قالت يريفان إن قوات أذربيجانية أطلقت النار على سيارة تنقل مواد غذائية للجيش الأرميني، مما أسفر عن إصابات مباشرة للأفراد، في حين أعلنت قوات حفظ السلام الروسية مغادرة آخر قافلة للنازحين الأرمن إقليم ناغورني قره باغ باتجاه أرمينيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين، إذ قالت -عبر حسابها على تليغرام- إنه “في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول وإثر إطلاق القوات الأذربيجانية النار على مركبة تابعة للقوات الأرمينية محملة بالمؤن، سقط قتيل وجريحان في الجانب الأرميني”.
وفي سياق مواز، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دورية عسكرية مشتركة بين روسيا وأذربيجان تعرضت لإطلاق نار في مدينة خانكندي بإقليم “قره باغ”.
وأضافت الوزارة -في بيان اليوم الاثنين- أن مجهولا أطلق النار باتجاه الدورية الروسية الأذربيجانية المشتركة، باستخدام سلاح قناص، مشيرة إلى عدم وقوع ضحايا جراء استهداف الدورية المشتركة.
وأكدت أن قوات حفظ السلام الروسية فتحت تحقيقاً حول الحادثة، بالتعاون مع الجانب الأذربيجاني وممثلي السكان الأرمن في قره باغ.
زيارة أممية
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -اليوم الاثنين- إن فريقا تابعا للأمم المتحدة يزور ناغورني قره باغ لم يرصد أي أضرار في البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمساكن أو المواقع الثقافية والدينية.
وزار الفريق أمس الأحد عاصمة قره باغ التي تعرف باسم “ستيباناكيرت” في أرمينيا و”خانكندي” في أذربيجان.
وقال دوجاريك للصحفيين “زملاؤنا هالهم الطريقة المفاجئة التي فر بها السكان المحليون من منازلهم والمعاناة التي سببتها لهم هذه التجربة”.
وأضاف أن فريق الأمم المتحدة لم يتلق “أي تقارير، سواء من السكان المحليين أو من آخرين، عن أعمال عنف ضد المدنيين بعد أحدث وقف لإطلاق النار”.
ومضى يقول “لم يشاهد أعضاء فريق الأمم المتحدة أي تدمير للبنية التحتية الزراعية أو حيوانات نافقة”.
دعم النازحين
وقد عقدت الحكومة الأرمينية -اليوم الاثنين- جلسة لبحث البرنامج الحكومي المقدم لدعم النازحين الأرمن من إقليم ناغورني قره باغ.
ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال الاجتماع النازحين إلى الإسراع بفتح حسابات بنكية، لتلقي الدعم الذي خصصته لهم الحكومة.
ويشمل الدعم -ضمن البرنامج الذي سيستمر 6 أشهر- حصول كل نازح على 130 دولارا شهريا، و260 دولارا في شكل منحة تدفع مرة واحدة.
وفي السياق نفسه، حثت أرمينيا الاتحاد الأوروبي اليوم على فرض عقوبات على أذربيجان، بسبب عمليتها العسكرية في ناغورني قره باغ، وحذرت من أن باكو قد تهاجم أرمينيا قريبا ما لم يتخذ الغرب إجراء حازما.
وقدّم مبعوث أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي تيغران بالايان قائمة بالتدابير المحتملة، مثل وضع حد أقصى لأسعار نفط وغاز أذربيجان، ووقف محادثات التكتل لتعزيز العلاقات مع باكو، وحث الغرب على تقديم مساعدة أمنية “قوية” لأرمينيا.
بدوره، وعد رئيس إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي سامفيل شهرمانيان بأن يبقى في عاصمة المنطقة حتى انتهاء عمليات الإغاثة التي تشمل ضحايا النزاع.
وقالت حكومة الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد في بيان إن مجموعة من المسؤولين الانفصاليين “ستبقى في ستيباناكرت حتى انتهاء عمليات البحث والإغاثة بالنسبة إلى القتلى والمفقودين بسبب العمليات العسكرية” وانفجار مستودع للوقود نهاية سبتمبر/أيلول أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل.
وكان الانفصاليون الأرمن من ناغورني قره باغ استسلموا الأسبوع الماضي أمام هجوم خاطف شنته أذربيجان أوقع نحو 600 قتيل، في حين نزح أكثر من 100 ألف أرميني من هذه المنطقة.
وقال بالايان لرويترز في مقابلة في بروكسل “ليس هذا رأي الحكومة الأرمينية فحسب، بل رأي كثيرين من الخبراء وكذلك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فهم يرون أن الهجوم على أرمينيا نفسها وشيك”.
واتهمت أرمينيا أذربيجان بالتطهير العرقي، وهو ما تنفيه باكو، وأصرت على أن بقاء الأرمن في “الجيب” مرحب به، كما أكدت باكو أنها لا تنوي مهاجمة أرمينيا نفسها.
لكن بالايان قال إنه لا يمكن الوثوق بتأكيدات الرئيس الأذري إلهام علييف، مستندا إلى قول مسؤولين أوروبيين إنه لم يلتزم بوعوده بعدم مهاجمة ناغورني قره باغ.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات ضغط كثيرة على علييف، وقد دفع إقليم قره باغ ثمنا باهظا، لأنه لم يستخدم أيا منها حتى الآن.
تحذير إيراني
من جانبها، حذرت إيران -اليوم الاثنين- من “أي تغيير جيوسياسي” في منطقة القوقاز، معترفة في الوقت نفسه بسيادة أذربيجان على ناغورني قره باغ.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في مؤتمره الصحفي الأسبوعي- “نعارض أي تغيير في الحدود الدولية والتغييرات الجيوسياسية للحدود الدولية”.
وكان كنعاني يشير إلى مشروع ممر زنغزور الممتد على الحدود مع إيران، والذي يفترض أن يتيح لباكو تأمين ترابط أراضيها وصولا إلى ناخيتشيفان الجمهورية الخاضعة لحكم ذاتي والواقعة بين أرمينيا وإيران وتركيا، والملحقة بأذربيجان.
وسيقطع ضم هذه الطريق الإستراتيجية -حسب طهران- وصول إيران إلى أرمينيا وأوروبا.
من جانب آخر، ذكر كنعاني أن إيران “أيدت على الدوام عودة الأراضي المحتلة” في ناغورني قره باغ إلى أذربيجان.
وفي سياق مواز، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تعمل مع شركائها على استقرار الوضع في قره باغ، وتأمل ألا تدمر علاقاتها مع أرمينيا من أي طرف.