قطر وغوغل معا: “فنار” نموذج ذكاء اصطناعي بلمسة عربية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

في خطوة مبتكرة لتعزيز مكانة اللغة العربية في عالم التكنولوجيا أعلنت دولة قطر عن إطلاق مشروع “فنار” -وهو أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي متقدم- خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

المشروع -الذي يعكس التزام قطر بتطوير المحتوى الرقمي العربي- تم بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة، مثل جامعة حمد بن خليفة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبمساهمة شركاء تقنيين عالميين مثل غوغل.

مشروع “فنار”.. تعزيز الهوية اللغوية والثقافية

يعتبر “فنار” نموذجا رائدا يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمتاز بقدرته على فهم النصوص باللغة العربية بدقة عالية، مع دعم مختلف اللهجات العربية.

ويهدف المشروع إلى دعم المؤسسات التعليمية والإعلامية في المنطقة من خلال حلول تقنية مبتكرة.

وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني خلال كلمته في افتتاح قمة العالم للذكاء الاصطناعي أن المشروع يمثل إنجازا نوعيا في تعزيز الحضور العربي في المشهد التكنولوجي العالمي.

جناح “فنار”.. تجربة تفاعلية تدعم المحتوى العربي

واستقطب جناح “فنار” في القمة اهتمام الزوار من خلال تقديم تجربة تفاعلية مع المنصة، إذ أتيحت لهم فرصة استكشاف إمكانيات المشروع وتقديم ملاحظاتهم لتحسين النسخ المستقبلية.

وأكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الشراكات والملاحظات من المشاركين تمثل حجر الأساس في تطوير المشروع، مما يعكس التزام قطر بتطوير تقنيات تعزز الهوية الثقافية واللغوية العربية.

وتحت شعار “وضع الإنسانية محور لتطورات الذكاء الاصطناعي” تركز القمة على 4 محاور رئيسية تشمل:

الحوكمة المسؤولة لضمان استخدامات آمنة ومستدامة للتقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات مبتكرة تسهم في تحسين الإنتاجية، وتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لتعزيز الكفاءة، وتكامل الذكاء الاصطناعي مع حياة الإنسان لتحسين جودة الحياة.

القمة -التي تستمر لمدة يومين- شهدت إقبالا كبيرا مع بيع ما يقارب 3 آلاف تذكرة وحضور دولي يمثل 44% من إجمالي المشاركين، ويتضمن برنامج القمة 76 متحدثا ومحاورا، إضافة إلى 25 شركة ناشئة تعرض أفكارها المبتكرة.

رؤية غوغل لمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي

بدوره، أكد غسان كوستا المدير الإقليمي لغوغل كلاود في حديث خاص مع الجزيرة نت أن المحتوى العربي يواجه تحديات كبيرة مقارنة بالمحتوى بلغات أخرى مثل الإنجليزية والصينية.

وقال كوستا “أحد أهم عوامل نجاح مشروع مثل فنار هو التركيز على المحتوى العربي، كلما زاد المحتوى المتاح واستخدم بشكل صحيح زادت دقة وفعالية نماذج الذكاء الاصطناعي”.

وأشار إلى أن غوغل ملتزمة بتوسيع نطاق المحتوى العربي الرقمي، موضحا أنها “تسعى لتوفير التكنولوجيا لدعم المشاريع المحلية وتعزيز الشراكات مع المؤسسات في المنطقة”.

وأضاف كوستا “لدينا تطلعات كبيرة لمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي، يمكننا بالتعاون مع حكومات وشركات المنطقة أن نخلق نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على المنافسة عالميا، الخطوة الأولى تكمن في إثراء المحتوى العربي عبر الإنترنت، ليس فقط من قطر ولكن من جميع الدول العربية”.

Google Cloud Qatar Country Manager, Ghassan Kosta speaks during the launching event of Google Cloud region in Doha at Qatar National Convention Centre in Doha, Qatar, 22 May 2023.Google Cloud expanded its products and services for the first time in the GCC market, aiming to build innovative solutions for customers based in the Middle East and North Africa (MENA) region. (Photo by Noushad Thekkayil/NurPhoto via Getty Images)

الشراكات أساس النجاح

يمثل التعاون بين المؤسسات المحلية كمكتبة قطر الوطنية وجامعة قطر مع الشركات العالمية مثل غوغل حجر الأساس لنجاح “فنار”.

وعلق كوستا قائلا “الشراكات هي المفتاح، لا يمكننا الاعتماد فقط على المحتوى المحلي، بل يجب أن نتعاون مع دول أخرى لزيادة حجم المحتوى وجودته، مما يجعل المشروع أكثر قوة وتأثيرا”.

مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي

يتطلع مشروع “فنار” ليكون بداية عصر جديد للذكاء الاصطناعي العربي، إذ يسعى إلى تعزيز الحضور التكنولوجي للغة العربية على المستوى العالمي.

ويؤكد كوستا أن غوغل ملتزمة بدعم مثل هذه المبادرات، مشيرا إلى أن “المستقبل مليء بالفرص للذكاء الاصطناعي العربي، خاصة إذا تم استغلال التكنولوجيا والشراكات بشكل فعال”.

ويأتي إطلاق مشروع “فنار” كجزء من رؤية إستراتيجية لقطر تهدف إلى وضع اللغة العربية في مقدمة التطورات التكنولوجية، ومع التعاون بين قطر وشركاء عالميين مثل غوغل يبدو المستقبل مشرقا للذكاء الاصطناعي العربي، مع إمكانيات لا حدود لها لتعزيز المحتوى العربي وإبراز الهوية الثقافية في العالم الرقمي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *