ردا على طوفان الأقصى.. هكذا عبرت فرنسا عن انحيازها لإسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

باريس- تجمع الآلاف في مسيرة مؤيدة لإسرائيل بدعوة من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا “كريف”، وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة بالدائرة الـ16 في العاصمة الفرنسية باريس.

ولتكتمل هذه الصورة، توجهت المسيرة ـالتي لم تتجاوز مسافتها كيلومترا واحداـ إلى ساحة تروكاديرو، حيث ألقى عدد من السياسيين البارزين في البلاد التحية للحضور وعبروا عن دعمهم الكامل، فيما اكتسى برج إيفل بألوان علم الاحتلال الإسرائيلي.

الحكومة الفرنسية أعطت الضوء الأخضر للوزراء وعدد من النواب للمشاركة في المسيرة الداعمة لإسرائيل (الجزيرة)

دعم رسمي للمسيرة

تضاعفت علامات التضامن مع إسرائيل في فرنسا، وهي التي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا، بعد 3 أيام على بدء عملية “طوفان الأقصى” ضد جيش الاحتلال، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي افتتاح الموكب الذي شارك فيه نحو 16 ألف شخص لدعم إسرائيل، وفق أرقام مكتب الشرطة، رُفعت لافتات كتب عليها “تضامن مع إسرائيل ضد الإرهاب” و”إسرائيل ستنتصر” وهتافات دعت إلى “تحرير الأسرى الإسرائيليين من قبضة المقاومة الفلسطينية”.

وقد انتشرت قوات الأمن عند مداخل عشرات الشوارع المؤدية إلى ساحة فيكتور هوغو، وتوغلت عناصر من الشرطة بين المتظاهرين بملابس مدنية بعد إخلاء محيط التجمع بالكامل.

كما أعطت الحكومة الفرنسية الضوء الأخضر للوزراء وعدد من النواب للمشاركة في المسيرة الداعمة لإسرائيل، بما في ذلك المتحدث الرسمي باسم الحكومة أوليفييه فيران، ورئيسة بلدية العاصمة باريس آن هيدالغو، ورئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي.

وبينما كانت الدعوة مفتوحة لكل السياسيين، تميزت المسيرة بغياب لافت لزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، واليميني المتطرف إريك زمور، رغم أنهما قدما دعمهما للدولة العبرية واعتبراها “ضحية لهجوم حماس”.

وقد تم تبرير غياب لوبان في عدم رغبتها “في تسييس الحدث”، وفق مقربين لها. وأشاروا إلى أنها ستكون على اتصال مع رئيس مجلس النواب يائيل براون بيفيت، للمشاركة في تكريم مؤسسي محتمل للبرلمان.

أما رفيقها في درب الفكر المتطرف في البلاد، فقد أوضح مساعدوه أنه “لا يستطيع الذهاب” مكتفيا بالحديث عن دعمه لإسرائيل على شاشة التلفزيون.

لقطات متنوعة لمسيرة مؤيدة لإسرائيل في باريس
وزير الداخلية الفرنسي صرح بأن “لمس يهودي في فرنسا يؤثر على الجمهورية بأكملها” (الجزيرة)

أقلية يهودية

وبتفويض من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان تعزيز الأمن بشكل مكثف في 400 مكان تتجمع فيها الجالية اليهودية، بما في ذلك أماكن العبادة والمدارس والمعالم الأثرية، وهي التي سبق وأن تم تعزيز الإجراءات الأمنية فيها منذ منتصف سبتمبر/أيلول، تزامنا مع الأعياد اليهودية التي تم الاحتفال بها.

وفي رسالة على تطبيق تليغرام، أصدر وزير الداخلية توجيهات لكل المحافظين لـ”تعزيز اليقظة والأمن والحماية على الفور لمواقع الجالية اليهودية في فرنسا”.

كما دعا دارمانان إلى تعبئة أجهزة الشرطة في البلديات وانخراط جنود عملية “سنتينل”، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تهدف إلى حماية الأماكن التي تعتبر حساسة في البلاد منذ هجمات يناير/كانون الثاني 2015، وتضم 10 آلاف جندي و4700 عنصر من الشرطة والدرك.

ومنذ بداية الصراع، لم يُخفِ رئيس الجمهورية دعمه الكامل للاحتلال الإسرائيلي، حيث قال في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس” إن “الحرب ضد الإرهاب هي قضية مشتركة، سنواصل متابعتها مع إسرائيل ومع جميع حلفائنا وشركائنا”.

وبحضور رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي، والحاخام الأكبر حاييم كورسيا، ورئيس الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد، انعقد اجتماع أمني برئاسة وزير الداخلية، الاثنين، ليؤكد من جديد “دعم الحكومة الكامل”، مضيفا أن “لمس يهودي في فرنسا يؤثر على الجمهورية بأكملها”، على حد تعبيره.

ومن الواضح أن يهود فرنسا يقفون على رجل واحدة منذ يوم السبت، بعد تسجيل حوالي 20 عملا بدعوى “معاداة السامية”، وتقديم أكثر من 700 بلاغ على منصة الشرطة للمحتوى غير القانوني “فاروس” (Pharos)، وفق ما أعلن دارمانان.

لقطات متنوعة لمسيرة مؤيدة لإسرائيل في باريس
التضامن الفرنسي الواضح مع إسرائيل تزامن مع منع إظهار أي شكل من أشكال التأييد لفلسطين (الجزيرة)

منع مظاهرات مؤيدة لفلسطين

في المقابل، وكما كان متوقعا، تم حظر مسيرة مؤيدة للفلسطينيين كانت مقررة مساء الاثنين بسبب “مخاوف من خطر الإخلال بالنظام العام”، وفق محافظة الرون.

ورغم تجمع بعض المؤيدين للقضية الفلسطينية، فإن قوات الأمن الفرنسية لم تتردد في إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين واعتقال 4 أشخاص بعد سماع هتافات مثل “إسرائيل قاتلة، ماكرون متواطئ”، وفق بلدية ليون.

أما في مدينة مونبلييه، فقد اعتقلت عناصر الشرطة شخصا ـيبدو أنه من أصول عربيةـ بعد أن هتف “الحرية لفلسطين” خلال مسيرة مؤيدة لإسرائيل.

ويبدو أن حظر التظاهر للتعبير عن تأييد المقاومة الفلسطينية لم يمنع من ظهور عدد من الملصقات في جميع أنحاء البلاد، ففي ليون على سبيل المثال، وُضعت لافتة كبيرة كُتب عليها “فلسطين للفلسطينيين” حملت توقيع “رابطة الشباب الثوري” (LJR).

وفي باريس، لوحظت حوادث أمام المعابد اليهودية في الدائرة الـ16، حيث ألقت الشرطة القبض على رجل يوم الأحد بدعوى “الترويج للإرهاب وتوجيه إهانة عنصرية”، فضلا عن اعتقال 4 أشخاص في الدائرة الـ17 للسبب نفسه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *