قال مسؤول إسرائيلي رفيع لشبكة “سي إن إن” إن إيران “أعطت الضوء الأخضر لحركة حماس، المصنفة إرهابية، وكانت على علم بالهجمات” التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، نهاية الأسبوع، وذلك رغم أن الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية قد فوجئوا بالهجوم.
وأضاف المسؤول، الذي تم إطلاعه على معلومات الاستخبارات الإسرائيلية، للشبكة، الأربعاء، أن إيران، التي قدمت التمويل والتدريب منذ فترة طويلة لمسلحي حماس، ربما لم تكن على علم بالتوقيت الدقيق للغارات من غزة، لكنها بالتأكيد “كانت على علم بالعملية قبل وقوعها”.
وفيما يتعلق بالتهديد الذي تمثله ميليشيا حزب الله، قال المسؤول الإسرائيلي للشبكة إن حماس المدعومة من إيران “تسمح” حاليا “للفصائل الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل من الأراضي التي يسيطر عليها حزب الله”، وفق تعبير “سي إن إن”.
ووسط مخاوف من انجرار الولايات المتحدة إلى صراع في الشرق الأوسط، قال المسؤول للشبكة إن “إسرائيل لا تتوقع أن تقاتل الولايات المتحدة من أجلها”، مضيفا أن مجموعة حاملات الطائرات الأميركية المتمركزة حديثاً قبالة الساحل الإسرائيلي ستساعد في توفير “تغطية طويلة الأمد” في حال نشوب صراع إقليمي أوسع.
وجمعت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية محددة تشير إلى أن كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية قد فوجئوا بالهجوم الدموي الذي شنته حماس على إسرائيل، وفقًا لما نقلت “سي أن أن” عن مصادر متعددة مطلعة على المعلومات الاستخبارية.
وقالت المصادر للشبكة إن المعلومات الاستخبارية المتوفرة ألقت بظلال من الشك على فكرة تورط إيران بشكل مباشر في التخطيط للعملية أو توفير الموارد لها أو الموافقة عليها.
وشددت المصادر على أن مجتمع الاستخبارات الأميركي ليس مستعدا للتوصل إلى نتيجة كاملة حول ما إذا كانت طهران متورطة بشكل مباشر في الفترة التي سبقت الهجوم.
ولا تزال الاستخبارات مستمرة، بحسب الشبكة، في البحث عن أدلة على التورط الإيراني في الهجوم الذي فاجأ إسرائيل والولايات المتحدة.
ومنذ الهجوم، ذكر المسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة أن إيران قدمت دعماً كبيرًا وطويل الأمد لحماس، بما في ذلك الأسلحة والتمويل، ما أسهم بلا شك في قدرة الحركة على تنفيذ مثل هذه العملية الضخمة، وفقا للشبكة.
لكن المصادر قالت إن هذه المعلومات الاستخبارية، التي تم إطلاع المشرعين عليها في الكونغرس، دفعت المحللين الأميركيين إلى الميل نحو تقييم أولي مفاده أن الحكومة الإيرانية لم تلعب دوراً مباشراً في الهجوم.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين للشبكة: “من المرجح أن إيران كانت على علم بأن حماس تخطط لعمليات ضد إسرائيل، لكن من دون التوقيت الدقيق أو نطاق ما حدث”.
وأضاف “رغم أن إيران قدمت لحماس منذ فترة طويلة الدعم المادي، إلا أننا لم نر حالياً أي شيء يشير إلى أن طهران دعمت الهجوم أو كانت وراءه”.
لكن هذا الشخص حذر من أنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات نهائية بناء على ما تعرفه الولايات المتحدة الآن.
وأوضح المسؤول للشبكة: “سننظر في معلومات استخباراتية إضافية في الأسابيع المقبلة لإثراء تفكيرنا بشأن هذه القضية، بما في ذلك ما إذا كان هناك على الأقل البعض داخل النظام الإيراني لديهم إحساس أوضح بما سيأتي أو حتى أسهموا في جوانب من التخطيط”.
وفي وقت لاحق من الأربعاء، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي، جون كيربي، لـ”سي إن إن”، إن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران “كانت على علم مسبق أو شاركت في أي من التخطيط أو توفير الموارد أو حتى توجيه العملية”.
وذكر مصدر آخر مطلع على الاستخبارات للشبكة أن إيران تفاجأت بتوقيت الهجوم.
ولم تكشف المصادر عن أي تفاصيل أخرى حول طبيعة المعلومات الاستخبارية، التي أشار أحد المصادر المطلعة على المعلومات إلى أنها حساسة للغاية.
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن هجوم حماس على إسرائيل هو اليوم الأكثر دموية لليهود منذ الهولكوست، مشبها الهجوم بـ “الشر المطلق” الذي “يماثل ويتجاوز أحيانا” ما ارتكبه تنظيم “داعش”، محذرا إيران في الوقت ذاته من مغبة التدخل في الصراع.
وتعهد بايدن بتقديم المساعدات لإسرائيل الضرورية للدفاع عن نفسها وعن مواطنيها، مشيرا إلى أن تحركات واشنطن ومنها إرسال حاملة الطائرات إلى شرق المتوسط تقول للإيرانيين: “احذروا”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، سقوط 1055 قتيلا و5184 مصابا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي مع حركة حماس التي شنت هجوما مباغتا السبت.
وقبل ذلك أعلنت حماس مقتل أكثر من 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة ليلا، ما رفع حصيلة القصف الإسرائيلي وقتها إلى 950، حسبما ذكرت “فرانس برس”.