غزة بين السلام والجحيم.. هل يكون “يوم السبت” نقطة فاصلة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

وبينما تحاول الأطراف الدولية تهدئة الأوضاع، تتعالى التحذيرات من إمكانية انهيار الاتفاق القائم، ما ينذر بموجة جديدة من التصعيد.

تصريحات ترامب.. تهديدات أميركية وخطورة الاستغلال

في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، وصف إبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام “فيميد” تصريحات ترامب الأخيرة بأنها “خطيرة ويجب أخذها على محمل الجد”.

وأضاف أن خطورتها تكمن في استغلال نتنياهو لها لتحقيق أهداف سياسية داخلية، خاصة في ظل خيبة الأمل التي يعيشها بسبب مشاكله الداخلية”.

ترامب، الذي هدد غزة بـ”الجحيم” إذا لم تفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت، يستخدم لغة التهديد كأداة ضغط.

لكن هذه التصريحات، وفقًا للمدهون، قد تؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتفاقم في غزة.

وأشار إلى أن “نتنياهو لم يكن موافقًا على الاتفاق الحالي، وتم إجباره عليه”، مما يزيد من احتمالية انهيار الاتفاقية في حال استمرار التصعيد.

تصريحات ترامب تُعتبر جزءًا من استراتيجية ضغط أميركية لإجبار حماس على تقديم تنازلات، لكنها تُفاقم التوتر في المنطقة.

استغلال نتنياهو لهذه التهديدات يُظهر هشاشة الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، حيث يُحاول نتنياهو تحويل الأزمة إلى ورقة رابحة لتحقيق مكاسب سياسية.

الأزمة الإنسانية.. كارثة تبحث عن حل

لا يمكن فهم التصعيد الحالي دون النظر إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة. وفقًا للمدهون، فإن أكثر من 500 ألف فلسطيني يعيشون في العراء دون مأوى، فيما تعاني القطاع من أزمات حادة في الكهرباء والمياه والصرف الصحي والإسكان.

وأضاف: “الوضع صعب وكارثي، ونحن على أعتاب كارثة إذا لم يتم معالجة هذه القضايا بشكل عاجل”.

حركة حماس، كما يوضح المدهون، ذهبت إلى الاتفاق الحالي “ليس من ضعف، بل من أجل إنقاذ الحالة الإنسانية لشعبها”.

ومع ذلك، فإن استمرار التقصير الإسرائيلي في تنفيذ بنود الاتفاق قد يدفع حماس إلى اتخاذ خطوات إضافية، خاصة في ظل تدهور الظروف المعيشية.

تُعتبر الأزمة الإنسانية في غزة الوقود الذي يغذي الصراع. استمرار تدهور الوضع المعيشي يُهدّد بانهيار الاتفاق الحالي، خاصة إذا لم تلتزم إسرائيل ببنود البروتوكول الإنساني. حماس، التي تتحرك تحت ضغط الواقع الإنساني، قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا إذا لم يتم تحسين الظروف.

نتنياهو.. خيبة أمل واستغلال سياسي

يبدو أن نتنياهو يستخدم الأزمة الحالية كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. أشار في هذا الخصوص المدهون إلى أن “نتنياهو يشعر بخيبة أمل وهزيمة، ولديه مشاكل داخلية قد تدفعه للتفكير في الهروب من الاتفاق”.

هذا الاستغلال السياسي للأزمة يُفاقم من تعقيد الموقف، خاصة مع تهديدات إسرائيل باستئناف القتال إذا لم تفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.

من جهتها، تحاول حماس تجنب العودة إلى نقطة الصفر عبر التواصل مع الأطراف الوسيطة مثل القاهرة والدوحة. وأكد المدهون أن “حماس تذهب إلى هذا الاتفاق من أجل إنقاذ الحالة الإنسانية، لكنها لن تذهب وحدها”.

الدور العربي والدولي

في ظل التصعيد الخطير، يبرز دور المجتمع الدولي والعربي كعامل حاسم في منع انفجار الأزمة. المدهون دعا إلى “تدخل عربي وإقليمي سريع لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة”، مؤكدًا أن “تصريحات ترامب تتطلب موقفًا عربيًا واضحًا يوضح خطورة ما يتحدث به”.

من الواضح أن الصمت الدولي تجاه الأزمة الإنسانية في غزة يُفاقم من الوضع، خاصة مع استمرار عمليات التهجير والضم في الضفة الغربية. المدهون أشار إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يرفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة أو الضفة الغربية، ويعمل على تسريع عمليات التهجير”.

غزة بين السلام والجحيم

السبت القادم يحمل في طياته إما فرصة لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية، أو فتح أبواب الجحيم في حال فشل الأطراف في الالتزام بالاتفاق. تصريحات ترامب وتهديدات نتنياهو تضع المنطقة على حافة الهاوية، بينما تحاول حماس تجنب التصعيد عبر الحوار والضغط الدولي.

ويبقى السؤال الأكبر: هل سيصمد الاتفاق أم أن السبت سيكون بداية لموجة جديدة من العنف؟ الإجابة تعتمد على قدرة الأطراف المعنية على إعطاء الأولوية للحالة الإنسانية الكارثية في غزة، بدلًا من استخدامها كأداة للصراع السياسي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *