ماذا وراء مشاركة وزراء أميركيين في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

واشنطن- في عرض لقوة وخصوصية العلاقة الإسرائيلية الأميركية، يشارك وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، الجمعة. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية توني بلينكن لإسرائيل ومشاركته في الاجتماع الوزاري الإسرائيلي.

ويبحث أوستن في دعم البنتاغون العسكري لإسرائيل، وقد وصلت بالفعل الشحنة الأولى من الذخائر الأميركية لتل أبيب قبل يومين، كما توجد قطع بحرية قتالية على رأسها حاملة الطائرات جيرالد فورد قبالة السواحل الإسرائيلية.

وتوجه إدارة الرئيس جو بايدن دعما دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا بلا حدود لإسرائيل عقب هجوم حركة حماس من قطاع غزة الذي نتج عنه مقتل ما يقرب من 1300 إسرائيلي، وهو ما ردت عليه إسرائيل بعنف، وقتلت حتى الآن ما يقرب من 1600 فلسطيني، مع توقع ببدء هجوم إسرائيلي بري ضخم للقطاع المحاصر خلال أيام.

وكرر بايدن القول إن “الولايات المتحدة ودولة إسرائيل شريكان لا ينفصلان”، وإن واشنطن “ستواصل التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وشعبها”.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار دانيال كروتزر السفير الأميركي السابق لدى كل من مصر وإسرائيل، والمحاضر حاليا بجامعة برنستون، إلى أن “لدى الوزير بلينكن جدول أعمال معقّد خلال هذه الزيارة، ففي إسرائيل، أكد دعم أميركا الثابت لها، ومن المرجح أيضا أن يناقش الوضع الإنساني في غزة خلال العمليات الإسرائيلية. وفي مصر، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات، سيحاول الوزير بناء الدعم الإقليمي لإنهاء “حكم الإرهاب” الذي تمارسه حركة حماس في المنطقة”.

زيارة أكثر من رمزية

وخلال زيارته قال بلينكن “الرسالة التي أحملها إلى إسرائيل هي: قد تكون قويا بما يكفي للدفاع عن نفسك، ولكن ما دامت أميركا موجودة، فلن تضطر أبدا إلى ذلك، سنكون دائما بجانبك”.

وقال بلينكن إن الصور، التي عرضها عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والحكومة الإسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، تظهر الفظائع التي واجهها شعب إسرائيل، ووصفها بالمروعة. وقال إنه “من الصعب العثور على الكلمات الصحيحة، إنه أبعد مما يريد أي شخص أن يتخيله، ناهيك عن التجربة”.

وردا على سؤال حول الوضع الإنساني في غزة، قال بلينكن إن المحادثات تهدف إلى تأمين ممر آمن، لكنه قال إن “هناك عوامل تتجاوز الانتقام الإسرائيلي تعرض المدنيين للخطر”.

وأضاف “أعتقد أنه من المهم أولا أن نتذكر قضية أساسية تجعل الأمر معقدا: تواصل حماس استخدام المدنيين كدروع بشرية، شيء ليس جديدا، شيء فعلوه دائما، وعرّضوا المدنيين عمدا للخطر لحماية أنفسهم، وهذه إحدى الحقائق الأساسية التي يتعين على إسرائيل التعامل معها”.

في حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى رمزية الزيارة في أحد جوانبها.

وأشار ماك في حديث للجزيرة نت، إلى أنه “من الأهمية بمكان أن تُظهر الحكومة الأميركية أنها تستخدم الدبلوماسية في الوقت نفسه الذي تحركت فيه بالفعل، ووصل لإسرائيل أسلحة وذخائر أميركية، إضافة للقطع البحرية”.

وخلال مؤتمره الصحفي الخميس، كان لافتا قول بلينكن “جئت أمامك كيهودي، أفهم على المستوى الشخصي الأصداء المروعة التي تحملها مذابح حماس لليهود الإسرائيليين، بل لليهود في كل مكان”.
وقال بلينكن بعد لقائه نتنياهو إنه من المهم للغاية اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين. “ولهذا السبب نحزن على فقدان كل الأرواح البريئة، ممن قتلوا من المدنيين من كل الأديان، ومن كل الجنسيات”.

وزراء أميركيون في مجلس الحرب الإسرائيلي

يُفترض أن يدرس أوستن مع نظرائه الإسرائيليين إستراتيجية الاقتحام المحتملة لقطاع غزة، والتي يُتوقع أن تكون “صعبة ومعقدة” وفقًا لتصريحات مايكل هيرتزوج، سفير إسرائيل في واشنطن.

من ناحية أخرى، تأمل واشنطن أن تنجح زيارة بلينكن وأوستن في دفع حلفائها بالمنطقة إلى استخدام نفوذهم لدى حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها في وقت تشير تقارير لوجود 17 أميركيا بينهم، إضافة إلى أكثر من مئة آخرين. ويرى السفير ماك أن “بلينكن سيطلب من قادة تلك الدول استخدام نفوذها على حماس”.

ونظر ماك بإيجابية إلى مشاركة الوزراء الأميركيين في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي، واعتبر أن ذلك “يدفع رئيس الوزراء نتنياهو للمزيد من الاعتدال بمعايير السياسة الإسرائيلية بدلا من الاعتماد كثيرا على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وقد بارك بلينكن التحرك الجديد بتشكيل مجلس وزراء موسّع”.

وأضاف ماك أن “أعضاء حكومة نتنياهو الوسطيين الجدد لا يريدون أن تبدو إسرائيل مثل حركة حماس، مع إعطاء الأولوية للانتقام العنيف، ومن المؤكد أن حكومة الولايات المتحدة وشعبها لا يريدون التماهي مع مثل هذه الاتجاهات”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *