بين مُضرب ومعتقل ومطارد.. عائلة فلسطينية يفرقها الاحتلال

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الخليل- “منذ عشرين عاما لم يهدأ لنا بال ولم أذق طعم السعادة”، كلمات لخصت بها الفلسطينية فوزية الفسفوس (أم أكرم) عقدين من المعاناة نتيجة الملاحقة الإسرائيلية لأبنائها الستة.

من ابن معتقل إلى آخر مطارد من قبل جيش الاحتلال وثالث يخوض رابع إضراب مفتوح عن الطعام يتوزع قلب ومشاعر أم أكرم، مع ما يرافق ذلك من قلق وخوف على حياتهم.

فوزية الفسفوس لم تجتمع مع أبنائها الستة في جلسة واحدة منذ 20 عاما (الجزيرة)

رابع إضراب

للمرة الرابعة منذ عام 2019 يخوض الأسير كايد الفسفوس (34 عاما) إضرابا مفتوحا عن الطعام طلبا للحرية، لكنه يأتي هذه المرة في ظل مطاردة لأخيه محمود ترافقها مداهمات متكررة لمنازل العائلة.

واعتقل الفسفوس في 5 مايو/أيار الماضي، وشرع في إضرابه يوم 3 أغسطس/آب، علما أنه أمضى في السجون الإسرائيلية نحو 7 سنوات، كما سبق أن خاض الإضراب عن الطعام مرات عدة، آخرها أمضى فيه 131 يوما متواصلة في 2021، وإضرابين عام 2019، أحدهما تجاوز الشهرين.

واليوم، أكثر ما يقلق والدة كايد أن يستمر إضرابه الحالي -الذي دخل شهره الثالث- لنفس المدة السابقة 131 يوما، لكن السيناريو الأكثر إيلاما والهاجس الأكثر إزعاجا الذي ينتابها أن يأتيها خبره شهيدا كما حصل مع الأسير خضر عدنان الذي استشهد في زنزانته بتاريخ الثاني من مايو/أيار 2023 بعد 87 يوما من الإضراب عن الطعام.

تقول أم أكرم للجزيرة نت إن “قلب الأم دليلها” لذلك تخشى على حياة كايد، وتتعزز مخاوفها بسبب الإهمال الذي يتعرض له وعدم عرضه على أطباء أو نقله إلى المستشفى رغم دخول إضرابه الشهر الثالث.

وتابعت أن كايد “يتعرض لإهمال طبي معتمد، لا يتحرك ويعاني من أوجاع في أنحاء جسده وممنوع من زيارة الأقارب، ويُعتقل حاليا في زنزانة بسجن الرملة، ولا يلقى الرعاية الصحية اللازمة”.

لا تستطيع الأم زيارة ولدها، وتنقل عن محاميه الذين يزورونه بين الحين والآخر أن “وزنه في تناقص، وقد فقد أكثر من 30 كيلوغراما”.

بيت الحزن

يسمي من يعرفون منزل عائلة الفسفوس -الذي يقع في بلدة دورا جنوبي الخليل- “بيت الحزن”، حيث لم يجتمع فيه الأبناء مع أمهم منذ عشرين عاما.

تسرد أم أكرم الحكاية “أكبر الأبناء أكرم معتقل منذ خمسة أشهر، ومجموع سنوات اعتقاله تتجاوز 3 سنوات، أما خالد فمعتقل إداريا منذ 9 أشهر، وتجاوز مجموع اعتقالاته 9 سنوات”.

وتابعت “حافظ معتقل أيضا منذ شهور، وأمضى في السجون أكثر من أربع سنوات ونصف، ومحمود مطارد الآن من قبل الاحتلال، وسبق أن أمضى أكثر من 13 عاما في الاعتقال”، أما حسن -تضيف والدته- “فقد أفرج عنه قبل أيام وأمضى في السجون أكثر من تسع سنوات”.

وتشير أم أكرم إلى أنها لم تجتمع مع كافة أبنائها منذ عام 2000 “لا في فرح ولا في حزن”، وتقول “ليس هذا فقط، بل أتعذب ليلا ونهارا قلقا على المعتقلين وعلى كايد المضرب عن الطعام وعلى محمود المطارد”.

وتطالب والدة الأسير الفسفوس بوقفات إسناد لها من قبل فلسطينيي الضفة وأراضي الـ48 ومن الرئاسة والقيادة الفلسطينية، كي يتم الإفراج عن كايد ولا يلقى مصير خضر عدنان.

وكما تعيش الوالدة المعاناة بسبب الاحتلال فإن أطفال وعائلات أبنائها يعيشون معاناة مماثلة ومسؤولية كبيرة نتيجة البعد عنهم وعدم القدرة على زيارتهم ولقائهم.

“القضاء ذراع للمخابرات”

بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أمس الاثنين وصل الجزيرة نت إن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت النظر في التماس مقدم من محامي هيئة الأسرى ضد استمرار اعتقال كايد الفسفوس إداريا، وقررت إعادة القضية إلى محكمة الاستئنافات العسكرية التي سبق أن رفضت النظر في طلب الإفراج عنه.

وأضاف النادي أن قرار المحكمة يعني أن “الجهاز القضائي للاحتلال يواصل دوره كذراع أساسية لتنفيذ قرارات جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك)، واليوم يواصل هذا الدور في قضية المعتقل الإداري كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ 61 يوما، والذي يواجه وضعا صحيا خطيرا في سجن الرملة”.

ويصدر الاعتقال الإداري بأمر عسكري إسرائيلي لأشهر عدة قابلة للتجديد، دون تهمة أو سقف زمني.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *