جاكرتا- أدى الرئيس الإندونيسي المنتخب الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو (73 عاما) اليمين الدستورية، اليوم الأحد، ليصبح الرئيس الثامن لإندونيسيا، تحت قبة مجلس الشعب الاستشاري بجاكرتا في ظل حضور رسمي إقليمي ودولي واسع، بعد نحو 8 أشهر من الانتخابات التي فاز فيها بـ58.58% من الأصوات، وسط نقاشات بشأن ما ستكون عليه السياسة الخارجية للبلاد في عهد الرئيس الجديد.
وأدى اليمين الدستورية مع سوبيانتو نائبه المنتخب غيبران راكا بومينغ راكا (37 عاما) الذي كان واليا لمدينة صولو، وهو نجل الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو.
وحضر المراسم ممثلون عن أكثر من 40 دولة آسيوية وغربية وعربية، من رؤساء دول وحكومات ونوابهم ووزراء ومبعوثين خاصين، في ظل اهتمام إقليمي ودولي بانتقال السلطة في إندونيسيا من الرئيس المنتهية ولايته إلى سوبيانتو الذي شغل منصب وزير الدفاع في النصف الثاني من عهد سلفه وحليفه ويدودو.
فلسطين حاضرة
وفي الكلمة الأولى التي ألقاها الرئيس سوبيانتو عقب أدائه اليمين الدستورية، أكد أن بلاده لا تعادي أحدا، ولا تريد الانضمام لأي حلف أو تكتل عسكري، بل تسعى للصداقة مع كل الدول، والالتزام بحسن الجوار مع الجميع، وأن إندونيسيا لا تريد أن تتسبب بالضرر لأي دولة، لكنها لن تسمح لأحد بأن يمسّ مصالح شعبها.
وأردف قائلا إن مبدأ بلاده هو معاداة الاستعمار ورفض العنصرية وسياسات الفصل العنصري، لأن الإندونيسيين عانوا من الاحتلال والعنصرية في تاريخهم، مؤكدا مبدأ بلاده بالتضامن مع الشعوب المظلومة في أنحاء العالم.
وأضاف أن ذلك هو المنطلق الذي يجعل إندونيسيا تؤيد استقلال الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى إرسال حكومة سلفه الرئيس جوكو ويدودو المساعدات إلى فلسطين، وأن فرقا طبية إندونيسية حاضرة في غزة، وقال إن إندونيسيا مستعدة لإرسال مزيد من المساعدات ولاستقبال الجرحى والأطفال الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمته بعد كلمة سبقته في الجلسة نفسها لأحمد موزاني، رئيس مجلس الشعب الاستشاري، الذي أدار مراسم أداء اليمين الدستورية، إذ قال إن المشهد الدولي يزداد تعقيدا، ومن ذلك قضية نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله.
وقال موزاني “ندرك أن قضية فلسطين ليست قضية إقليمية، بل هي قضية إنسانية تستحق دعمنا واهتمامنا جميعا، وأن الشعب الإندونيسي الذي يثمّن عاليا قيم العدالة والإنسانية يرى أن لإندونيسيا مسؤولية أخلاقية في دعم نضال الشعب الفلسطيني من خلال الدبلوماسية الفاعلة بالصوت الداعم للمستضعفين، وأن تحشد إندونيسيا المجتمع الدولي دعما لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه”.
ودعا موزاني -مخاطبا الرئيس الجديد برابوو سوبيانتو تحت قبة مجلس الشعب- إلى مواصلة التزام إندونيسيا بتأييد الشعب الفلسطيني، وأن يكون ذلك عنصرا أساسيا في السياسة الخارجية للبلاد.
ويعد التعامل مع القضية الفلسطينية تحديا رئيسًا في السياسة الخارجية لإندونيسيا بوصفها كبرى الدول الإسلامية، والغالبية الساحقة من الشعب الإندونيسي متضامنة مع الشعب الفلسطيني، وهو بعد مهم داخليا للرئيس الإندونيسي أيضا، على اعتبار أن هذه القضية ذات شعبية واسعة بين الإندونيسيين.
