وفقا للحصيلة الأولية التي أعلن عنها وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا قتل 4 أشخاص وأصيب 14، من جراء الهجوم الذي استهدف مجمع الصناعات الجوية والفضائية في منطقة كهرمان كازان بالعاصمة أنقرة.
ونفذ الهجوم مسلحون لم تحدد هويتهم حتى الآن، وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها صحفيون أتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيف اقتحم 3 منهم حرم مجمع الصناعات الدفاعية، ومن ثم بدأوا بإطلاق النار على موظفين أثناء تبديل الورديات.
وقال يرلي كايا أمام الصحفيين ومن موقع الحادث إن “جهودهم مستمرة للتعرف على الإرهابيين”، مضيفا: “بمجرد معرفة هوياتهم، سنكشف عن المنظمة الإرهابية التي تنتمي إليها”.
وأوضح أن 3 من الجرحى البالغ عددهم 14 بحالة خطرة.
كما أعلن يرلي كايا أنه تم “تحييد” اثنين من المهاجمين، وهما رجل وامرأة.
ما مجمع الصناعات الجوية والفضائية؟
ويقع المجمع، أو كما يعرف أيضا بشركة الصناعات الجوية التركية (TUSAŞ) على بعد 40 كيلومترا من العاصمة أنقرة.
وتأسس في يونيو 1973 بهدف تقليل الاعتماد الخارجي لتركيا في صناعة الدفاع، بحسب وسائل إعلام تركية.
وعلى مدى السنوات الماضية لعبت هذه المنشأة دورا حيويا في قطاع الطيران والدفاع بتركيا، وتتم في داخلها عملية إنتاج وتطوير طائرات بدون طيار ومروحيات وأنظمة فضاء.
ومن بين الطائرات من دون طيار التي يتم إنتاجها داخل منشآت كهرمان كازان ANKA وAksungur، والمروحية الهجومية المعروفة باسم “أتاك”.
ردود أفعال
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته في منشوره على “إكس”: “نقف إلى جانب تركيا”، وذلك في تعليقه على الهجوم الذي لم تتضح كامل تفاصيله حتى الآن.
كما أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عن تعازيه قبل لقائه مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في محادثات على هامش قمة “بريكس” في كازان.
أما داخليا فقد قرر رئيس حزب “الشعب الجمهوري” أوزغور أوزيل، الذي كان في ديار بكر في إطار جولته في جنوب شرق البلاد، عقد اجتماع استثنائي للمجلس التنفيذي المركزي لتقييم التطورات.
كما دان زعيم حزب الخير، موسافات درويش أوغلو، الهجوم، وقال: “أعرب مرة أخرى أننا سنواصل معركتنا حتى اللحظة الأخيرة ضد الإرهابيين الذين هم أعداء تركيا، ويهددون وحدة بلادنا وأمنها ومستقبلها”؟
ووصف نائب رئيس مجموعة حزب الديمقراطية والمساواة الكردي، سيزاي تيميلي، في بيانه أمام البرلمان، الهجوم بأنه “استفزاز”.
وفي إشارة إلى تصريح زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، بشأن مبادرته تجاه عبد الله أوجلان، قال تيملي: “هناك نقاش مهم للغاية يدور في هذا البلد منذ أيام. وتستجيب معظم هذه المناقشات لتوقعات المجتمع التركي”.
وتابع: “بينما يحاول المجتمع التركي التخلص من الحرب والعنف والوفيات لفترة طويلة، فإننا نواجه مثل هذا الحدث. التوقيت مهم، والاستفزاز واضح من جميع الجهات”.
وكان حليف إردوغان القومي، باهتشلي، وجه مبادرة استثنائية غير مسبوقة لمؤسس “العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، أمس الثلاثاء.
وطالبه بموجب المبادرة بإلقاء خطاب داخل البرلمان والإعلان عن “إنهاء الإرهاب” مقابل الحصول على “حق الأمل”، وهي المادة الثالثة التي تنص عليها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.