قالت روسيا اليوم الجمعة إنها لا تستهدف البنية التحتية المدنية بعد اتهامها بالضلوع في قصف مقهى ومحل في خاركيف أسفر عن مقتل 52 شخصا. وفي حين تبادل الطرفان القصف بالمسيرات، أعلنت القوات الأوكرانية أنها حققت تقدما في جبهة باخموت.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “نكرر أن الجيش الروسي لا يضرب أهدافا مدنية. الضربات تشن على أهداف عسكرية، في أماكن يتركز فيها العسكريون”.
وكان وزير الداخلية الأوكراني أعلن في وقت سباق أن قصفا روسيا لمقهى ومحل تجاري في بلدة غروزا على محور كوبيانسك في إقليم خاركيف أدى إلى سقوط 52 قتيلا، كما أصيب 6 آخرون بجروح.
ومن جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجوم الصاروخي على قرية في منطقة خاركيف الأوكرانية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام “إن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية محظورة بموجب القانون الدولي ولا بد أن تتوقف فورا”. وقدم “أحر التعازي” إلى أسر الضحايا.
وأضاف أن روسيا تتحمل المسؤولية عن الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسيل إن “كلّ شيء يشير” إلى أنّ صاروخاً روسياً هو الذي أصاب قرية غروزا الصغيرة في أوكرانيا الخميس وأدى إلى مقتل العشرات.
وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية ذكرت الخميس أن روسيا “هاجمت أهدافا مدنية عمدا وبوحشية، وهي مقهى ومتجر في قرية غروزا في حي كوبيانسك في خاركيف، مما أسفر عن مقتل 49 شخصا وإصابة 6 آخرين، من بينهم طفل”.
وفي وقت لاحق أعلن وزير الداخلية الأوكراني ارتفاع عدد ضحايا القصف إلى 52 قتيلا.
56 غارة
في السياق ذاته، قال الجيش الأوكراني إن “القوات الروسية شنت 65 غارة على أهداف في أراضينا وشنت 50 هجوما بقذائف صاروخية متعددة”.
كما أعلن الجيش الأوكراني مقتل شخصين وإصابة 4 في قصف روسي استهدف خيرسون جنوب أوكرانيا.
وقال إن مستودعا للحبوب تضرر نتيجة قصف روسي استهدف البنية التحتية في ميناء إسماعيل على نهر الدانوب.
وقال في بيان “اعترضنا 3 مسيرات روسية كانت تستهدف مدينة أوديسا وموانئ على نهر الدانوب”.
وأضاف الجيش الأوكراني في وقت لاحق أنه تم “اعتراض 25 مسيرة من نوع شاهد من أصل 33 أطلقها الروس الليلة الماضية باتجاه أراضينا”.
هجمات أوكرانية
وفي المقابل، أكد الجيش الأوكراني أنه يحرز تقدما على جبهة باخموت في شرقي البلاد، وقال “أعدنا السيطرة على بلدة كليشيفكا في محور دونيتسك”.
من جهتها، أعلنت موسكو أنها أسقطت 8 مسيّرات أوكرانية في غرب روسيا مساء الخميس، من دون الإشارة إلى أي أضرار أو إصابات محتملة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية عبر تليغرام فجر الجمعة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 5 طائرات أوكرانية مسيرة فوق منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا.
وفي وقت سابق من الليل، قالت الوزارة إن طائرتين أخريين أسقطتا في المنطقة نفسها.
كذلك، أسقطت طائرة ثامنة في منطقة كورسك المتاخمة أيضا لأوكرانيا، وفق الوزارة.
ولم تعط وزارة الدفاع الروسية حصيلة للأضرار أو لضحايا محتملين.
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف “وفقا لمعطيات أولية، لا يوجد ضحايا”.
وقال حاكم سيفاستوبول إن “وحدات من أسطول البحر الأسود تصد هجوما بزورقين مسيرين في المنطقة”.
قاعدة جديدة
في غضون ذلك، قالت مصادر في إقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا إن موسكو تتجه لإقامة قاعدة بحرية في الإقليم بعد استهداف مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
ودعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة إلى إنتاج مزيد من الطائرات المقاتلة من طراز سو-34 في حين تواصل موسكو هجومها على أوكرانيا.
وجاء هذه التصريح خلال زيارة شويغو لمصنع نوفوسيبيرسك للطيران، على بعد حوالي 3 آلاف كيلومتر شرق موسكو.
في الأثناء، أكد مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه لا يمكن لأوروبا ملء الفراغ الذي سيحدث في حال عدم استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأولوية القصوى لبلاده هي تعزيز دفاعها الجوي، مؤكدا ضرورة توفير درع دفاعية خلال فصل الشتاء لمواجهة الضربات الروسية.
واليوم الجمعة، قال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن بلاده سترسل لأوكرانيا حزمة مساعدات عسكرية جديدة قيمتها 2.2 مليار كرونا (199 مليون دولار)، تتكون أساسا من ذخيرة مدفعية، مضيفا أنها ستدرس إرسال طائرات مقاتلة.
من جهته قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إنه لا بد من وقف الحرب في أوكرانيا “لأن الأمور ستسوء”.