جهد دبلوماسي
وبعد أن ظلت ريتنو مرسودي تشغل منصب وزيرة الخارجية خلال 10 سنوات مضت، عين الرئيس برابوو -ضمن قائمة وزرائه ونوابهم التي أعلن عنها مساء اليوم الأحد- نائب رئيس حزبه (حركة إندونيسيا العظمى) سوغيونو (45 عاما) وزيرا للخارجية، وكان يشغل قبل ذلك نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، وهو من خلفية عسكرية قبل انضمامه لحزب الرئيس والبرلمان.
وعين معه ثلاثة نواب لوزير الخارجية، وذلك لأول مرة في عرف الوزارة، أحدهم لشؤون العالم الإسلامي، وهو أنيس متى، رئيس حزب “موجة الشعب” الإندونيسي، والنائب الثاني هو أرماناثا ناصر، سفير إندونيسيا لدى الأمم المتحدة، وهو دبلوماسي في الخارجية الإندونيسية منذ نحو 20 عاما، وثالث هو عارف هافاز أوغروسينو، سفير إندونيسيا لدى ألمانيا.
وكان الرئيس سوبيانتو قد انطلق بجهد دبلوماسي قبل تسلمه الرئاسة اليوم، فقام بزيارات كثيرة خلال الفترة “الانتقالية” التي امتدت نحو 8 أشهر، وهو ما لم يقم به رئيس منتخب آخر قبله.
وأجرى سوبيانتو جولات أظهرت سعيه إلى الانفتاح في علاقاته مع القوى الإقليمية والدولية المختلفة، بسياسة تسعى للتوازن لا الميل إلى محور دون آخر، وما يسّر له ذلك علاقاته الشخصية بالعديد من زعماء الدول في أنحاء العالم، منذ أن كان في الجيش قبل أكثر من عقدين، وبعد أن أسس حزبه حركة إندونيسيا العظمى عام 2008، وخلال مشاركاته الانتخابية المتكررة، وكذلك خلال شغله منصب وزير الدفاع طوال 5 سنوات ماضية.
ومما ساعده على ذلك إتقانه لعدد من اللغات الأجنبية وفي مقدمتها الإنجليزية، وهي مهارة تواصلية مهمة يفتقدها سياسيون آسيويون آخرون في مناصب مهمة.
كانت أولى الدول التي زارها برابوو سوبيانتو الصين حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جانب وزراء في حكومته، ثم توجه إلى اليابان والتقى رئيس الوزراء الياباني آنذاك كيشيدا فوميو ووزراء في حكومته، كما زار تركيا والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان ووزراءه، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، والرئيس الفرنسي في باريس، وزار صربيا وألبانيا.
وفي جنوب شرق آسيا، زار ماليزيا وسنغافورة وتايلند وفيتنام وسلطنة بروناي دار السلام وكمبوديا ولاوس، كما زار أبو ظبي والدوحة، وشارك في منتدى قطر الاقتصادي قبل شهور والتقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى الأردن حيث مثل إندونيسيا في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية تجاه غزة.
وكان قبل ذلك زار واشنطن والتقى وزير الدفاع لويد أوستن في البنتاغون، واستقبل في الأكاديمية العسكرية الإندونيسية -بمدينة ماغلانغ- نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد دونالد مارليس قبل أسابيع، حيث وقعا على اتفاقية تعاون دفاعي بين البلدين.
التحديات
توقع هاريانتو أريو ديغونو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بريسدينت بمحافظة بيكاسي الإندونيسية، أن تواصل إندونيسيا موازنتها في علاقاتها بين الصين شرقا والولايات المتحدة غربا، مشيرا إلى ترقبه سعي الرئيس الجديد برابوو سوبيانتو لإبقاء التوازن ميزة أساسية في العلاقات الدولية لبلاده، مراعاة للمصالح الوطنية.
وأشار إلى ما واجهته إندونيسيا أواخر التسعينيات من عقوبات أميركية إثر أحداث انفصال تيمور الشرقية والتحول السياسي في تلك المرحلة، وأن ذلك منح جاكرتا درسا في ضرورة الحفاظ على علاقة متوازنة بجميع القوى وليس الاعتماد على علاقة بمحور دون آخر، وهذا ما أظهرته جولات الرئيس المكوكية لدول مختلفة شرقا وغربا، وهو معنى يدركه سوبيانتو كقائد عسكري سابق، وفق أريو ديغونو.
وعن شخصية الرئيس الجديد، يقول أريو ديغونو -للجزيرة نت- إنه رغم خلفيته العسكرية، فإن العقلية التجارية والاقتصادية ليست بعيدة عنه ابتداء من والده الراحل وإخوته وتجربته الشخصية خلال العقود الماضية، وهذا ما سيثري قراراته وتوجهاته، خاصة أنه قطع على نفسه وتحالفه وعودا انتخابية سيحتاج للعمل على الإيفاء بها، من خلال العلاقات الدولية والاستثمارات والتبادل التجاري.
ويرى الأكاديمي أنه من الضروري أن تحافظ إندونيسيا على علاقات متوازنة لسبب آخر هو الأمن الغذائي والاقتصادي والاستقرار الجيوسياسي للأرخبيل الكبير، وهذا هو التحدي الذي يواجهه أي رئيس لإندونيسيا، إلى جانب إشكالية حاضرة في بحر جنوب الصين أو بحر ناتونا الشمالي من الجهة الإندونيسية، وهنا يكمن الاختبار في كيفية ألا تنزلق إندونيسيا في أتون صراع مع الصين كما تريد ذلك دول منافسة للصين.
ويشير إلى ثقة بكين بإندونيسيا واقتصادها واستقرارها الاجتماعي، فبعد أكثر من 26 عاما من الأحداث الدامية عام 1998، التي أدت إلى سقوط الرئيس الأسبق محمد سوهارتو وحدوث تغيير سياسي، ليس هناك بين أغلبية النخب السياسية والإعلامية في الصين -حسب قراءته- اعتقاد بوجود معاداة عرق أو إثنية معينة.
ويضيف أريو ديغونو أن النخب الصينية تدرك حصول تغييرات كثيرة في إندونيسيا، وأنها بلد منفتح، لكن المشكلة الحقيقية هي الفوارق الاقتصادية، ولهذا فإن الاستثمارات الصينية لن تتوقف في عهد الرئيس سوبيانتو كما كانت في عهد الرئيس السابق ويدودو، فالشركات الصينية تتطلع للتوسع وزيادة حضورها في الجزر الإندونيسية، على حد قوله.
وبحسب الأكاديمي الإندونيسي، فإن تحديا إقليميا آخر سيواجه سوبيانتو، وهو ضرورة أن تفعّل جاكرتا دورها في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تمر باختلافات بين دولها بشأن قضايا عديدة منها التعامل مع القضية الفلسطينية والحرب الدائرة هناك، وكذلك الصراع الدائر داخل ميانمار منذ أكثر من 3 أعوام، وذلك يستدعي أن تحافظ آسيان على مركزيتها واستقلالها وأن يصب ذلك في سلم المنطقة واستقرارها، وألا تكون الرابطة تحت ضغط أي من القوى الدولية.
البراغماتية ودول الجنوب
يطرح أكاديميون عديدون تساؤلات، ومنهم أسرا فيرجيانيتا رئيسة قسم العلاقات الدولية في جامعة إندونيسيا، عن مدى “براغماتية” دبلوماسية الرئيس الجديد وكيف ستؤثر على فاعلية العلاقات الخارجية للبلاد والمصالح على المدى البعيد، وكيف يمكن أن تقيم التجربة السابقة في السنوات العشر الماضية من أجل أن يكون للدبلوماسية الإندونيسية تأثير أكبر.
وقالت فيرجيانيتا إنه يصعب القول إن السياسية الخارجية ستختلف كليا عما كانت عليه سابقا، لكن مستوى “البراغماتية” قد يكون متباينا، وهذا يعتمد على قراءة الحكومة الجديدة للواقع الجيوسياسي والجيو اقتصادي اليوم.
