كم سيصبح سعر آيفون إذا صنعته أميركا؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قال خبراء إن مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيع هواتف آيفون، التي تنتجها شركة آبل، داخل الولايات المتحدة يواجه الكثير من التحديات القانونية والاقتصادية، أقلها تثبيت “البراغي الصغيرة” بطرق آلية، وفق ما أوردت رويترز.

وكان ترامب هدد يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على آبل في حال بيعها هواتف آيفون مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار سعي إدارته لدعم سوق العمل.

“لا بأس.. لكن”

وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة الماضي إن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبق أيضا على شركة سامسونغ وغيرها من صانعي الهواتف الذكية، ويتوقع أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ في نهاية يونيو/حزيران المقبل.

وأضاف ترامب “لن يكون من العدل” عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة.

وقال “كان لدي تفاهم مع (الرئيس التنفيذي لشركة آبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك. قال إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع. قلت له لا بأس أن يذهب إلى الهند ولكنك لن تبيع هنا من دون رسوم جمركية”.

وتُصنّع آبل حاليا أكثر من 80% من منتجاتها في الصين.

وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال لشبكة “سي بي إس” الشهر الماضي إن عمل “الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون البراغي الصغيرة جدا لصنع أجهزة آيفون” سيأتي إلى الولايات المتحدة وسيصبح آليا، مما سيوفر وظائف للعمال المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين.

لكنه قال لاحقا لقناة “سي إن بي سي” إن كوك أخبره أن القيام بذلك يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد.

وقال “لقد قال أحتاج إلى أذرع روبوتية وأن أقوم بذلك على نطاق ودقة يمكنني بهما جلبها (الصناعة) إلى هنا. وفي اليوم الذي أرى ذلك متاحا، ستأتي إلى هنا”.

ارتفاع أسعار آيفون

وقال محامون وأساتذة بقطاع التجارة إن أسرع طريقة لإدارة ترامب للضغط على شركة آبل من خلال الرسوم الجمركية هي استخدام الآلية القانونية نفسها التي تفرض الرسوم على شريحة واسعة من الواردات.

وقال دان إيفز المحلل في ويدبوش إن نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد يستغرق ما يبلغ 10 سنوات، وقد يؤدي إلى أن يصل سعر جهاز آيفون الواحد إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حاليا في حدود 1200 دولار.

وأضاف إيفز “نعتقد أن مفهوم إنتاج آبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة”.

وقال خبراء إن إنتاج هاتف آيفون في أميركا سيواجه تحديات كبيرة، بدءا من إيجاد قوة عاملة أميركية ودفع أجورها، وصولا إلى تكاليف الرسوم الجمركية التي ستتكبدها شركة آبل لاستيراد قطع الغيار إلى الولايات المتحدة للتجميع النهائي، وفق ما نقلت “سي إن بي سي” الشهر الماضي.

وثمة اتفاق واسع بين المحللين ومراقبي الصناعة على أن هذا الأمر مستبعد، وقد شككت وول ستريت لسنوات في أن تُصنّع آبل هاتف آيفون أميركيا.

وكتب المحلل في بنك أوف أميركا للأوراق المالية، وامسي موهان، في مذكرة الشهر الماضي أن سعر هاتف آيفون 16 برو قد يرتفع بنسبة 25% بناء على تكاليف العمالة وحدها إذا تم إنتاجه في أميركا، ما يعني أن سعره سيصل إلى حوالي 1500 دولار.

وقال بريت هاوس أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا إن فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة آبل.

وأضاف “لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين”.

وتبيع آبل أكثر من 220 مليون هاتف آيفون سنويا حول العالم.

iPhone 16 Pro MAX Durability Test - Apple tried hard this year... credit : youtube

تحدي الرسوم الجمركية

وتشير تقديرات شركة كاونتربوينت ريسيرش إلى أن نحو 20% من إجمالي واردات آيفون إلى الولايات المتحدة الآن تأتي من الهند، في حين تأتي الواردات المتبقية من الصين.

وقالت شركة آبل في وقت سابق من هذا الشهر إنه من المتوقع أن تضيف الرسوم الجمركية على الواردات من الصين نحو 900 مليون دولار إلى التكاليف خلال الربع المالي الممتد من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران المقبلين، وستستورد غالبية أجهزة آيفون المبيعة في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة من الهند.

ويتوقع المحللون منذ أشهر زيادة الأسعار من جانب آبل، لكنهم حذروا من أن مثل هذه الخطوة قد تكلفها حصة سوقية، خاصة أن منافسين مثل سامسونغ يحاولون جذب المستهلكين بميزات الذكاء الاصطناعي التي كانت آبل بطيئة في طرحها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *