ذا نيشن: أيها الإعلام الأميركي.. حياة الفلسطينيين مهمة هي الأخرى

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

نشر موقع “ذا نيشن” الإخباري تقريرا يتناول طريقة تغطية وسائل الإعلام الأميركية لتداعيات الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتظهر التغطية الإعلامية للأحداث الدائرة هناك انحيازا واضحا من جانب البرامج الإخبارية الرئيسة إلى إسرائيل. غير أن “ذا نيشن” -وهو موقع إخباري أميركي- شذّ عن تلك القاعدة في تقرير يسلط الضوء على طريقة تعامل الإعلام في الولايات المتحدة مع تلك الأحداث. ويناقش التقرير تأثير هذا التحيز الإعلامي في الفهم العام لطبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمواقف السياسية منه.

يقول الموقع في تقريره، إنه على الرغم من أن 3 نشرات أخبار مسائية أميركية لم تعُد تملك التأثير نفسه الذي كانت تتمتع به من قبل، لكنها تظل من أكبر مصادر الأخبار في الولايات المتحدة.

والحالة هذه، لم يكن مستغربا أن يهيمن خبر واحد على “الأجندة” الإخبارية لوسائل الإعلام الأميركية، وهو المتعلق “بالعنف المتصاعد باستمرار في غزة وإسرائيل”. لكن هذا القول ليس دقيقا تماما في واقع الأمر، ذلك أن القصة الإخبارية في كل تلك البرامج “تدور بالكامل تقريبا حول إسرائيل، وإسرائيل وحدها” دون سواها.

خذ مثلا نشرة الأخبار المسائية لقناة “إن بي سي” يوم الأربعاء الماضي، التي خصصت 21 دقيقة بالتمام والكمال تقريبا للحديث عن إسرائيل. وكانت هناك أخبار عن “المذبحة” التي ارتكبها مقاتلو حركة حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، ومقابلات مطولة مع عائلات من يُعتقد أنهم أسرى لدى حماس، وكذلك مع مستوطنة من الناجين من الهجوم (لم تحدد شبكة سي إن بي سي اسمها). هذا إلى جانب تقرير عن التوترات داخل الجامعات والكليات، وآخر عن كيف أن إسرائيل دولة “تغيرت إلى الأبد”.

الضغط على حماس
ووفق موقع “ذا نيشن” فإن شبكة إن بي سي الإخبارية ليست مخطئة في التحدث إلى ضحايا حماس من الإسرائيليين، ولكن مثلما يتعامل الإسرائيليون مع “العنف”، كذلك يفعل الفلسطينيون في غزة.

واقتبس الموقع الأميركي تصريحا للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال فيه، “ليس صحيحا ما جاء في ذلك الخطاب الذي يتحدث عن أن المدنيين (الغزيين) لم يكونوا على دراية (بالهجوم)، أو غير متورطين”، في إشارة واضحة إلى أن إسرائيل تنظر إلى جميع سكان قطاع غزة على أنهم “يصعب تمييزهم” من حماس.

وينتقد الموقع تغطية إن بي سي للأحداث في برنامجها يوم الأربعاء الماضي، لوصفه القصف الإسرائيلي لغزة على أنه وسيلة “للاستمرار في ممارسة الضغط على حماس”، ولتخصيصه نحو 22 ثانية فقط لأم قُتل ابنها في ذلك القصف الذي أطلقت عليه الشبكة الإخبارية مصطلح “ضربات انتقامية إسرائيلية”، مشيرة إلى أن “كثيرين يقولون، إنهم لا يدرون إلى أين يهربون”.

ويعلق الموقع على ذلك منتقدا أن تقرير مراسل إن بي سي ينطوي على استخفاف بحياة المدنيين الفلسطينيين، حين يقول، إن الأم فقدت ابنها في “غارة انتقامية”، وليس في قصف “عشوائي، معدا ذلك جريمة حرب واسعة النطاق.

ثم بثت الشبكة نفسها تقريرا لمراسلها ريتشارد إنجل، زعم فيه أن إسرائيل قصفت غزة لإضعاف حماس، وقطعت الكهرباء والمياه عنها، ناقلة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وعده بأن ما سيأتي بعد ذلك “سيعيد صياغة غزة إلى الأبد”.

ومع أن إن بي سي أشارت إلى الوعد الذي قطعه الوزير، إلا أنها أغفلت وصفه لسكان غزة بأنهم “حيوانات بشرية”، ودعوته الواضحة لتدمير القطاع ثم تلطيفها على أنها “إعادة صياغة غزة إلى الأبد”.

الموت الجماعي
ويلاحظ “ذا نيشن” أن الشبكة ادعت أنها قصفت أحياء غزة 200 مرة؛ لأنها تمثل “أوكارا للإرهابيين”، وهو وصف يراه الموقع الإخباري الأميركي “عنصريا” اقتبسه المراسل من الجيش الإسرائيلي.

ولا يرى إنجل غضاضة في التعبير عن الهجوم الوشيك على غزة بأنه “عقابي” الطابع، وكأنه يقر بعدم وجود إستراتيجية وراء الغزو المرتقب سوى “الموت الجماعي”.

ويلفت الموقع الأميركي إلى أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين طوال الوقت، حتى عندما يخرجون في مظاهرات سلمية.

وتطرق التقرير -الذي نحن بصده أيضا- إلى تغطيات وسائل إعلام شهيرة؛ مثل: قنوات بي بي سي البريطانية، وسي إن إن وفوكس نيوز الأميركيتين. وأشارت بالتحديد إلى المقابلة التي أجرتها فوكس نيوز مع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حيث أعلن خلالها أن ما يجري هي “حرب دينية”، وحثّ إسرائيل على “تسوية” غزة بالأرض.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، فقد رد على سؤال قناة سكاي نيوز حول التهديدات التي يتعرض لها الأطفال الرضع في غزة، موجها كلامه للمذيع قائلا، “هل أنت جاد بسؤالي عن المدنيين الفلسطينيين؟ ما بك”؟

وحذت الصحف حذو الشبكات الفضائية، من بينها نيويورك تايمز، وصحيفة ذا تايمز البريطانية.

والآن بينما تتأهب إسرائيل -على ما يبدو- لشن عدوان مدمر يصعب تخيله على غزة، هل ستعامل الفلسطينيين على أنهم بشر مثلما تعامل الإسرائيليين؟ يتساءل موقع “ذا نيشن.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *