مع استمرار المعركة التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”، وجّه عدد من السياسيين والمثقفين العرب، عبر الجزيرة نت، رسائل مصورة إلى فلسطين والمقاتلين فيها، متحدثين عن تحول كبير في مشهد الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال الشاعر والروائي السوري إبراهيم الجبين، إن إسرائيل، بعد الضربات التي تلقّتها في بداية هجوم المقاومة، “تدفع ثمن أخطائها ولعبها بالنار”.
وكان الجبين يتحدث للجزيرة نت وهو يحمل غلاف نسخة ورقية لصحيفة “التايمز” البريطانية في أحد أعدادها من عام 2013، وقد حمل مانشيت “إسرائيل تقول: الأسد يجب أن يبقى”.
وقال الجبين إن ما يحدث الآن “نتيجة اللعب بالنار ونتيجة التهاون في الحق الفلسطيني وعدم الإصغاء إلى ما يريده الشعب العربي في ربيعه الكبير الذي وأدته إسرائيل وبعض الدول التي تطبع معها لحماية نفسها، وإسرائيل اليوم غير قادرة على حماية نفسها”.
أما الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية في الأردن الدكتور سعيد ذياب، فتحدّث للجزيرة نت من مظاهرة حاشدة لدعم المقاومة الفلسطينية في العاصمة عمّان. وقال إن “طوفان الأقصى” تشكّل اللّبنة الأولى لمعركة التحرير”، وهي “رسالة للمطبعين الذين تخلّوا عن الشقيق وآثروا التحالف مع العدو، بأن يعيدوا حساباتهم”.
من ناحيته، وجّه السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، رسالة للمقاومة ولأهالي غزة التي وصفها بـ”صانعة التاريخ”. وقال إن الإسرائيليين “يفرّون أمام الضربات البطولية”.
سقوط “خرافة الجيش الذي لا يقهر”
وقال الشيخ طلال صيطان الماضي، عضو مجلس الأعيان الأردني وأبرز شيوخ عشائر المملكة، إن عملية “طوفان الأقصى” أعادت كتابة تاريخ المقاومة الفلسطينية “بأحرف من نور”، وأثبتت أن “الظلم لا بد أن يُزاح”.
وبرأيه، سجّلت المقاومة “أروع التضحيات في سبيل الحفاظ على المقدسات”. وقال إن عملية “طوفان الأقصى” أثبتت أن التطرّف بكافة أشكاله لا بد أن يحصد نتائجه وهو المرفوض في القانون الدولي والإنساني.
وفي مداخلته للجزيرة نت، قال الوزير الكويتي السابق وعضو مجلس الأمة الدكتور أحمد المليفي، إن “أبطال طوفان الأقصى” استطاعوا بهذه العملية الشجاعة أن يُسقطوا “خُرافة” أرادت إسرائيل زرعها في أذهان الأنظمة والشعوب بأن جيشها لا يقهر، وأن لا سبيل للتعامل معها إلا من خلال اتفاقيات “وفقا لشروطها المذلة”، بينما تمكنت المقاومة من إعادة الأمل للنفوس وإزالة اليأس من القلوب.
ووجّه الأمين العام لحزب العمال التونسي حمّة الهمامي، رسالة إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته بدأها بمقولة “المجد للمقاومة”. وقال للجزيرة نت “لا حل مع الكيان الصهيوني ولا تحرير لفلسطين من النهر إلى البحر إلا عبر المقاومة”.
وأضاف “من المقاومة بالحجارة وبعمليات فدائية متفرقة ومتباعدة في الزمن، إلى معركة حقيقية عسكرية بأسلحة متقدمة وبتخطيط متقدم وباستخبارات متطورة، هذا هو الطريق لتحرير فلسطين”. وعبّر عن ثقته بانتصار المقاومة الفلسطينية، وتمكنها من تحقيق هزيمة نهائية وحاسمة لإسرائيل.
ورأى الهمامي أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت لتشكل “ضربة للمطبعين في هذه المرحلة التي تتسع فيها جبهتهم ظنا منهم أنهم قادرون على ضرب القضية الفلسطينية”.
تحوّل إستراتيجي
أما رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، فاعتبر عملية “طوفان الأقصى” تحولا إستراتيجيا عميقا في مشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وقال فارس إن إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها في الـ48 ساعة الأولى من هذه الحرب، وجدت نفسها تدافع عن وجودها وتقاتل لبقائها.
وبالتالي، برأي فارس، فإن “الأبعاد الإستراتيجية لهذه الحرب ستكون أعمق مما يتخيل أحد. وستتصرف إسرائيل والدولة العميقة فيها وحلفاؤها الإستراتيجيون، وتحديدا الولايات المتحدة، في ضوء هذه المعطيات”.