تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال.. ما هي؟ وكيف أحدثت ثورة علاجية؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

يصيب الرجال والنساء على حد سواء، وينتشر حاليا بين الشابات في الدول العربية، هكذا يدق أطباء مختصون بعلاج الأورام تحدث معهم موقع “الحرة”، ناقوس الخطر بشأن أهمية التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي بالتزامن مع شهر أكتوبر المعروف بـ”الوردي”.

مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام، الدكتور حميد الشامسي، يحذّر “النساء الشابات من انتشار سرطان الثدي بينهن”. 

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشير الشامسي إلى أن سرطان الثدي هو “أكثر الأورام انتشارا في العالم، ودول الخليج”.

وسرطان الثدي هو مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراما، ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة، وفق “منظمة الصحة العالمية”.

العمر الأكثر عرضة للإصابة

وعلى الصعيد العالمي، فإن سرطان الثدي يصيب النساء في سن الخمسين وما فوق، لكن في المنطقة العربية ودول الخليج يصيبهن في عمر “أبكر” ويتراوح بين 42 إلى 44 عاما، والأسباب “غير معروفة”، وفق الشامسي.

في عام 2020، شُخصت إصابة 2.26 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 000 685 حالة وفاة بسببه على مستوى العالم، وهو يعتبر الأكثر انتشارا وشيوعا بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، علما أن حجم الانتشار على أساس النوع يختلف بين الدول. 

وفي نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. 

و”أكتوبر الوردي” هو شهر مخصص للتوعية بمرض سرطان الثدي، الذي يمكن أن يؤثر في حياة النساء والرجال أيضا.

ويوضح مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام أن معدل الإصابة بسرطان الثدي في الدول العربية والخليجية حوالي 15 بالمئة أبكر من دول الغرب.

ويتحدث عن إشكالية تتعلق بكون الكثير من المصابات من الشابات بما يعادل 40 بالمئة تقريبا تحت عمر الخمسين، ومعظمهن في سن “الزواج والحمل والولادة والرضاعة”.

ولا يتم تشخيص سرطان الثدي لدى الشابات في مراحل مبكرة، بسبب عدم معرفة الأطباء بأنه يصيبهن وخاصة أثناء الحمل، حسبما يشير مقرر الجمعية الخليجية لطب الأورام.

وأثناء الحمل يكون هناك اعتقاد بأن أي تغيير بالثدي يرجع لـ”تغييرات فسيولوجية”.

ويتم تفادي عمل فحوصات ما يؤدي لانتشار السرطان أثناء الحمل وبعد الإنجاب، حسب تحذيرات الشامسي.

أهمية “الفحص المبكر”

أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة أسيوط، الدكتورة حنان جمال الدين، تشير لأهمية التوعية بالكشف المبكر للسيدات عند 40 عاما، على أن تقوم السيدة بالفحص بعد الدورة الشهرية أو كل 3 أشهر على أقصى تقدير.

وإذا كان لدى السيدة “تاريخ عائلي” مع المرض يجب القيام بفحص دوري، خاصة إذا كان الأقارب من الدرجة الأولى، حسبما تؤكد لموقع “الحرة”. 

ونشاهد حاليا إصابة لشابات بعمر 30 عاما أو أقل بسرطان الثدي، ويكون الورم “شرس جدا وينتشر سريعا”، كما تقول جمال الدين.

وتشدد على ضرورة عمل “فحص جيني”، للكشف عما إذا كانت السيدة عرضة للورم في حال وجود “طفرة جينية”، لأن السبب الرئيسي للإصابة “وراثي”.

جهل لدى بعض الرجال

رغم الاعتقاد الشائع بأن سرطان الثدي هو مرض يصيب النساء، لكنه يصيب الرجال أيضا، وفق موقع “مايو كلينك”.

وتوضح أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس في مصر، الدكتورة لبنى عز العرب، أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال تتراوح بين 5 إلى 7 بالمئة من الإصابات، لكنه يكون “أكثر عنفا”.

ويوجد في ثدي النساء “دهون وغدد لبنية وأنسجة”، ما يمكن المرأة من “الإحساس بكتلة الورم ومعاينتها”، حسبما تؤكد لموقع “الحرة”.

