فانس في الهند تمهيدا لزيارة ترامب والصين هاجس الاثنين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

بدأ جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة إلى الهند اليوم الاثنين، تستغرق 4 أيام يجري أثناءها محادثات مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في وقت تسعى فيه نيودلهي إلى تجنب الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة باتفاقية تجارية مبكرة وتعزيز العلاقات بإدارة ترامب.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال اليوم، أن زيارة فانس “ستعزز الشراكة الإستراتيجية العالمية الشاملة بين الهند والولايات المتحدة”.

وسبق أن أعلنت الخارجية الهندية الأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن يستعرض مودي وفانس التقدم المحرز في العلاقات الثنائية، ويتبادلان وجهات النظر في التطورات الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.

ويرافق فانس مسؤولون من الإدارة الأميركية، لكن مصادر مطلعة استبعدت توقيع الجانبين أي صفقات تجارية ثنائية خلال الزيارة، على الرغم من أن الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند.

ووفقا للبيانات الحكومية الأميركية بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة والهند 129 مليار دولار في عام 2024، بفائض قدره 45.7 مليار دولار لصالح الهند.

فانس وزوجته الهندوسية أوشا عند هبوطهما من الطائرة (غيتي)

الزوجة الهندوسية

واستُقبل فانس بعرض رقص كلاسيكي هندي لدى وصوله إلى مطار “بالام” في نيودلهي اليوم الاثنين، عقب زيارته روما أمس حيث التقى البابا فرانشيسكو (الذي توفي اليوم) في عيد الفصح.

وحمل اليوم الأول للزيارة ملامح شخصية إلى حد كبير لفانس برفقة عائلته، وتشمل جولة في تاج محل، وحضور حفل زفاف في مدينة جايبور المعروفة باسم المدينة الوردية، وهي عاصمة ولاية راجستان، خصوصا وأن أوشا زوجة فانس هندوسية ملتزمة، وهي ابنة مهاجرين هنديين.

وتعد الهند أيضا شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة. وقد زودت في السنوات الأخيرة جيشها بطائرات نفاثة ومروحيات وصواريخ ومعدات عسكرية أميركية متطورة.

وكان مودي من أوائل القادة الذين زاروا الولايات المتحدة وأجروا محادثات مع ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض. وأثناء زيارته، أشاد بـ”الشراكة الضخمة” مع الولايات المتحدة، وأطلق عملية تفاوض للحد من التداعيات المحتملة لرسوم ترامب الجمركية.

كما سبق وصرح الزعيمان، أنهما يعتزمان تعزيز شراكتهما الدفاعية، حيث أبدت الهند امتثالها لمطالب إدارة ترامب، مؤكدة أنها ستشتري المزيد من النفط والطاقة والمعدات الدفاعية الأميركية.

كما رد مودي على مطالب ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين، حيث استقبلت الهند العديد من مواطنيها من الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية.

ومع ذلك، فرض ترامب ضريبة بنسبة 26% على الهند، وعُلق جزء منها منذ ذلك الحين. ومع ذلك، استمر في وصف الهند أنها “مُستغلة للرسوم الجمركية” و”ملك الرسوم الجمركية”.

وتعد مفاوضات التجارة ملحة خاصة بالنسبة لنيودلهي، إذ قد تتضرر بشدة من رسوم ترامب الجمركية، لا سيما في قطاعات الزراعة، والصناعات الغذائية، ومكونات السيارات، والآلات، والمعدات الطبية، والمجوهرات.

متظاهرون في حيدر آباد يحملون لافتات ويرددون احتجاجات على زيارة فانس إلى الهند (الفرنسية)

 الصين هاجسا ومنافسا

وتتزامن زيارة فانس مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، المنافس الرئيسي لنيودلهي في المنطقة.

وينظر إلى الزيارة على أنها تمهد الطريق لزيارة ترامب إلى البلاد في وقت لاحق من العام لحضور قمة قادة المجموعة الرباعية التي تضم الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة.

والمعروف أن الهند شريك وثيق للولايات المتحدة وحليف إستراتيجي مهم في مكافحة النفوذ الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

كما أنها جزء من التحالف الرباعي، الذي يضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، وينظر إليه كقوة موازية للتوسع الصيني في المنطقة. ومن المتوقع أن يحضر ترامب قمة قادة التحالف الرباعي في الهند في وقت لاحق من هذا العام.

وطالما سعت واشنطن إلى تطوير شراكة أعمق مع نيودلهي التي تعتبر حصنا منيعًا في وجه الصين. وقد أقام مودي علاقة عمل جيدة مع ترامب خلال ولايته الأولى، ومن المرجح أن يعزز الزعيمان التعاون بين بلديهما.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *