العمليات التركية في سوريا والعراق.. تصعيد مفتوح أم محدود؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

والتطور اللافت وفق خبراء، هو ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، حول إسقاط قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب مسيرة بيرقدار تركية، اقتربت كثيرا من قاعدة للتحالف في منطقة تل بيدر بمحافظة الحسكة. وهو ما أكدته واشنطن لاحقا، حيث قال مسؤولان أميركيان، الخميس، إن طائرة مقاتلة أميركية من طراز إف – 16 أسقطت طائرة تركية مسيرة كانت تعمل بالقرب من القوات الأميركية في سوريا.

ونقلت رويترز عن المسؤولين الذين تحدثا شريطة حجب هويتهما، إن الولايات المتحدة أجرت عدة مكالمات مع المسؤولين الأتراك لتحذيرهم من أنهم يعملون بالقرب من القوات البرية الأميركية.

هل تتسع المواجهة؟

وهو ما يثير وفق مراقبين احتمالات تفجر أزمة كبيرة بين أنقرة وحلفائها الغربيين، في حال توسع نطاق العمليات أكثر في منطقة النفوذ الأميركية داخل سوريا، وهو ما سينعكس سلبا وفقهم على جهود محاربة داعش، الذي سيستغل هذا التوتر المتصاعد.

أنقرة وواشنطن ..علاقة استراتيجية

ويرى مراقبون أن التصعيد الحالي سيبقى مضبوطا، وأن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا أكبر من أن تتضرر بهذه الأزمة، وأن تركيا لن تندفع لدرجة استهداف القوات الأميركية مباشرة.

يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية رائد العزاوي، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية :

* هناك توتر كبير بين مختلف الأطراف، وبوادر حرب جديدة، خاصة وأن هذه الهجمات تؤثر سلبا على عمل وأداء التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهو ما ينعكس سلبا على ضبط الحدود ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.

* صحيح أن تركيا تعرضت لهجوم داخل عاصمتها، وترى أن من حقها الرد، لكن هذا لا يعني أن واشنطن وبقية الفاعلين الدوليين والإقليميين سيقبلون بإطلاق يدها في سوريا والعراق.

* ذلك أن دفع المنطقة لنزاع واسع يعني في نهاية المطاف خسارة كافة الأطراف، والأجدى بتركيا بدلا من التحرك أحاديا، التنسيق مع القوى الدولية ودول جوارها لمواجهة خطر التنظيمات المسلحة التي تهددها .

* فما يحصل تصعيد خطير واستهداف مواقع قريبة من مقرات قوات التحالف قد يقود لتوتر أكبر، ولتأزيم العلاقات التركية الأميركية والغربية عامة.

* كما أن زيارة وزير الدفاع العراقي في هذا التوقيت لتركيا مهمة جدا ولا شك لتفادي المزيد من التدهور والتصعيد، رغم أن ما يحدث من تطورات ميدانية، سيلقي بظلاله على نتائج الزيارة وربما يعرقل توصلها لتفاهمات وتوافقات مطلوبة لتدارك الأزمة وتغليب الخيارات الدبلوماسية، وبما يصون سيادة العراق .

بدوره يقول الزميل غير المقيم في معهد ستيمسون الأميركي للأبحاث عامر السبايلة، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية : 

* الواضح أن المواجهة ستتسع كون تركيا لن تتخلى عن موقفها الخاص بضرورة تأمين المناطق الشمالية من سوريا التي تعتبرها مصدر تهديد لأمنها القومي، ولهذا فالتوتر قد يطال مختلف المناطق السورية وليس فقط تلك التي تسيطر عليها قسد .

* خاصة مع المواجهات التي حدثت مؤخرا بين قسد وبعض القوى العشائرية في دير الزور، ولهذا فأنقرة تعمل على تثبيت تواجدها ونفوذها في المعادلة السورية على الأرض، وقد نشهد صعودا كذلك في تحركات قوى أخرى كهيئة تحرير الشام والتنظيمات المتطرفة، والتصعيد ضد القوات السورية وهو ما لاحظنا بوادره مع الهجوم الذي استهدف الكلية الحربية في حمص تزامنا مع ما يحدث في بقية المناطق .

من طرفه يقول الكاتب والباحث السياسي طارق جوهر، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :

* لا شك أننا أمام جولة جديدة من التصعيد بين تركيا وحزب العمال، لكن ما لا يمكن فهمه هو لماذا تتركز ردود فعل أنقرة في العراق وسوريا وليس داخل الأراضي التركية نفسها، خاصة وأن الهجوم تم في قلب العاصمة التركية ونفذه مواطنون أكراد أتراك، ولهذا فالرد عبر استهداف قوات قسد في شمال شرق سوريا هو بمثابة هروب للأمام وخلط للأوراق وتصدير لأزمة داخلية .

* قسد هي جزء من التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهو ما يجعلها قوة منضبطة ومعترف بدورها عالميا في مكافحة داعش وغيره من منظمات متطرفة ، ولهذا ففتح معركة معها من قبل أنقرة هو توجه خطر وغير صائب وقد يوسع نطاق المواجهة لتتحول مواجهة أميركية تركية، وهو ما ينذر به إسقاط المسيرة التركية من قبل التحالف بسبب اقترابها من إحدى قواعده .

* نحن أمام جس نبض ورسائل تتبادلها الأطراف المعنية، وسط احتمال اشتعال فتيل توتر إقليمي كبير يمتد من تركيا فالعراق وسوريا، لكن بالمقابل فأن هذا الإجراء الأميركي قد يسهم في خفض التوتر وحض تركيا على مراجعة خياراتها وعدم التصعيد أكثر في سوريا والعراق، وأن تركز ردودها وجهودها على محاربة حزب العمال فقط .

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *