قال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة “هآرتس” حاييم ليفنسون، إن كل ما تفعله إسرائيل الآن “لا معنى له”، حتى لو نجحت في القبض على قائد كتائب القسام، محمد الضيف.
وأضاف في مقال له بهآرتس، أن الخسارة تحققت مع الضربة الأولى المفاجئة، والباقي مجرد قصص تبقى أمام المؤرخين لتوثيق أحداثها.
وفي نقد لاذع للأجهزة الأمنية، قال ليفنسون، إن الجيش الإسرائيلي أطلق على عملية الهجوم على غزة اسم “عملية السيوف الحديدية”، مبرزا أنها في الحقيقة عملية “تعرٍّ” أمام مقاتلي “حماس”، وشرح بأن الجيش وأجهزة المخابرات بمختلف تشكيلاتها ووسائلها التقنية والبشرية، عجزت عن توقع الهجوم وضبطه منذ اللحظات الأولى لانطلاقه.
حدث إستراتيجي
وأكد أن نجاح حماس يعدّ حدثا إستراتيجيا كبيرا، فقد انهار الشعور بالأمن داخل إسرائيل، ونقلت الحرب إلى الداخل الإسرائيلي، كما ظهر الجيش ومعه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في وضع “عار”.
وتابع، بأن شهود العيان يتحدثون عن “فظاعات” عاشوها دون أن تصل إليهم قوات الأمن، التي يفترض أنها تحرص على توفير الأمن لهم بمجرد ما يحدث شيء، لكن الذي وقع “هو أن شيئا ما وقع، لكن لم يأت أحد”.
وشدد الكاتب على أن المجتمع الإسرائيلي لن يعود إلى الوضع الذي كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري “وسط إخفاق حكومي بحجم إخفاق غولدا مائير”، رئيسة الوزراء السابقة إبان حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
واتهم ليفنسون نتنياهو بالكذب المستمر منذ 14 عاما بشأن أمن إسرائيل، وأكد أنه تعمد إضعاف سلطة القانون إلى جانب إدخال “عناصر فاشية إلى الحكومة”، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “المخفق”، ومجموعة وزراء الليكود “الجهلة الذين ليس لهم خبرة مهنية”.
وذكر أن إسرائيل تمر بنقطة تحول كبيرة، وأوضح أنه وفقا “للسيناريو” المتفائل، سوف تُطرد “هذه المجموعة المخفقة من القادة، وتعويضهم بالأشخاص الموهوبين المؤهلين، الذين يمكنهم إعادة البلاد إلى العمل”.
أما وفقا للسيناريو المتشائم، فستستغل “الفصائل الفاشية” داخل الحكومة ما جرى للحديث عن الخونة وتحديدهم ومتابعتهم، فلطالما استغلت الأنظمة الفاشية الأزمات لخدمة مصالحها، داعيا لمتابعة ما ستفعله حكومة نتنياهو ومواجهته أولا بأول.