تصوير: ماجد عسيري
أسهمت الحالات المطرية المتتابعة التي شهدتها محافظة الطائف خلال الفترة الماضية، والتي ما زالت تتواصل على أنحاء متفرقة من المحافظة، في ازدهار بيئي مميز بجميع المواقع، خصوصًا المرتفعات السياحية في الهدا والشفا، والمرتفعات على طول طريق الجنوب، وزادت الأمطار من جمال العروس، وتسببت في فوحان وردها المتفرد، والذي اشتمه الأهالي والعاشقون لهذه العروس، ليبقى جاذبًا ومشوقًا لمن هم خارج الطائف، والذين يشهدون هذه الأجواء، ويتمنون أن يستمتعوا بها.
وتجلت الطبيعة الخلابة في المناطق البرية والجبلية بطيف متنوع من النباتات العطرية المزهرية، وألوانها المختلفة وروائحها الزكية، مكونة واحات خضراء تأسر الأنظار ومتزيِّنة بالشجيرات والينابيع وبرك المياه العذبة التي جعلت منها مبعثًا للحياة ومقصدًا لمعظم زائري المحافظة من مختلف الجنسيات؛ للاستمتاع باللوحة التشكيلية الفنية.
التي زُيِّنَت ورُسِمَت بالمطر، حيث تزهو الأرض باللون الأخضر متناسقًا مع “السعودية الخضراء”، حيث أصبحت الطائف المدينة الخضراء الذي غطت الأودية والتلال، وأكسبها نموًا متزايدًا.
فيما دعت أمانة الطائف الأهالي والزوار إلى متابعة أطفالهم، وتحذيرهم من الاقتراب من المستنقعات والبرك المائية التي تخلفها الأمطار بالمواقع السياحية والأماكن البرية حفاظًا على أرواحهم.
وعززت الأمانة وجود فرقها الميدانية في جميع المحاور الرئيسة للتعامل مع آثار الأمطار والسيول، وسرعة إزالة الشوائب والرواسب الصلبة التي تحملها السيول بالأودية لضمان كفاءة أداء عبارات التصريف المفتوحة والصندوقية.
كما تواصلت جهود الأمانة لإنشاء وتحسين شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول عبر تنفيذ دراسات استراتيجية وهيدرولوجية، وإنشاء قنوات تصريف سيول، وشبكات لتصريف مياه الأمطار، وتنفيذ عبارات مع إجراء التأهيل البيئي للأودية، وذلك للارتقاء بجودة الخدمات البلدية المقدمة في المحافظة عن طريق تحسين مستوى تغطية وجودة الشبكة القائمة دعمًا لجهود حماية الأهالي والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الأمطار والسيول.
وقد تولت أمانة الطائف بالتنسيق مع الجهات المختصة معالجة سائر التجمعات المائية والمستنقعات في مواقع متفرقة عقب الحالات المطرية المتتالية التي تشهدها المحافظة.
وعملت الأمانة على تجفيف المستنقعات التي كوّنتها الأمطار، بالإضافة إلى المعالجة الكيميائية للمياه المتجمعة حتى لا تتحول إلى بؤر لتكاثر الحشرات، وكثفت فرق الصحة العامة للأمانة أعمال الرش بالأحياء مع ردم البرك التي شكلتها الأمطار وبقايا السيول، وحرصت على تعزيز المعالجة الميكانيكية والحيوية في العديد من المواقع والأماكن الرطبة.
وهناك أكثر من 50 فرقة مختصة تعمل على احتواء آثار الأمطار الغزيرة خلال الحالة المطرية، تعمل وفق خطة الأمطار والسيول، وتستنفر جميع إمكاناتها لمجابهة أي حالات طارئة أثناء هطول الأمطار، ومتابعة أداء قنوات التصريف ومضخات المياه بالأنفاق، وتنتشر جميع معدات سحب مياه الأمطار والتجمعات المائية في الميدان وتوزيع فرق العمل بنطاق المحافظة، وتشغيل معدات وآليات الكسح والشفط وفتح الطرق التي تتأثر بالأمطار والسيول في المراكز والقرى على الفور.
وتعمل فرق ميدانية مع 6 فرق للطوارئ على مباشرة البلاغات التي تتلقاها الأمانة من المواطنين والمقيمين، ومعالجة جميع المواقع وفق خطة الاحتواء الميدانية، مع سحب تجمعات المياه من المواقع غير المخدومة بشبكة تصريف مياه السيول والأمطار، على الأرواح وردم العديد منها.
كما تقوم فرق العمل الميدانية بإزالة الرواسب المعيقة لتدفق المياه في مناهل التصريف، ومتابعة كفاءة أداء قنوات شبكة درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار بالأنفاق والشوارع الرئيسة والفرعية والتقاطعات والميادين وصولاً لخارج المدينة.
وأهالت الأمانة بالمواطنين والمقيمين المحافظة على سلامتهم بالابتعاد عن المناطق المنخفضة أثناء هطول الأمطار وجريان السيول، وأماكن تجمّعات المياه وبطون الأودية، وحذرت من الاقتراب من مصادر الكهرباء في الحدائق والمرافق العامة وقت هطول الأمطار حفاظًا على الأرواح والممتلكات، فيما نسقت مع المقاولين والاستشاريين بالمشروعات البلدية اتخاذ التدابير والاحتياطات الضرورية كافة، والتقيد بإجراءات السلامة في المواقع الإنشائية أثناء الحالة المطرية المتوقعة، والتواصل مع مركز البلاغات البلدية الموحد 940 عند وجود أي ملاحظات أو شكاوى.