وبعد أيام من شن فصائل فلسطينية هجمات عملية “طوفان الأقصى”، السبت، على إسرائيل التي ردت عليه بهجمات عملية “السيوف الحديدية”، يقول سكان لموقع “سكاي نيوز عربية” في الضفة الغربية بأن الأوضاع عندهم “خانقة“، والمنطقة تحولت “لشبه ثكنة عسكرية“.
شلل تام
الصحفي الفلسطيني جمال سالم العمراني، المقيم في رام الله، يصف حال المدينة بأنه “في شلل تام“، ضاربا أمثلة:
• منذ بداية الحرب دفعت إسرائيل بمزيد من الحشود العسكرية داخل المدينة، وزادت الكمائن لأكثر من 15 كمين إضافي.
• الحركة باتت صعبة للغاية هناك، والكثير يفضل الآن عدم التحرك من الأحياء وسط التشديدات الإسرائيلية.
• هناك عدة حوادث جرت بإطلاق جنود إسرائيليين النار بشكل عشوائي على أشخاص عزل.
• كما أن عمليات القبض والاحتجاز زادت للغاية، وهناك ملاحقة لمن يبدي تعاطفا مع الأحداث في غزة.
• على المستوى المعيشي هناك أصحاب محلات في المدينة أفرغت رفوفهم من السلع الغذائية، والموزعون توقفوا عن إدخال الأغذية.
• الموزعون أكدوا أن إسرائيل تحتفظ بالمواد الغذائية وتوزعها على مواطنيها والوضع بالنسبة لنا أصبح كارثيا.
• حتى الكهرباء باتت تنقطع بشكل دوري، ومحطات البنزين توزع الوقود بشكل محدود بسبب وقف الإمدادات.
• العمالة الفلسطينية منعت تماما من دخول إسرائيل.
• الغريب أيضا أن هناك نقصا في السيولة المالية، ونستطيع القول إن أهالي الضفة يعيشون في حصار.
شبه حظر تجوال
أكدت مريم حميدة، وهي ممرضة في الضفة، على حديث العمراني بشأن نقص الأغذية، وصعوبات دخول الموزعين منذ يومين لصالح توزيعها على الإسرائيليين، ولمنع سكان الضفة من التعاطف مع سكان غزة.
وتضيف أن ضمن الأدوية الناقصة ما يتعلق بمرضى القلب “وتقريبا إسرائيل منعت دخول 80 بالمئة من سلاسل الإمداد إلينا منذ انطلاق العمليات العسكرية“.
كما أنه “بسبب العشوائية في إطلاق النار، قُتل ابن جيراننا، وهو غير مسلح، قرب نقطة تفتيش دون أي مبرر“.
وتصف المواطنة الفلسطينية ما يجري بأنه “أشبه بحظر تجوال، والإجراءات التي تتخذها القوات الإسرائيلية تمنع المدنيين من التحرك بين الأحياء، خاصة بعد زيادة نقاط التفتيش، ولو استمر الوضع ستصبح كارثة إنسانية؛ فالإطفال وكبار السن لن يتحملوا نقص الغذاء والدواء“.
الأزمة في إسرائيل
لكن أزمة السلع والأغذية لا تهدد الأراضي الفلسطينية فقط، ولكن أيضا إسرائيل، ومما رصده موقع “سكاي نيوز عربية” بهذا الشأن:
• طلبت السلطات من الإسرائيليين تخزين غذاء يكفيهم 3 أيام؛ ما دفع بعضهم للهجوم على المحلات للشراء.
• وتقول روان لموقعنا:”الأرفف فارغة، هذا جنون، لم نجد ماءً ولا طحين، الطحين اختفى من البلاد والجميع يهرول لتخزين المؤن“.
• وفي مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تصرخ إسرائيلية في وجه موظف في متجر للأغذية بسبب ارتفاع الأسعار وإلغاء التخفيضات التي كان مفترضا أن تظل سارية حتى نهاية الشهر، فيما اعتبرته “استغلالا للأزمة“.
• وضعت كبرى سلاسل التجزئة في إسرائيل “شوبرسال” حدّا أقصى لشراء السلع الأساسية في إعلان رسمي: 30 بيضة لكل زبون، 36 لتر مياه و3 لتر حليب و2 ربطة خبز.
• في إطار التعامل مع الأزمة، قال رئيس جمعية المصنعين في إسرائيل، رون تومر لصحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية إن “قطاع الصناعة يحاول العمل مع جيش الدفاع ووزارة الاقتصاد للسماح بإعفاء العاملين الأساسيين للاقتصاد من الخدمة العسكرية“، وذلك رغم ما إسرائيل تواجهه من تهديدات مسلحة.
• بحسب تومر، فإن أرباب العمل يحاولون تمديد ساعات العمل للعمال الذين يرغبون في العمل أكثر.
• اضطر المتحدث باسم الجيش لإصدار بيان معدّل يهدئ روع الناس، جاء فيه أن التعليمات التي صدرت هي “توصيات عامة” ولرفع الوعي، لكن الأوان فات؛ إذ أفرغت المتاجر خلال ساعات من البيان الأول.
أحدث تطورات صراع غزة
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الثلاثاء، أن الجيش سينتقل لمرحلة “الهجوم الشامل على قطاع غزة” الذي “لن يعود أبدا كما كان“، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.
وكثف سلاح الجو الإسرائيلي غاراته العنيفة على غزة، فيما تسلل 1500 مسلح من حماس إلى 20 بلدة إسرائيلية و11 معسكرا للجيش الإسرائيلي.