وتتحدث عن التكوين التشريحي لثدي الرجل، وتقول إن “الغدد اللبنية بسيطة، وقريبة من عضلة الثدي”.

ولا يعتبر كل تكتل بثدي الرجل ورما، لأن هناك بعض الأدوية التي تؤدي للتضخم، وقد يكون أكياس دهنية، حسب عز العرب.

لكنها تشدد على أنه في حال ظهور “تكتل” بثدي الرجل، فعليه التوجه لطبيب أورام فورا.

وتتفق معها الدكتورة جمال الدين التي تؤكد أن سرطان الثدي يصيب الرجال بنسب قليلة، ولكن يجب على الرجل إجراء فحوصات للكشف عن مدى إمكانية الإصابة بالورم عند عمر 50 عاما.

وإذا كان لدى الرجل أقارب من الدرجة الأولى مصابين بأي نوع من الأورام، فعليهم إجراء الفحص والكشف المبكر علما أن الكثير من الرجال يجهلون إمكانية إصابتهم بهذا المرض الذي يربط بالنساء، وفق حديثها.

علاجات “موجهة ذكية”

تتحدث الدكتورة لبنى عز العرب، عن علاجات ذكية جديدة لسرطان الثدي.

وعلى رأسها “العلاج الموجه” وهو لفصيل معين من سرطان الثدي “المنتشر” في المرحلة الرابعة، ويتم توجيهه للخلية السرطانية فقط دون التأثير على “الخلايا الطبيعية”، حسبما توضح لموقع “الحرة”.

لقاح قريب للسرطان.. أطباء يترقبون “معجزة منتظرة” ويتوقعون مدى فعاليته

أثار الحديث عن “لقاح منتظر خلال سنوات قليلة لمكافحة مرض السرطان”، ضجة في الأوساط العلمية، ووصفه أطباء علاج الأورام بـ”سابقة علمية” تقدم بارقة آمل لملايين المصابين بالمرض الخبيث حول العالم، متحدثين في الوقت ذاته عن كيفية عمل ذلك اللقاح والحالات التي يمكن استخدامه خلالها لمكافحة أحد المسببات الرئيسية للوفيات حول العالم.

وبالتالي، لا يؤدي لحدوث المضاعفات المتعارف عليها في العلاج الكيماوي مثل “سقوط الشعر والغثيان والقيء”، وكذلك التأثير سلبي على النخاع والإصابة بالأنيميا ونقص المناعة، وفق أستاذ علاج الأورام.

وتشدد على عدم وجود علاج دون أثار جانبية لكن تأثيرات العلاج الموجه “قليلة جدا”، ما تسبب في حدوث نقله في خريطة علاج سرطان الثدي، على حد تعبيرها.

وتشير إلى إيجابيات “العلاج الموجه” والتي تتمثل في إمكانية شفاء مرضي المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، مما يعني اختفاء الورم والسيطرة التامة عليه.

لكن في العلاجات، لا يوجد مقياس واحد يناسب الجميع، ويجب علاج كل حالة على حدة طبقا لـ”مرحلة الورم، والتحليل البيولوجي للسرطان”، حسبما تؤكد عز العرب.

وتوضح أستاذ علاج الأورام، أن التحليل البيولوجي للورم يتم بناء على “مدى شدته وعنفه”.

ومن جانبه، يشير الدكتور الشامسي، إلى “العلاجات المناعية” والتي تستخدم لتحفيز الجهاز المناعي للجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

ما أهمية الدعم النفسي؟

وفي سياق متصل، تشدد مشرفة التمريض بقسم علاج الأورام بجامعة أسيوط، ماري شحاتة، على أهمية تقديم الدعم النفسي للمصابين بمرض السرطان.

ويعاني بعض المرضى من “آثار جسدية وعاطفية ونفسية واجتماعية”، ما يوجب على أهل المريض تقديم الدعم له خلال مراحل العلاج، حسبما توضح لموقع “الحرة”.

وتشير إلى أن تقديم الدعم النفسي للمريض قد يجنبه الإصابة بـ”الاكتئاب والقلق”، ما قد يحسن نفسيته ويساعده خلال مراحل تلقي العلاج المختلفة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *