قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى ارتكاب مجزرة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، عقب خسائره التي تعرض لها في كمين بمخيم جباليا.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط، وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة في جباليا، فيما ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة ببيت لاهيا، استشهد فيها 93 فلسطينيا، ولا يزال 40 في عداد المفقودين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا من 5 طوابق.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري أن العمليات لا تزال مستمرة في منطقة جباليا، فرغم محاولة الجيش الإسرائيلي السيطرة، فإنه ما زال يواجه صعوبة في دخول مناطق عديدة بالمخيم.
وأشار الفلاحي إلى أن قوات الاحتلال حين تحاول التوغل في مخيم جباليا تواجه مقاومة شديدة من فصائل المقاومة، التي قامت بتفخيخ المباني بشكل دقيق.
وأوضح أن هذه التفخيخات يتم تفجيرها عند تقدم القوات الإسرائيلية، حيث وقعت القوات الإسرائيلية ضحية كمين عندما دخلت بناية مكونة من 12 طابقا، وتم تفجير جزء من البناية بين الطابقين الأول والثاني عند محاولة القوات الصعود للأدوار العليا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية فادحة.
مراقبة دقيقة
وأضاف الفلاحي أن فصائل المقاومة تراقب بدقة تحركات القوات الإسرائيلية، حيث نفذت هذه العملية بتخطيط دقيق لاستهداف القوة المتقدمة، مما يظهر إستراتيجيتها العالية في الرد على التوغلات الإسرائيلية.
كما لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يلجأ إلى استهداف المدنيين بعد تكبده خسائر في العمليات البرية، وهو ما حدث في بيت لاهيا، حيث استُشهد أكثر من 90 مدنيا نتيجة قصف مكثف.
وأكد الفلاحي أن الهدف من قصف المدنيين في مناطق جباليا وبيت لاهيا هو محاولة إجبار السكان على مغادرة هذه المناطق باتجاه الجنوب، إذ يسعى جيش الاحتلال إلى تهجير الأهالي لتسهيل عملياته العسكرية.
وأشار إلى أن فصائل المقاومة كانت قد استعدت لهذه الاحتمالات منذ وقت طويل، من خلال تفخيخ المباني التي أخلاها السكان سابقا نتيجة القصف الإسرائيلي، بهدف إعاقة تقدم الاحتلال.
وفي سياق آخر، اعتبر الفلاحي ما أعلنه قسم إعادة التأهيل لدى جيش الاحتلال من وصول عدد الإصابات إلى 12 ألف جندي منذ السابع من أكتوبر، يشير إلى حجم الخسائر الكبير الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى أن هذه الخسائر دفعت زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى دعوة الحكومة للإعلان عن الأرقام الحقيقية للخسائر التي يتكبدها الجيش، في ظل الضغوط المتزايدة على القيادة الإسرائيلية بسبب تداعيات هذه المعركة.