلك “خرقا للقوانين التي تجرم التطبيع مع إسرائيل”.
بدوره، أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح -خلال جلسة طارئة عقدها المجلس- “رفض التطبيع مع إسرائيل، والتمسك بالدفاع عن القضية الفلسطينية”.
وكانت الخارجية الليبية، قد أفادت -في بيان سابق- بأن ما حدث في روما هو “لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات، بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكل جلي وغير قابل للتأويل واللبس”، متهمة الصحافة الإسرائيلية باستغلال الحدث ومحاولة إعطائه طابع اللقاء أو المحادثات.