الولايات المتحدة ستنظّم رحلات جوية لإجلاء رعاياها من إسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

أثار هجوم حماس على مناطق في إسرائيل باستخدام آلاف الصواريخ والقذائف، والطائرات المسيرة، والمتفجرات والأسلحة الخفيفة، تساؤلات حول الطريقة التي تمكنت بها الحركة من جمع ترسانتها.

وتم التخطيط للهجوم من قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، وهو شريط مساحته نحو 360 كيلومترا مربعا من الأراضي الساحلية على البحر الأبيض المتوسط تحده إسرائيل من جانبين ومصر من جانب واحد، رغم الحصار الصارم المفروض عليه جوا وبرا وبحرا.

وغزة منطقة فقيرة ومكتظة بالسكان ومواردها قليلة، وكانت معزولة بشكل شبه كامل عن بقية العالم منذ ما يقرب من 17 عاما، عندما سيطرت حماس عليها، الأمر الذي دفع إسرائيل ومصر إلى فرض حصار صارم عليها لا يزال مستمرا لغاية اليوم.

هذا الوضع يقود لطرح السؤال حول كيفية تمكن حماس من جمع هذا الكم الهائل من الأسلحة وتنفيذ هجمات منسقة خلّفت مئات القتلى يوم السبت.

الجواب، وفق خبراء تحدثوا لشبكة “سي إن إن” الأميركية، هو تضافر  عدة عوامل “مزيج من الحيلة والعمل ومتبرع مهم في الخارج” في إشارة إلى إيران.

إيران

يجزم كتاب “حقائق العالم” الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” أن حماس “تحصل على أسلحتها من خلال التهريب أو التصنيع المحلي وتتلقى بعض الدعم العسكري من إيران”.

وبينما لم تجد الحكومتان الإسرائيلية والأميركية أي دور مباشر لإيران في هجوم السبت الماضي، إلا أن خبراء يرون أن طهران كانت منذ فترة طويلة الداعم العسكري الرئيسي لحماس، حيث تقوم بتهريب الأسلحة إلى القطاع من خلال الأنفاق السرية عبر الحدود أو القوارب التي تمكنت من الإفلات من الرقابة على البحر الأبيض المتوسط.

تشارلز ليستر، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط (MEI) قال لـ”سي إن إن” إن إيران قامت بشحن صواريخها الباليستية الأكثر تقدما عبر البحر.

من جانبه، قال بلال صعب، مدير برنامج الدفاع والأمن بذات المعهد، ومقره واشنطن “لا تزال البنية التحتية لأنفاق حماس ضخمة على الرغم من قيام إسرائيل ومصر بتدميرها بانتظام”.

وأضاف “تلقت حماس أسلحة من إيران تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. 

دانييل بايمان، وهو زميل بارز في “مشروع التهديدات العابرة للحدود” في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، يرى أن التهريب الذي تستفيد منه حماس “غالبا ما يشمل أيضا أنظمة صواريخ طويلة المدى”.

وأضاف أن طهران ساعدت حماس، في عمليات التصنيع المحلي كذلك، مما مكّنها من إنشاء ترساناتها الخاصة.

كوريا الشمالية

خبراء آخرون يرون أن مقاتلي حماس ربما يستخدمون أسلحة كورية شمالية بعد ظهور لقطات لمقاتل من الجماعة يحمل قاذفة صواريخ يشتبه في أنها قادمة من هناك.

يُظهر مقطع الفيديو، الذي تم تسجيله بعد وقت قصير من بدء الهجمات نهاية الأسبوع الماضي وتم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، عدة رجال يجلسون في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة ويلوحون بأسلحتهم.

وقال مدون عسكري باسم “وور نوير”، إن قاذفة الصواريخ التي كان يحملها أحد المقاتلين، من صنع كوريا الشمالية، وذلك في منشور على منصة إكس، تويتر سابقا.

وكتب “وور نوير” في 7  أكتوبر “يُظهر مقطع فيديو حديث تم تسجيله اليوم أعضاء من كتائب القسام (حماس) في قطاع غزة”.

