في خضم العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، الذي بات يرزح تحت وطأة الجوع والعوز والبرد، لم تغب الدراسة وطلب العلم عن أذهان سكان القطاع الجريح؛ إذ يواصل الطلاب دراستهم، والسعي إلى تحصيل العلم بإعلان افتتاح مدرسة جديدة، شُيدت من الخيام في منطقة خان يونس جنوب غزة.
وفي أجواء تشبه -ولو من بعيد- عودة الحياة الدراسية الطبيعية افتتحت مدرسة ساعد التعليمية بتمويل من فاعلي الخير في أنحاء الوطن العربي، وانتظم 1200 طالب وطالبة في فصولها المشيدة من الخيام.
ويتوزع الطلاب داخل المدرسة على 10 فصول دراسية، ويداوم الطلاب ثلاثة أيام في الأسبوع، وكذلك الطالبات، بينما يباشر الطلاب الدراسة فيها على فترتَيْن (صباحية ومسائية).
وعلى الرغم من الظروف السيئة التي يعيشها القطاع التزمت المدرسة باختيار المعلمين ومنهج الدراسة وفقًا لشروط وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
المدرسة التي شيدتها جمعية ساعد للتنمية وسط مدينة خان يونس، وبين خيام النازحين جنوب قطاع غزة، جاءت بتمويل من فاعلي الخير في الوطن العربي.
وأكدت الجمعية عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت أنها تهدف من إنشاء هذا الصرح العلمي إلى إنقاذ الجيل في غزة من الجهل وضياع مستقبله التعليمي، في ظل تدمير شبه كامل للمنظومة التعليمية.
وتُعدُّ المدرسة من أبرز المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تشرف عليها الجمعية خلال حرب الإبادة المستمرة على غزة؛ كونها تقام في منطقة دُمِّرت فيها جميع المدارس، إضافة إلى أن تأسيسها بدأ من العدم قبل أن يبصر النور بأجمل حلة، وفقًا للجمعية.
وجاء إعلان المدرسة في الوقت الذي قالت فيه وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إن عدد الشهداء من طلبة مدارس غزة تجاوز 11 ألفًا، فيما بلغ عدد الجرحى ما يناهز 17 ألفًا.