حذر مجلس الأمن الدولي من أي محاولات لتفكيك أو تقليص عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودعا إسرائيل إلى احترام التزاماتها الدولية، وذلك بعدما أقرت إسرائيل بحظر عمليات الوكالة.
وأكد أعضاء مجلس الأمن، في بيان اليوم الأربعاء، أنهم يدركون الدور الرئيس للأونروا، وأن الوكالة تشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية في غزة، وحذروا من “أي محاولة لحل أو تقليص عمليات الأونروا وصلاحياتها”.
وعبر المجلس في البيان عن “قلقه العميق” بعد تبنّي الكنيست الإسرائيلي بشكل نهائي تشريعا يحظر عمل الأونروا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعا إسرائيل إلى “الامتثال لالتزاماتها الدولية”.
كذلك دعاها إلى “احترام امتيازات الأونروا وحصانتها وتحمل مسؤوليتها في السماح بدخول وتسهيل المساعدات الإنسانية بجميع أشكالها بصورة كاملة وسريعة وآمنة وبلا عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة”.
وأكد المجلس أن تفكيك عمليات الأونروا سيخلّف عواقب إنسانية وخيمة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وطالب جميع الأطراف بالسماح للأونروا بالقيام بواجبها.
كما أعرب مجلس الأمن -في البيان- عن تقدير أعضائه لعمل موظفي الأونروا، مشددا على أهمية قدرة الوكالة على مواصلة خدماتها دون انقطاع، وقال إن الأونروا اتخذت خطوات سريعة في أعقاب الادعاءات الموجهة ضدها.
والاثنين، أقر الكنيست الإسرائيلي بشكل نهائي تشريعا يحظر نشاط الأونروا؛ وذلك بعد مزاعم إسرائيلية بأن موظفي الوكالة أسهموا في هجوم طوفان الأقصى، وأن “جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية”، وهو ما نفته الأونروا وثبت عدم صحته لاحقا.
كارثة شاملة
وكان المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني قال، في مقابلة حصرية مع وكالة أسوشيتد برس، إن التشريع الإسرائيلي “في نهاية المطاف، ضد الفلسطينيين أنفسهم”، ويحرمهم فعليا من جهة فعالة تقدم الخدمات المنقذة للحياة وخدمات التعليم والرعاية الصحية.
وأضاف لازاريني أنه إذا تم تنفيذ القرار الإسرائيلي، فإن ذلك “يعني كارثة شاملة، فالأمر يشبه إلقاء رضيع في الماء”، وقال إن “إنهاء أنشطة الأونروا في غضون 3 أشهر يعني أيضا أن مزيدا من الأشخاص في غزة سيواجهون الموت”.
وناشد لازاريني الجمعية العامة للأمم المتحدة والمانحين تقديم الدعم وتوفير الخدمات، ودعا إسرائيل إلى إلغاء القرار أو تمديد المهلة البالغة 3 أشهر، وقال إن إسرائيل لم تتواصل رسميا مع الوكالة بعد تمرير القانونين.
وقد أُسّست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتقدم خدماتها الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، وسوريا، ولبنان، والأردن.
ويتعاظم احتياج الفلسطينيين إلى خدمات الأونروا في ظل حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أميركي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 144 ألفا بين شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.