تزور الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل الاثنين، للحث على الاستئناف الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعدما ناقشت -الأحد- في مصر الوضع في القطاع الفلسطيني.
وقالت كالاس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالقاهرة “نعارض بشدة استئناف الأعمال الحربية من قبل إسرائيل، والتي تتسبب في خسائر بشرية مروّعة في غزة”.
وأضافت “يجب وقف القتل. في أي حرب جديدة، كلا الطرفين خاسران. من وجهة نظر أوروبية، من الواضح جدا أن على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن، وأن على إسرائيل إعادة (إدخال) المساعدات الإنسانية إلى غزة بالكامل، ويجب استئناف المفاوضات”.
ومن المرتقب أن تضغط كالاس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية من أجل العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، حسبما أفاد مكتبها.
كما أن المسؤولة الأوروبية “ستذكّر بأهمية الوصول من دون عوائق” للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومن المقرر أن تلتقي كالاس في إسرائيل الرئيس إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية غدعون ساعر وزعيم المعارضة يائير لبيد.
وفي الجانب الفلسطيني، ستقابل كالاس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة محمد مصطفى.
وتثير العلاقات مع إسرائيل انقساما عميقا بين دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتؤكد بعض الدول الأوروبية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في حين تشدد دول أخرى على إنهاء القتال، وحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
اجتماع وزاري
وفي وقت سابق الأحد، اجتمعت في القاهرة اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بقطاع غزة، مع كالاس. وناقشت الأطراف التطورات الأخيرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء انهيار وقف إطلاق النار في غزة وما أسفر عن ذلك من سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وقد أدانت الأطراف -في بيان عقب الاجتماع- استئناف الأعمال العدائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، ودعت إلى العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
ودعا الأطراف إلى ضمان سرعة نفاذ المساعدات الإنسانية، وبشكل مستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى استعادة جميع الخدمات الأساسية في القطاع، وبصورة فورية بما في ذلك إمدادات الكهرباء، وبما يشمل تلك الخاصة بمحطات تحلية المياه.
وقد رحبت الأطراف بخطة التعافي وإعادة الإعمار العربية التي تم تقديمها في قمة القاهرة يوم 4 مارس/آذار الجاري، والتي اعتمدتها بعد ذلك منظمة التعاون الإسلامي ورحب بها المجلس الأوروبي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة الأحد، ويحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعدما أنذر سكانه بالإخلاء، عقب أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأدّت هذه الحرب الإسرائيلية على غزة -المستمرة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى أكثر من 162 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
