سجون قسد في سوريا.. “ناقوس خطر” عنوانه داعش

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في هذا السياق، عبر عدد من الخبراء والمحللين عن قلقهم من تداعيات هذا الهروب على الأمن الإقليمي والدولي.

مخاوف من الهروب الجماعي

تشير تقارير استخباراتية نشرتها صحيفة بوليتيكو إلى أن المسؤولين الأميركيين يراقبون باهتمام الوضع في شمال شرق سوريا، حيث يعتقدون أن الهجوم التركي المحتمل على مناطق قسد قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، مما يسهل فرار عناصر داعش من السجون.

كما أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلقه من أن يؤدي هذا الوضع إلى أزمة حقيقية على الأرض خلال الأيام المقبلة.

في هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد أسعد الزعبي في تصريحات لسكاي نيوز عربية: “داعش لم ينتهِ كما يروج البعض، بل هو موجود على الأرض بأشكال أخرى، مثل خلايا نائمة تستغل أي حالة فوضى للظهور مجددا. الهجمات التركية على قوات سوريا الديمقراطية قد تشكل فرصة كبيرة لعناصر داعش للهرب وإعادة تنظيم أنفسهم”.

التداعيات الأمنية على المنطقة

المخاوف من هروب عناصر داعش تتزايد في ظل القتال المستمر بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا، مما يضعف قدرة قوات قسد على الحفاظ على أمن السجون والمخيمات.

ويرى الكاتب الصحفي زانا عمر من مدينة القامشلي أن “أي هجوم على قسد يخفف من الضغط الأمني على السجون، وبالتالي يسهل حركة خلايا داعش”.

وأضاف أن “داعش سيستغل هذه الفوضى للانتشار مجددًا في المنطقة”.

وفي نفس السياق، أكد العميد الزعبي أن “داعش قد يكون في مرحلة استراتيجية جديدة تتمثل في تشكيل خلايا صغيرة وتوزيعهم على المناطق ذات الوضع الأمني الهش. الهجوم التركي على قسد قد يوفر بيئة مناسبة لهذا التنظيم ليعيد تنظيم صفوفه”.

الدور الأميركي في الأزمة

من جهة أخرى، تساءل البعض عن الدور الأميركي في مكافحة داعش في سوريا، إذ أشار الزعبي إلى أن “الولايات المتحدة، رغم تصريحاتها المتكررة عن القضاء على داعش، لم تقدم الدعم الكافي للفصائل المحلية مثل الجيش السوري الحر في مواجهة هذا التنظيم”.

وأضاف أن “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كان ضعيفا في دعم الهجمات ضد داعش، وكان يركز على أهداف أخرى”.

الخطر المستقبلي

يبقى السؤال الأهم حول مدى قدرة قوات سوريا الديمقراطية على منع الهروب الجماعي لعناصر داعش في حال تعرضت لضغوط أكبر، سواء من الهجمات التركية أو من الفوضى الداخلية في المنطقة. وقد حذر الزعبي قائلاً: “إذا لم تتعزز القدرة الأمنية لقسد، فقد نشهد عودة قوية لداعش إلى ساحة المعركة”.

بناء على التحليلات التي قدمها الخبراء العسكريون والصحفيون، فإن الخطر الذي يشكله هروب عناصر داعش من السجون السورية يبقى حقيقيا، خاصة في ظل الظروف الأمنية الحالية. تبقى الإجابة عن هذا التهديد مرهونة بالقدرة على تعزيز الأمن في المنطقة وتنسيق الجهود بين القوى المحلية والدولية لمكافحة الإرهاب.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *