الدوحة- تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، أعمال القمة الثالثة لـ”حوار التعاون الآسيوي” التي تستمر يومين تحت شعار “الدبلوماسية الرياضية”.
وكانت القمة نفسها مقررة عام 2020 وتم تأجيلها بسبب تبعات جائحة كورونا عالميا. ومن المقرر أن تبحث آفاق التعاون المشترك بين دول حوار التعاون الآسيوي الـ35 وسبل تعزيزها، خاصة أنها تضم عددا من أكثر الدول نموا في العالم.
وحوار التعاون الآسيوي (ACD) منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها في يونيو/حزيران 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي على مستوى القارة، والمساعدة في إدماج منظمات إقليمية منفصلة مثل “آسيان” و”رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي”، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.
وكان وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، قد صرّح خلال مشاركته في اجتماع لحوار التعاون الآسيوي بنيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي، إنه رغم التنوع الكبير الذي تتسم به دول القارة الآسيوية من حيث الموارد الطبيعية والبشرية، وإمكاناتها الاقتصادية الضخمة ومصادر الطاقة، فلا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتم على دولها مواصلة التعاون والعمل الجماعي.
أمير دولة #قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يرحب بانطلاق أعمال حوار التعاون الآسيوي المُقامة في #الدوحة pic.twitter.com/z2JVlOEKzH
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 1, 2019
الدبلوماسية الرياضية
وفي السياق ذاته، أضاف الخليفي أن اختيار شعار “الدبلوماسية الرياضية” عنوانا لقمة حوار التعاون الدولي ينبع من الإيمان بأهمية الرياضة كقوة ناعمة في تنمية البلدان والتقارب بين الشعوب والثقافات، ومن التركيز على القضايا المتعلقة بدعم الشباب والتنمية والمرأة، باعتبارها 3 ركائز أساسية في إطار الرياضة.
وأعلن الوزير القطري أن بلاده ستستضيف منتدى الأعمال على هامش القمة، والذي سيصبح المنتدى الثاني الذي تستضيفه دولة قطر في إطار حوار التعاون الآسيوي، وستسعى من خلاله إلى تعزيز التواصل بين رجال الأعمال والقطاع الخاص في الدول الأعضاء.
ويتجاوز حجم سوق دول حوار التعاون الآسيوي الـ4.4 مليارات نسمة، أي ما يعادل 60% من عدد سكان العالم، وشهد حوار التعاون الآسيوي عقد قمتين الأولى في تايلند عام 2002 بمشاركة 18 دولة آسيوية من المؤسسين، والثانية في الكويت عام 2012 بمشاركة 31 دولة، حيث تستضيف الدولة الخليجية مقر أمانته العامة.
كما تولت دولة قطر رئاسة حوار التعاون الآسيوي لعام 2019، حيث استضافت الدوحة الاجتماع الوزاري الـ16 للدول الأعضاء في الحوار، وأطلقت فيه مبادرة دولة قطر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها للدول الأعضاء، حيث حظيت المبادرة بإشادة واسعة.
تعميق التعاون
وكان الاجتماع الوزاري الذي عقد في الدوحة بمايو/أيار عام 2019 قد أوصى بالعمل على تعزيز الوحدة وتوسيع التبادلات الثقافية وتعميق التعاون العلمي لتعزيز التنمية المستدامة والازدهار والمساهمة بشكل أكبر في إرساء السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية في العالم.
كما أوصى الاجتماع الوزاري بتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وكذلك تعزيز التعاون لمعالجة الآثار المترتبة عن تغيير المناخ والكوارث الطبيعية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين دولة قطر ودول حوار التعاون الآسيوي عام 2018 نحو 81 مليار دولار، وتمثل نحو 70% من حجم التجارة الخارجية لدولة قطر.
وأثيرت فكرة حوار التعاون الآسيوي في المؤتمر الدولي الأول للأحزاب السياسية الآسيوية الذي عقد في مانيلا في سبتمبر/أيلول عام 2000، واقترح حينها أن آسيا كقارة ينبغي أن يكون لها منتدى لمناقشة التعاون، لتطرح عقب ذلك الفكرة رسميا خلال اجتماع وزراء خارجية “آسيان” الـ34 في هانوي عام 2001.
ويهدف “حوار التعاون الآسيوي” إلى تعزيز الترابط بين الدول الآسيوية في جميع مجالات التعاون من خلال تحديد نقاط القوة المشتركة وفرص آسيا التي ستساعد على الحد من الفقر وتحسين نوعية حياة الشعوب الآسيوية مع تطوير مجتمع قائم على المعرفة في آسيا وتعزيز المجتمع وتمكين فئات واسعة من الناس.
كما يهدف حوار التعاون الآسيوي إلى توسيع التجارة والأسواق المالية في آسيا وزيادة القوة التفاوضية لبلدانها بدلا من المنافسة، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية في آسيا بالسوق العالمية.
كما يهدف حوار التعاون الآسيوي إلى تحويل القارة الآسيوية في نهاية المطاف لجماعة قادرة على التواصل مع بقية العالم على قدم المساواة والدفع بصورة أكثر إيجابية نحو السلام المتبادل والرخاء.