يعلم معظم السوريين أن المدن السورية كانت تحيا فوق مجموعة من السجون وأقبية التعذيب التي أنشأها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد لقمع مواطنيه للأبد.
فكل نقطة أمنية في سوريا هي سجن، وكل قطعة عسكرية فيها سجن، وكل مؤسسة أمنية فيها سجن، وحتى المطار العسكري قد يحتوي على سجون ومراكز تعذيب.
ومن كان يُقتل تعذيبا في تلك الأفرع تنقل جثته إلى أحد المشافي العسكرية ليجري التخلص منها بطريقة ما، وفقا لما جاء في حلقة 2024/12/10 من برنامج “شبكات”.
وبمجرد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق وسقوط نظامه توجه الناس وأهالي المعتقلين مباشرة إلى سجن صيدنايا في ريف دمشق للبحث عن ذويهم ومشاهدة ما كان يدور داخله من رعب كان يعيشه المعتقلون فيه.
وقد عثرت فرق البحث في مستشفى حرستا العسكري على 40 جثة لمنشقين ومعارضين لحكم الأسد، وكانت مكدسة بطريقة غير آدمية.. جثث قتلت حديثا، بعضها مقلوع العيون أو الأسنان وآثار التعذيب واضحة عليها، وقيل إنها نقلت من صيدنايا قبل 10 أيام تقريبا.
كما عثرت في مستشفى المجتهد وسط دمشق على جثث مكدسة موضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء أو ملفوفة بقماش، على بعضها بقع دماء، وتحمل أرقاما وبعضها أسماء، تم تدوينها على القماش أو على شريط لاصق على الأجساد.
وأثارت مشاهد السجون وأقبية التعذيب التي أنشأها الأسد ردود فعل ساخطة من قبل مغردين على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت بعض تعليقاتهم حلقة برنامج “شبكات”.
وكتبت مايا أن “ما يخرج من المعتقلات والمستشفيات التابعة لبشار الأسد يفوق الخيال والتصور ويفوق العقل البشري، من سجن صيدنايا المسلخ البشري والسجن الأحمر الذي يعتبر من أخطر السجون بسوريا، حيث يتمنى المعتقل أن يموت”.
وغرد عادل “في ظل الأحداث المتسارعة في سوريا يجب ألا تضيع من الثوار آثار الكثير من الجرائم التي ارتكبها النظام، ويجب توثيقها وإيداع الملف لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي”.
وقال مصطفى في تعليقه “لا، لا، لن أعفو ولن أسامح، حرمونا من التنفس، وحرمونا من أهالينا وحريتنا وقتلونا وعذبونا وبالآخر أسامح، لا، ولا يحق لأي أحد أن يسامح باسم الشعب”.
من جهتها، كتبت شام تقول “للأسف، خاب أملنا، نود رؤية جميع المعتقلين أحياء يتنفسون الحرية، لكن.. خرج القليل واختفى الكثير”.
يذكر أن رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني كشف أن أغلب المختفين قسريا في سجون النظام السوري المخلوع في عداد المقتولين.