نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار بالمؤسسة الأمنية قولهم إن العملية البرية في جنوب لبنان في مراحلها النهائية، ويتوقع إنهاء المناورة البرية خلال أسبوع أو أسبوعين.
في تعليقه على هذا التطور، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في لبنان- إن حزب الله اللبناني لا يمكنه أن يأخذ التصريحات الإسرائيلية على محمل الجدية، لأنها قد تكون جزءا من عملية تمويه ومخادعة من جيش الاحتلال، ليقوم بعدها بعملية كبيرة ضد الحزب.
وفي اعتقاد الفلاحي، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح المعركة مع حزب الله، لكنه لن يستطيع أن يوقفها بدون أن تكون الكفة متوازنة بين الطرفين.
وعن ضبابية الأهداف الإسرائيلية من الحرب في لبنان، أشار العقيد الفلاحي إلى أن جيش الاحتلال عندما بدأ عمليته العسكرية، قال إنه يريد إعادة سكان الشمال إلى مناطقهم، ولكنه لاحقا بدأ يطرح أهدافا جديدة، منها الوصول إلى نهر الليطاني والسيطرة على المرتفعات التي تتواجد على مسافة 5 كيلومترات، ونزع سلاح حزب الله.
وظل جيش الاحتلال يراهن على بنك الأهداف المتعلق بمنظومة القيادة والسيطرة في حزب الله، لكنه بدأ يتراجع عن أهدافه، بعد أن رأى صواريخ حزب الله تصل إلى حيفا وتل أبيب ومناطق في الداخل الإسرائيلي، وبعد أن تيقن أن العملية العسكرية البرية فشلت في إنجاز التقدم المطلوب.
وفي ظل الخسائر التي يتعرض لها الجنود والضباط، فإن الجيش الإسرائيلي -يواصل العقيد الفلاحي- لن يستطيع تحمل الفاتورة الكبيرة للحرب، خاصة أنه لم يتوغل بعد في الأراضي اللبنانية، حيث تنتظره المعركة التي يريدها حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق مقتل شخصين في مجد الكروم بـالجليل، وذلك بعد مقتل 10 عسكريين وإصابة أكثر من 20 آخرين في لبنان في يوم واحد وصفته إسرائيل بالصعب، حيث قال حزب الله إنه استهدف 4 دبابات ميركافا إسرائيلية، وأطلق عشرات الصواريخ.
ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن حزب الله بدأ يستعيد إمكانياته القتالية، ويحاول أن يفرض واقعا جديدا في حربه مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتشن إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي عدوانا بريا وجويا موسعا على لبنان، وتحاول التوغل في جنوبه بعد عام من مواجهات حدودية اندلعت على وقع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.