بعد نحو شهر من اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر لقيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، تم تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً للجماعة الموالية لإيران.
ويعد قاسم من الشخصيات المؤسسة لحزب الله، المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية، إذ شغل عدة مناصب قيادية بارزة فيه، وكان عضواً في “مجلس الشورى” لثلاث دورات.
وتسلم في البداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، قبل أن يصبح رئيساً له.
وفي عام 1991، تم تعيينه نائباً للأمين العام، بعد تولي عباس الموسوي زعامة تلك الجماعة، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة. واستمر مع خلفه حسن نصر الله منذ سنة 1992 حتى تم انتخابه أميناً عاماً للحزب.
تعيين نعيم قاسم “أمينا عاما” لحزب الله
عينت جماعة حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، نعيم قاسم أمينا عاما لها ليخلف حسن نصر الله الذي قتله إسرائيل في سبتمبر الماضي.
وكان قاسم يشرف على عمل الحزب في مجلس النواب اللبناني، حيث تابع أعمال كتلة “الوفاء للمقاومة”، ونشاط النواب التشريعي والسياسي، كما تولى رئاسة هيئة العمل الحكومي، المعنية بمتابعة أعمال الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، إلى جانب متابعة نشاط وزراء الحزب في الحكومة.
كما أنه المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ بدء مشاركته في الانتخابات عام 1992.
ويعد قاسم أول عضو في القيادة العليا للحزب يدلي بتصريحات علنية بعد مقتل نصر الله.
ففي خطاب ألقاه في 30 سبتمبر، قال إن الحزب سيختار خليفة لنصر الله “في أقرب فرصة”، زاعما أن “الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة، ولأننا على قلب رجل واحد”، مشدداً على أن حزب الله سيواصل قتال إسرائيل “مساندة لغزة وفلسطين”.
كلمة نعيم قاسم تثير تساؤلات عن “فصل الربط” بين لبنان وغزة
ونقلت رويترز عن مسؤول في الحكومة اللبنانية “لم تسمه” قوله إن “حزب الله عدل عن موقفه بسبب مجموعة من الضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للأفراد من الدوائر الانتخابية الرئيسية”، حيث يعيش أنصار الجماعة الشيعية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي خطاب له في 8 أكتوبر، صرّح قاسم بأن الصراع مع إسرائيل هو “حرب حول من يبكي أولاً”، مؤكداً أن “حزب الله لن يبكي أولاً”، لكنه أشار إلى دعم الحزب لجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري – أحد أبرز حلفاء حزب الله – في التوصل لوقف لإطلاق النار.
وكانت هذه المرة الأولى التي يتجنب فيها ذكر أي اتفاق هدنة في غزة، كشرط مسبق لوقف إطلاق النار ضد إسرائيل.
وجاء هذا الخطاب المتلفز، بعد أيام من تقارير عن استهداف إسرائيل للشخصية البارزة في الحزب هاشم صفي الدين، وبعد نحو 11 يوماً من مقتل نصر الله.
يشار إلى قاسم كان قد ولد بمنطقة البسطا التحتا في بيروت، في فبراير 1953. وينحدر من بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح جنوبي لبنان، وهو متزوج ولديه 6 أبناء، هم 4 ذكور وابنتان.
إسرائيل تؤكد مقتل القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين
أكد الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه خليفة الأمين العام السابق حسن نصرالله الذي قتلته إسرائيل في قصف جوي على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الجماعة في 27 سبتمبر الماضي.
والتحق عام 1971 بالجامعة اللبنانية – كلية التربية، حيث درس الكيمياء باللغة الفرنسية. كما واصل دراساته الدينية لدى عدد من المشايخ.
وحصل على شهادة الماجستير في الكيمياء عام 1977، وعمل كمدرّس للمرحلة الثانوية في المدارس الرسمية لمدة 6 سنوات، وفي ذات الوقت واصل دراسته في الحوزات إلى جانب نشاطه الديني.
وساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” خلال دراسته الجامعية في أوائل السبعينيات، كما شارك في تأسيس حركة “أفواج المقاومة اللبنانية” (أمل) بقيادة موسى الصدر عام 1974، حيث شغل منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي، ثم تولى مسؤولية العقيدة والثقافة، ليصبح أحد الأعضاء الأساسيين في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الصدر. وفي فبراير 1979، استقال من حركة “أمل”.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023، إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل، بدأ حزب الله المدعوم من إيران بإطلاق النار عبر الحدود على إسرائيل، في إطار دعم الحركة الفلسطينية، المصنفة إرهابية أيضا في الولايات المتحدة.
وبسبب الاشتباكات عبر الحدود، نزح عشرات الآلاف على جانبي الحدود في البلدين. وقد وضعت إسرائيل “إعادة النازحين” إلى مناطقهم شمالي البلاد، ضمن أهداف الحرب، ووسعت من غاراتها على لبنان وشنت توغلا بريا “محدودا” هناك لمواجهة حزب الله.