ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة لجأت إلى “وسيط قديم” للقيام بدور دبلوماسي في مفاوضات للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن قطر تعمل كوسيط بين حماس المصنفة على قائمة الإرهاب، ومسؤولين من الولايات المتحدة في محادثاتها وصفتها الصحيفة بـ “المعقدة” لوجود أشخاص من أكثر من 30 دولة من بين الرهائن.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، في مؤتمر صحفي من قطر، إن واشنطن والدوحة يعملان بشكل مكثف لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وسبق لقوات كوماندوز إسرائيلية وأميركية تنفيذ عمليات إنقاذ غير عادية للرهائن من قبل، لكن طبيعة غزة المكتظة بالسكان تجعل من غير المحتمل إمكانية إعادة المحتجزين عسكريا بسبب المخاطر التي يتعرض لها الرهائن والجنود على حد سواء.
وقال العديد من المسؤولين والمحللين الأميركيين السابقين إنه على الرغم من أن تلك المهمة كانت خطيرة للغاية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بمخاطر عملية الإنقاذ العسكرية في غزة.
“في زمن الحرب”.. ما هدف زيارة بايدن الاستثنائية إلى إسرائيل؟
في الوقت الذي يهدف فيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، من زيارته لإسرائيل، الأربعاء، إلى إظهار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل خلال حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، فإن رحلته تنطوي على بعض المخاطر، بحسب ما تداولته الصحافة الأميركية.
وعلى اعتبار أن غزة منطقة حضرية مكتظة بالسكان ومليئة بالأسلحة والمقاتلين وكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الإنقاذ العسكري “أمر مستحيل” مما يعني أن الدبلوماسية تظل هي الجهد الرئيسي لإعادة الرهائن.
وكانت إسرائيل أعلنت أن هناك 199 رهينة بين إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر عندما شنت هجومها المباغت.
وأعلنت إسرائيل، الحرب في الثامن من أكتوبر، بعد يوم من اختراق مقاتلي حركة حماس السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين.
في الناحية المقابلة، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل أكثر من 3000 شخص في القطاع، غالبيتهم من المدنيين.
وفي حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” من دون الكشف عن هويتهما، قال مسؤول أميركي سابق، ومسؤول غربي رفيع مطلع على المفاوضات، إن هناك تفاؤلا بأن حماس ربما تطلق سراح النساء والأطفال بسبب رد الفعل الدولي العنيف على عمليات الاختطاف.
ومن جانبه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إنه بناء على المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع قطر، هناك احتمال أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 50 مواطنا من مزدوجي الجنسية بشكل منفصل عن أي صفقة أوسع.
“معركة الفلوجة”.. ضباط أميركيون يقدمون لنظرائهم الإسرائيليين دروس حرب المدن
قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير، الثلاثاء، إنه فيما يتهيأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، لزيارة إسرائيل، الأربعاء، يقدم قادة الجيش الأميركي الذين “يحملون ذكريات حية عن معارك الفلوجة عام 2004 ومعركة أخرى في الموصل في العراق، الدروس المستفادة من المعركتين لنظرائهم الإسرائليين”
ومع ذلك، فإن الجيش الأميركي لم يقف مكتوف الأيدي، حتى لو ظلت جهود الإنقاذ احتمالا بعيدا.
وأكد مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون أرسل فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في المعلومات الاستخبارية والتخطيط لأي عمليات محتملة لتحديد مكان الرهائن وإنقاذهم.
وقال مسؤولون أميركيون إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش نشرت أيضا طائرات ولوجستيات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة، لكنها لم ترسل بعد أي فرق كوماندوز عملياتية إلى إسرائيل.
من جهته، قال كريستوفر كوستا، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة بالجيش الأميركي ومسؤول مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سابقا، إن “الأولوية الأولى هي تبادل المعلومات الاستخبارية – أين يتم احتجاز الرهائن”.
وذكر مسؤول أميركي رفيع لصحيفة “نيويورك تايمز” أنه لا توجد معلومات تذكر عن مكان وجود الرهائن.
وفي سياق متصل، قال كريستوفر أوليري، وهو مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي والذي أدار فريقا عبر عدة وكالات لاستعادة الرهائن وتعامل مع عدد لا يحصى من عمليات الاختطاف، إن حجم العمليات التي وقعت يوم 7 أكتوبر “كانت مذهلة”.
وأضاف أوليري، الذي يعمل الآن مع مجموعة “سوفان”، وهي شركة استشارات أمنية: “إن الأمر لا يشبه أي شيء تعاملنا معه في العصر الحديث”.