حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” لأول مرة في المياه الإندونيسية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

جاكرتا- على متن حاملة طائرات فرنسية يبلغ طولها 262 مترا، رسا في أحد موانئ جزيرة لومبوك التابعة لإقليم نوساتنغارا الغربية شرقي إندونيسيا، 1780 عنصرا من بحريتها، من بينهم طواقم الطائرات الحربية التي تقلها السفينة العملاقة.

وحسب بيانات صادرة عن سلاح البحرية الإندونيسية فإن حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” تقوم منذ أيام بزيارة، هي الأولى، لسفينة حربية فرنسية للمياه والجزر الإندونيسية منذ استقلال البلاد.

وقال قائد البحرية الإندونيسية، الأميرال محمد علي، إن زيارة السفينة الفرنسية تأتي لتعزز العلاقات الدفاعية والأمنية والدبلوماسية بين باريس وجاكرتا.

كما قام وزير الدفاع الإندونيسي سفري شمس الدين بزيارة لحاملة الطائرات، التي تعمل بالطاقة النووية، والتقى بقادة البحرية الفرنسية السبت، واطلع على أنظمتها التسلحية وطائراتها.

ويتزامن وصول السفينة الفرنسية إلى المياه الإندونيسية مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الفرنسي سيبيستيان ليكورنو إلى إندونيسيا، حيث التقى، الجمعة، بالرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو بالعاصمة جاكرتا، بعد لقاء نظيره الإندونيسي.

وكانت إندونيسيا قد قررت –العام الماضي- شراء 42 طائرة حربية من طراز “رافال”، وغواصة “سكوربين” الفرنسية الصنع، كما ستقام برامج تدريبية مشتركة بين البلدين في أكاديمية ماغلانغ العسكرية الإندونيسية.

تعتبر إندونيسيا زيارة السفينة الحربية الفرنسية لمياهها ضمن تعزيز علاقة البلدين الدبلوماسية والأمنية (مواقع التواصل)

منطقة المحيطين

وتقوم حاملة الطائرات الفرنسية بجولة إقليمية في عدد من موانئ دول جنوب شرق آسيا، منذ أواسط شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد تبني فرنسا وعدد من الدول الأوروبية ودول آسيوية ما يعرف بإستراتيجية منطقة المحيطين الهندي والهادي.

إلى جانب تبني رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” تصورا إقليميا يتعامل مع التحديات المتنامية في المنطقة، وفي ظل تدافع صيني أميركي غربي آسيوي.

 وقد أشركت البحرية الفرنسية نحو 13 سفينة من دول أخرى في عدد من المناورات التي قامت بها، خلال الأسبوعين الماضيين، في المحيط الهندي والمياه والمضائق المرتبطة به، من دول في المنطقة هي أستراليا وإندونيسيا والهند وماليزيا وسنغافورة.

إضافة إلى مشاركة من بحرية الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.

وبخصوص كل من ماليزيا وسنغافورة وماليزيا، فتشارك لأول مرة في التدريبات مع البحرية الفرنسية ضمن سلسلة مناورات تقوم بها عالميا. 

وزير الدفاع الإندونيسي سفري شمس الدين عن زيارته لحاملة الطائرات الفرنسية Sjafrie Sjamsoeddin تويتر
وزير الدفاع الإندونيسي سفري شمس الدين في زيارته لحاملة الطائرات الفرنسية (مواقع التواصل)

“تدريبات لابيروز”

وتوزعت التحركات والمناورات البحرية بين مضيق ملاقا الواقع بين ماليزيا وإندونيسيا، ومضيق سوندا الواقع بين جزيرتي سومطرا وجاوا، ومضيق لومبوك الواقع بين جزيرتي بالي ولومبوك، وكلها مضائق إستراتيجية في المياه الإندونيسية، وتعد من أهم المضائق في منطقة جنوب شرق آسيا.

وقد ركزت التدريبات المشتركة على مهام المراقبة، والبحث، والتدخل، والملاحقة، ومواجهة المخاطر، والحوادث التي تهدد الملاحة، والجرائم العابرة للحدود وحتى الكوارث الطبيعية التي طالما عصفت بسواحل المنطقة.

وتأتي هذه التدريبات في إطار تعزيز العلاقات بين فرنسا وشركائها فيما يتعلق بالأمن البحري في هذه الممرات الإستراتيجية تجاريا ودفاعيا.

وحسب تقارير إعلامية، فإن حاملة الطائرات الفرنسية” شارل ديغول” تقوم بجولة تستمر 150 يوما، ولها القدرة على الإبحار لنحو ألف كيلومتر يوميا، في رحلة تظهر الاهتمام الفرنسي المتزايد بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.

وأطلق على هذه الجولة والمناورات في نسختها الخامسة “تدريبات لابيروز” أسوة باسم الملاح الفرنسي “جان فرانسو دي جالو كونت لابيروز” (1741-1788).

وكان الملاح الفرنسي قد انطلق في رحلة استكشافية، حسب الروايات التاريخية، مرت بأميركا الجنوبية، وهاواي، وألاسكا، وكاليفورنيا، ومكاو جنوب الصين وجزر فلبينية، وأستراليا، قبل نهايته المأساوية عام 1788 عندما تحطمت سفينته قرب جزيرة فانيكورو ضمن ما يسمى أرخبيل جزر سليمان اليوم في المحيط الهادي.

وزير الدفاع الإندونيسي سفري شمس الدين عن زيارته لحاملة الطائرات الفرنسية Sjafrie Sjamsoeddin تويتر
التقى وزير الدفاع الإندونيسي سفري شمس الدين (يمين) بقادة البحرية الفرنسية واطلع على أنظمتها التسلحية وطائراتها (مواقع التواصل)

تعزيز القدرات

وشهدت التدريبات الفرنسية الإقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، هذا العام، حسب تقارير صحفية، استخدام شبكة “آيوريس” الفرنسية الأوروبية.

وآيوريس عبارة عن نظام اتصالات ومعلومات أوروبي، طور للاستجابة للتحديات والحوادث بما فيها البحرية، تم استخدامه في التدريبات عبر موظفين مختصين به كانوا حاضرين في جاكرتا، في إطار ما وصف بتعزيز “الفهم المشترك لإستراتيجية إقليمية تتعامل مع حركة الملاحة البحرية التجارية”، وهي قبل ذلك تعبر عن طموح فرنسي لحضور في المنطقة.

ومن المقرر، وبعد هذه التدريبات التي انتهت في جزيرة لومبوك الإندونيسية، أن تواصل حاملة الطائرات الفرنسية طريقها للمشاركة في “تدريبات المحيط الهادي” بمشاركة من الأسطول الأميركي السابع وكندا وأستراليا واليابان، والمشاركة في موسم جديد من تدريبات فارونا مع البحرية الهندية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن رسميا عن إستراتيجية بلاده في منطقة المحطين الهندي والهادي في عام 2018، أسوة بدول كثيرة.

وهو ما اعتبره محللون آنذاك منطلقا آخر لتعزيز القدرات البحرية والدفاعية الفرنسية، وللمشاركة في تدريبات بحرية إقليمية مع دول المنطقة، وتعزيزا لحضورها في بحار حيوية تجاريا ودفاعيا وأمنيا. في ظل تنافس أميركي صيني متصاعد خاصة في منطقة بحر جنوب الصين وما حوله.

لكن اللافت أنه لا تدريبات مشتركة مع الصين ولا زيارات أعلن عنها لموانئها حتى الآن، في مقابل ترحيب دول أخرى بهذا الحضور الفرنسي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *