توقع خبراء اقصاديون أن تكون لعملية “طوفان الأقصى” -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية صباح اليوم ضد الاحتلال- تأثيرات اقتصادية مباشرة، وأخرى في المستقبل، كما توقعوا أن تضطر إسرائيل إلى إغلاق البورصة غدا تجنبا لأي تداعيات مالية محتملة.
وقال مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة “يديعوت أحرونوت” غاد ليئور، إن الحرب مع قطاع غزة اندلعت في وقت تنتظر فيه السوق الإسرائيلية قرارات مصيرية تتعلق بأسعار الفائدة من جانب بنك إسرائيل، وفي وقت تواصل فيه العملة الإسرائيلية (الشيكل) التراجع أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، كما أن بورصة تل أبيب تواصل انخفاضها لليوم الرابع على التوالي.
ورجح غاد ليئور -في حديثه للجزيرة نت- أن تعمق الحرب على جبهة غزة من أزمات الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار تراجع الشيكل أمام الدولار، والأسهم في البورصة الإسرائيلية.
احتمال إغلاق البورصة
ولم يستبعد أن تغلق البورصة الإسرائيلية أبوابها في حال استمرت بالهبوط، وتوقع أن يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة لا يمكن حصرها بهذه المرحلة.
وبحسب تعليمات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، سيتم تعطيل الدراسة من منطقة تل أبيب الكبرى حتى مناطق “غلاف غزة”، كما سيتم إغلاق مئات المناطق الصناعية وآلاف المنشآت التجارية ومجمعات التسوق، وهي التي تشكل عصب الاقتصاد في المنطقة وتخدم نحو 3 ملايين إسرائيلي.
وقدّر حجم الخسائر الإسرائيلية في مواجهات عسكرية سابقة مع المقاومة الفلسطينية بعشرات مليارات الدولارات للقطاع الاقتصادي والتجاري والسياحي.
ويرجح محلل الشؤون الاقتصادية ليديعوت أحرونوت أن تعمق الخسائر المالية وكلفة الحرب عجز الموازنة العامة لإسرائيل.
وجرت التداولات في بورصة تل أبيب الخميس على تراجع، وانخفض مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 0.5%، كما انخفض مؤشر تل أبيب 125 بنسبة 0.3%.
تأثيرات مباشرة
من جهته قال المتخصص في الاقتصاد السياسي مطانس شحادة إن عملية “طوفان الأقصى” ستكون له تأثيرات اقتصادية مباشرة على إسرائيل بشكل عام وجنوبها بشكل خاص.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الضرر الاقتصادي سيكون واضحا، وستتحد درجة تداعايته مع تطور الأحداث.
لكن المؤكد -برأي شحادة- أن المصالح الاقتصادية ستتعطل بالكامل جنوب إسرائيل، وربما العاصمة تل أبيب تحت تأثير الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطنية.
وتوقع المحلل الاقتصادي أن تلجأ إسرائيل إلى إغلاق البورصة مع عودة التداول غدا الأحد تجنبا لحدوث انهيار للأسهم، كما توقع ارتفاع الدولار أمام الشيكل عندما تبدأ التداولات.
ودون أن يتحدث عن تفاصيل رقمية، أكد شحادة أن “طوفان الأقصى” سيشكل ضريبة اقتصادية لإسرائيل، ربما تتكشف فاتورتها مع تطورات الحرب.
تعطل الملاحة الجوية
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المقاومة الفلسطينية في غزة أطلقت أكثر من 1000 صاروخ منذ صباح اليوم من قطاع غزة، قبل أن يرتفع العدد إلى 2200 صاروخ، في حين قال قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف في كلمة مسجلة إن المقاومة قصفت إسرائيل في الدقائق العشرين الأولى من العملية بنحو خمسة آلاف صاروخ.
وأفادت الصحيفة بإغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري.
وقالت كتائب القسام إن “طوفان الأقصى” استهدف بضربة أولى مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي.
وسُجلت حالة هلع في صفوف المسافرين بمطار بن غوريون قبل أن يتم الإعلان عن تعطل الملاحة الجوية به نتيجة وصول الرشقات الصاروخية التي أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عددا كبيرا من شركات الطيران ستلغي رحلاتها إلى إسرائيل.
أزمات أخرى
ولايزال الاقتصاد الإسرائيلي تحت تأثير تداعيات الإضرابات التي رافقت تعديلات قضائية أقرها الكنيست منذ أشهر.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قال كبير الاقتصاديين بوزارة المالية الإسرائيلية شموئيل أبرامسون إن الاستثمارات الأجنبية سجلت انخفاضا كبيرا في الربع الأول من العام 2023 بلغ 60% مقارنة بالمتوسط في كل من الربعين الأولين لعامي 2020 و2022.
وقُدر حجم الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل عام 2022 بنحو 28 مليار دولار.
وفي أغسطس/آب الماضي حذرت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني من أن المخاوف على الاقتصاد الإسرائيلي بدأت تتجسد بعد إقرار الكنيست (البرلمان) قانونا يحد من سلطات المحكمة العليا، ضمن خطة حكومية لـ”إصلاح القضاء”.
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتباطأ الاقتصاد الإسرائيلي إلى 2.9٪ في عام 2023 من نسبة 3٪ التي كانت متوقعة، وإلى 3.3٪ في عام 2024 من 3.4٪ سابقا.