أكدت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق ما قال مصدران إسرائيليان لموقع أكسيوس.
وسيكون تنفيذ الهجوم من خلال الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وليس من الأراضي الإيرانية مباشرة، في خطوة تحاول طهران من خلالها تجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.
روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا، نائب السفير الأميركي السابق لدى العراق، قال في مقابلة خاصة مع قناة “الحرة” إن المعلومات التي نشرها موقع أكسيوس فيها رسالة تحذير إسرائيلية واضحة للفصائل المسلحة العراقية وللحكومة العراقية بأنها ستضرب أي جهة تهاجمها.
وأضاف أن استخدام إيران للأراضي العراقية أو تنفيذ هجوم على إسرائيل عبر الفصائل المسلحة الموالية لها في العراق، هي خطوة تحاول إيران اللجوء إليها للحد من تبعات رد الفعل الإسرائيلي وتفادي هجوم مباشر على أراضيها.
وأوضح فورد أن هذا الموضوع يضع الحكومة الأميركية في موقف صعب، وأن الولايات المتحدة حثت كلا من إيران وإسرائيل على خفض التصعيد، وواشنطن لا ترغب بحرب واسعة في المنطقة، لأنها لن تكون قادرة على منع إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها والرد على أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية.
ورغم العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، لكن فورد يرى أن المقاتلات الأميركية لن تمنع نظيرتها الإسرائيلية من الرد على أي هجوم متوقع، مجددا التأكيد أن واشنطن مستمرة في محاولاتها التنسيق مع العراق وإسرائيل لمنع حدوث هذا التصعيد.
محللون: قوة الردع الإيرانية في مواجهة إسرائيل أصبحت ضعيفة
“محاولات باءت بالفشل” هكذا يرى محللون سياسيون المحاولات الإيرانية لإنشاء منظومة الردع بتوجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل، وهو ما يجعل طهران “أكثر عرضة للخطر” في مواجهة عدوها الأساسي في المنطقة.
وحسب موقع أكسيوس الذي نقل عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، فمن المتوقع أن يتم تنفيذ الهجوم من عدة مناطق في العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
كما نقل الموقع عن مصدر أميركي مسؤول أن إيران وفي حال اتخاذها قرار ضرب إسرائيل عن طريق أذرعها في المنطقة وبالتحديد في العراق فبإمكانها القيام بذلك بسرعة.
وائل الركابي عضو المرصد الوطني للإعلام وباحث في الشأن السياسي من بغداد أعرب من جهته عن استغرابه من المعلومات التي تناقلتها صحيفة أكسيوس، وقال لقناة “الحرة” إنها “غير صحيحة، لان استخدام الأراضي العراقية سيؤدي إلى توسع الصراع وستدخل المنطقة في متاهات جديدة”.
وأضاف أن الحكومة العراقية ليس لديها علم بهذا الأمر، و”حتى إيران لم تعلن رسميا ذلك، ولم يكن هناك أي تنسيق بين بغداد وطهران بشأن الضربات المزعومة، وحتى وسائل الإعلام الإيرانية لم تتناول هذا الموضوع”.
وأشار الركابي إلى أن الهجمات التي تنفذها الفصائل المسلحة على إسرائيل سواء من لبنان أو العراق أو اليمن، هي عمليات تتم “ليس نيابة عن إيران أو بموافقة الدولة العراقية”.
وذكر الركابي أن موقف العراق الرسمي واضح بأنه يرفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات وخرق سيادته، “بدليل أن العراق قدم شكوى الى مجلس الأمن حول هجمات إسرائيل الأخيرة على إيران والتي تمت عبر الأجواء العراقية، ويرفض أيضا استخدام إيران الأراضي أو الأجواء العراقية”.
تقرير: خامنئي أصدر أوامره بمهاجمة إسرائيل بعد اكتشاف حجم الأضرار
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت طهران بالفعل سترد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدفت عدة مواقع “حساسة” داخل إيران، على الرغم من تصريحات مسؤولين إيرانيين كبار بأن بلادهم ستوجه “ردا قاسيا” لإسرائيل.
الهجوم المتوقع بحسب موقع أكسيوس سيعتمد على عدة أنواع من الطائرات المسيرة إيرانية الصنع ولعل أهم هذه الطائرات مسيرة الشاهد الشهيرة التي تم الكشف عنها منذ 10 سنوات تقريبا، واستخدمتها إيران في هجومها الأخير على إسرائيل، كما أن روسيا تستخدمها في حربها على أوكرانيا ويصل مدى هذه الطائرة 1700 كيلومترا وبإمكانها حمل كميات هامة من المواد المتفجرة.
أما الصواريخ فقد تعتمد المليشيات الموالية لإيران على صواريخ متوسطة المدى تعمل بالوقود السائل ويتجاوز مداها 2000 كيلومتر.
في غضون ذلك، قال كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن من المرجح أن تزيد طهران نطاق صواريخها الباليستية، وأنه من الممكن أيضا تغيير عقيدة إيران النووية إذا واجهت تهديدا وجوديا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن ثلاثة مسؤولين قولهم إن خامنئي أمر المسؤولين العسكريين الإيرانيين بالتحضير لهجوم على إسرائيل ردا على الضربة الإسرائيلية الأخيرة.