منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأت قصص وأخبار عديدة تتوالى عن القبض على عدد من عناصر النظام السابق الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب السوري.
ومن بين هذه القصص، برزت حكاية شابين من حي المزة الدمشقي، تمكنّا من القبض على معتقلهما وسجانهما السابق، في واحدة من أكثر القصص تعبيرا عن العدالة الإلهية.
القصة بدأت حين أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض على تيسير عثمان، الملقب بـ”رب المزة”، المسؤول عن الدراسات الأمنية في فرع الأمن العسكري “215” (سرية المداهمة) خلال حكم نظام الأسد الساقط.
تيسير عثمان متهم بارتكاب جرائم القتل والتعذيب بحق أكثر من 200 شخص، معظمهم من أبناء حيي المزة وكفرسوسة.
والمفارقة اللافتة التي لاقت صدى واسعا في وسائل الإعلام هي أن اثنين من عناصر الأمن العام اللذين اعتقلا تيسير عثمان كان قد اعتقلهما هو شخصيا في السابق. أحدهم تعرض للاعتقال 5 مرات عندما كان عمره (16 عاما).
فقد نشر الإعلامي هادي العبد الله عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه تيسير عثمان مكبلا وفي قبضة الأمن العام السوري.
وعلق العبد الله على الفيديو قائلا: “اعتقلهم صغارا.. واعتقل المئات من السوريين وارتكب فظائع بحقهم، عادوا إليه رجالا وانتموا للأمن العام وألقوا القبض عليه. المجرم المدعو تيسير أبو محمد في قبضة الأمن العام”.
اعتقلهم صغاراً .. واعتقل المئات من السوريين وارتكب فظائع بحقهم
عادوا إليه رجالاً وانتموا للأمن العام وألقوا القبض عليه
المجرم المدعو تيسير أبو محمد في قبضة الأمن العام pic.twitter.com/OPGCMkqE6z— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) April 23, 2025
وجاءت ردود الفعل الشعبية واسعة ومليئة بمشاعر الفرح والتشفي. فكتب أحد الناشطين: “من معتقل تحت سطوة هذا الرعديد إلى عنصر أمن يجره من رقبته إلى حتفه بإذن الله. أبو تيسير الذي تسبب بمقتل مئات من شباب وشياب المزة في قبضة الأمن الداخلي، ليس في قبضة أي شباب، بل في قبضة أولئك الذين اعتقلهم هو بنفسه”.
من معتقل تحت سطوة هذا الرعديد
الى عنصر امن يجره من رقبته الى حتفه باذن الله
ابو تيسير اللي تسبب بمقتل مئات من شباب وشياب المزةفي قبضة الامن الداخلي
مو اي شباب بالامن
بإيد الشباب اللي اعتقلهم هو pic.twitter.com/URc8tvkbac— OMAR | عُمَرْ (@OmarMuhammadAr) April 24, 2025
وعلق آخرون على الموقف قائلين: “سبحان الله كيف يقف اليوم في قمة الرعب والخوف، تماما كما أرعب مئات الأشخاص بدون سبب”.
وعبر مدونون ونشطاء عن أملهم في تكثيف جهود البحث عن الآلاف من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم مشابهة ولا يزالون طلقاء، منتظرين أن تأخذ العدالة مجراها.
#دمشق
صورة لـ. مسؤول الدراسات بسـ.ـرية 215 التابعة لمخـ.ـابرات النظـ.ـام المخـ.ـلوع تيسير عثمان محفوظ ويعرف بـ”أبو محمد تيسير” ومتـ.ـهم بارتـ.ـكاب جـ.ـرائم حـ.ـرب ضـ.ـد المدنييـ.ـن راح ضحيـ.ـتها ألاف المدنيين في العاصمة دمشق بعد إلقـ.ـاء القـ.ـبض عليه من قبل السلطات السورية قبل… pic.twitter.com/eTeZrVgfTg— محمد شازار (@mohammad_shazar) April 23, 2025
وعلق أحد سكان حي المزة على الأمر بقوله: “حيّ المزة في دمشق يعيش أجواء عرس بسبب القبض على مخبر من الدرجة العاشرة عُرف بإيذائه وبلطجته على أهل المنطقة لسنوات طويلة.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت احتفالات أهالي المزة فرحا بعد القبض على تيسير عثمان، معبرين عن أملهم في أن تكون هذه بداية عهد جديد من العدالة والقصاص.
أهالي حي المزة بدمشق يخرجون فرحاً بعد القبض على المجرم تيسير عثمان كان يخدم في الفرع 215 والمتهم بقتل وإخفاء نحو 5 آلاف من شباب المزة pic.twitter.com/wP6KVNZcmP
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) April 23, 2025