وأضاف: “يمكن رؤية أحد الأعضاء وهو يحمل صاروخا غير عادي من طراز F-7 HE-Frag تم إنتاجه في الأصل في  كوريا الشمالية”.

ولم يتمكن موقع الحرة من تحديد نوع السلاح بشكل قاطع أوما إذا كان السلاح كوريا شماليا فعلا.

وقال خبراء تحدثوا لموقع “إذاعة آسيا الحرة” إن فلسطينيين استخدموا تاريخيا أسلحة كورية شمالية، والتي ربما اشترتها إيران أو سوريا أولا، ثم تم تهريبها إلى قطاع غزة الذي تحكمه حماس، للتحايل على الحصار الإسرائيلي المصري المفروض منذ عام 2007.

وقال بروس بيكتول جونيور، ضابط مخابرات سابق في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية للموقع “السوريون يتعاملون مع حزب الله كثيرا، ويتعامل حزب الله مع حماس كثيرا”.

وتابع “الكثير من التجارة التي تقوم بها كوريا الشمالية مع كل من حماس وحزب الله هي صفقات يعقدونها من خلال الحرس الثوري الإيراني”.

إعادة التدوير 

يقول ليستر، من معهد الشرق الأوسط، إن الحرس الثوري الإيراني، يقدم تدريبا لمهندسي حماس على صنع الأسلحة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

ويُضيف “سنواتٌ من الوصول إلى أنظمة تصنيع متقدمة، أعطت مهندسي حماس المعرفة اللازمة لتعزيز القدرة الإنتاجية المحلية بشكل كبير”.

وأضاف أن مهندسي الصواريخ التابعين لحماس هم جزء من شبكة إيران الإقليمية “لذا فإن التدريب والتبادل المتكرر في إيران نفسها، هو جزء لا يتجزأ من جهود طهران لإضفاء الطابع الاحترافي على وكلائها في جميع أنحاء المنطقة”.

كيفية حصول حماس على المواد الخام لتلك الأسلحة المحلية “تظهر أيضا براعة الحركة وسعة حيلتها” وفق تقرير “سي إن إن”.

ولا يوجد في غزة أي من الصناعات الثقيلة التي من شأنها أن تدعم إنتاج الأسلحة، وفقا لكتاب حقائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية، حيث أن صناعاتها الرئيسية تقتصر على المنسوجات والتجهيز والأغذية والأثاث.

“لكن بها كميات كبيرة  من الحديد الخردة، الذي يمكن أن يوفر المواد اللازمة لصنع الأسلحة في شبكة الأنفاق أسفل الجيب” تقول “سي إن إن”.

ويأتي هذا المعدن من نتاج جولات القتال السابقة، وفقا لأحمد فؤاد الخطيب، الذي كتب بالخصوص في “منتدى فكرة” التابع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في عام 2021.

وكتب الخطيب أنه عندما تم تدمير البنية التحتية في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية، فإن ما تبقى من الصفائح المعدنية والأنابيب، وحديد التسليح، والأسلاك الكهربائية، وجد طريقه إلى ورش الأسلحة التابعة لحماس، وظهر على شكل أنابيب صواريخ أو عبوات ناسفة أخرى.

وكتب الخطيب أن هناك إعادة لتدوير الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة وتحويلها إلى مواد متفجرة.

وكتب في الصدد “عمليات الجيش الإسرائيلي زودت حماس بشكل غير مباشر بمواد تخضع لرقابة صارمة أو محظورة تماما في غزة”.

“كل ذلك لم يحدث بين عشية وضحاها” حسبما يقول تقرير القناة الأميركية.

وقال آرون بيلكنغتون، مختص في شؤون الشرق الأوسط والقوات المسلحة، إن إطلاق هذا العدد من الذخائر كما فعلت حماس، السبت، يعني أنها كانت تبني ترسانتها، سواء عن طريق التهريب أو التصنيع، على المدى الطويل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *