ارتفعت أسعار النفط والذهب بدعم من حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بالإضافة إلى خطة واشنطن لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي من النفط الخام.
النفط يرتفع
ارتفعت أسعار النفط -اليوم الثلاثاء- بعد تراجعها في الجلسة السابقة، مدعومة بخطة أميركية لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي من الخام، في ظل المخاوف الأوسع نطاقا بشأن ضعف نمو الطلب في المستقبل.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا أو 0.5% إلى 71.78 دولارا للبرميل، في وقت كتابة هذا التقرير، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.49% إلى 32 سنتا إلى 67.70 دولارا.
وانخفضت العقود الآجلة للخامين القياسيين 6% أمس الاثنين، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أول أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعد عدم مساس الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على إيران في مطلع الأسبوع بالبنية التحتية النفطية لطهران.
ومع عدم وجود مؤشرات -في ما يبدو- على أن البلدين قد يصعّدان الصراع بعد الهجوم، برزت مخاوف المستثمرين بشأن ضعف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.
وقالت الولايات المتحدة أمس الاثنين إنها تسعى لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط للاحتياطي الإستراتيجي للتسليم حتى مايو/أيار من العام المقبل، في عملية شراء لن تترك للحكومة سوى القليل من المال لشراء كميات أخرى حتى يوافق المشرعون على إتاحة مزيد من الأموال.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس “إن إس تريدنغ” -وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية- إنه “بينما تظل التوقعات بشأن الوضع في الشرق الأوسط مثيرة للقلق، فإن السوق تتوقع هدوءا مؤقتا في الضربات الانتقامية بين إسرائيل وإيران”.
وأضاف أن “الخطة الأميركية لتعزيز الاحتياطي الإستراتيجي قدمت بعض الدعم للسوق”، لكنه توقع اتجاها نزوليا في المستقبل مع اقتراب موسم ذروة الطلب على الكيروسين في الشتاء في نصف الكرة الشمالي ومع استمرار تباطؤ الطلب في الصين.
ونفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية -السبت الماضي- 3 موجات من الضربات ضد منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في أحدث تبادل للقصف بين الخصمين في الشرق الأوسط.
واستهدفت الضربة الإسرائيلية بشكل أكبر الأهداف العسكرية، الأمر الذي هدأ المخاوف من احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية أو البنية التحتية النفطية الإيرانية.
لكن التوتر لا يزال مرتفعا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي -أمس الاثنين- إن إيران “ستستخدم كل الأدوات المتاحة” للرد على الهجوم الإسرائيلي.
وحذرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن الدولي من “عواقب وخيمة” إذا أقدمت على أي أعمال عدائية أخرى ضد إسرائيل أو العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة، رجح استطلاع أولي أجرته رويترز أمس أن ترتفع مخزونات النفط الخام والبنزين الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير.
ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأميركي تقريره الأسبوعي اليوم الثلاثاء، بينما ستصدر إدارة معلومات الطاقة -الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية- تقريرها غدا الأربعاء.
الذهب يصعد
وحومت أسعار الذهب قرب مستويات مرتفعة قياسية اليوم الثلاثاء، بدعم من حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية مهمة للحصول على مؤشرات على مسار الفائدة الذي سيتبعه مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.16% إلى 2746.82 دولارا للأوقية (الأونصة)، وهو ما يقرب من أعلى مستوى قياسي لها عند 2758.37 دولارا للأوقية الذي سجلته الأربعاء الماضي.
وزادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.26% إلى 2763.10 دولارا.
ونقلت رويترز عن خبير إستراتيجيات السوق في “آي جي” ييب جون رونغ قوله: “قد تستمر الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية المقبلة في تقديم قوة دفع لمكانة الذهب كأداة تحوط ضد اضطرابات السوق، بدعم من التراجع المؤقت للدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الليلة الماضية”.
وأضاف: “في حين أن البيانات الاقتصادية القوية قد تدعم مزيدا من الصبر في عملية التيسير النقدي التي يقوم بها مجلس الاحتياطي الفدرالي، فإننا قد نتوقع أن تواصل أسعار الذهب تلقي الدعم مع استقرار توقعات (خفض) أسعار الفائدة حول مستوى أصغر يبلغ 25 نقطة أساس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”.
ولم يتبق سوى 8 أيام حتى صدور قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن تؤثر سلسلة من البيانات والأحداث المهمة على المسار الذي سيتبعه البنك المركزي الأميركي.
أحداث مهمة
وتتضمن البيانات المنتظرة هذا الأسبوع:
- بيانات الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة المقرر صدورها اليوم.
- بيانات توظيف المتوقع صدورها غدا الأربعاء.
- نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الخميس.
- تقرير الرواتب يوم الجمعة.
- بعد ذلك ستأتي الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، تقدر الأسواق احتمالات خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي بنحو 98%.
وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي يُنظر إليه أيضا على أنه أصل آمن خلال أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى:
- ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.87% إلى 33.97 دولارا للأوقية.
- زاد البلاتين 1.42% إلى 1049 دولارا.