وأضافت -في حديث للجزيرة نت- أنه بينما يحظى المحوران الصيني والأميركي بالتركيز عليهما، فإن هناك إمكانات كثيرة يمكن الاستفادة منها خارج هاتين القوتين، وأن السردية التي يتحدث عنها الرئيس سوبيانتو بخصوص العلاقات الخارجية تشير إلى النظر لمصالح الشعب، متسائلة عن أسلوب الرئيس الجديد وحكومته في تعزيز موقف إندونيسيا الإستراتيجي باعتبارها “قوة متوسطة” بين القوى، وكيف يمكن أن تستفيد من التنافس الأميركي الصيني.
كما تأمل فيرجيانيتا أن يقوّي الرئيس الجديد من علاقات إندونيسيا بدول الجنوب، بينما تظل التساؤلات عن الإستراتيجية الخاصة بهذا الشأن، وكيف يمكن أن تنعكس السياسة الخارجية للدولة على المواطن بالنفع، بما في ذلك الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الأجنبية، حيث يعد هذا الأمر مجال نقد وجدل واسعين، داعية إلى أن يكون للحكومة إستراتيجية أكثر وضوحا لتحركاتها الخارجية.
وقالت الأكاديمية إن شخصية القادة السياسيين وتصوراتهم لا بد أن تؤثر على السياسة الخارجية للدولة، وتأمل هنا أن يقوم الرئيس سوبيانتو بدور أكثر فاعلية على الساحة الدولية، مع الأخذ بالاعتبار حساسية بعض المواضيع كقضية الصراع العربي الإسرائيلي، وأن ترسخ إندونيسيا دبلوماسية الحوار وبناء الثقة بين الدول وأن تبعد الصراعات عن منطقة جنوب شرق آسيا.
العلاقات مع أميركا
في حوارها الأخير مع مجلة تمبو الإندونيسية، قالت السفيرة الأميركية لدى إندونيسيا كمالا شيرين الخضير إن علاقة بلادها مع الرئيس الإندونيسي الجديد تمتد إلى سنوات حتى قبل أن يتقلد منصبه وزيرا للدفاع منذ عام 2019، مؤكدة قوة هذه الأواصر مع برابوو سوبيانتو.
يأتي هذا في وقت ارتقت فيه العلاقات بين جاكرتا وواشنطن إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تشمل الجوانب الاقتصادية، وتحسن التعاون العسكري في السنوات الأخيرة، إلى جانب الإمكانات الواسعة في المجال التعليمي، ويشار هنا إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى سنوات الاستقلال الأولى، وتجاوزت 75 عاما.
وتشترك إندونيسيا مع الولايات المتحدة ودول عديدة في المنطقة في تفاصيل تصورها الإستراتيجي لما بات يعرف بمنطقة المحيطين الهندي والهادي، لكنها لا تريد الانضمام إلى أي من التكتلات العسكرية أو التجمعات التي تشترك فيها واشنطن مع حلفائها الإقليميين، كرباعية الحوار الأمني للولايات المتحدة مع اليابان والهند وأستراليا.
وعندما طُرحت في طوكيو فكرة إنشاء تكتل يشبه الناتو في آسيا، وجد ذلك رفضا إعلاميا واضحا في جاكرتا، لأن دول آسيان تريد علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا ومختلف القوى والدول، تنويعا لشركائها التجاريين والاقتصاديين.
ريادة رابطة آسيان
وتتوقع أوساط سياسية وإعلامية إندونيسية أن يكون النهج الدبلوماسي لسوبيانتو أكثر نشاطا وفاعلية على الساحة الدولية من سلفه ويدودو الذي لم يشارك في أي من الدورات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال عقد من حكمه، رغم أن بلاده حظيت بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن في عهده عام 2019، واستضافت بنجاح قمتي مجموعة العشرين عام 2022 وآسيان عام 2023.
وعندما لم يشارك الرئيس المنتهية ولايته في آخر قمم رابطة آسيان قبل نحو أسبوعين في لاوس، لم تتردد صحيفة جاكرتا بوست في انتقاده في كلمتها التحريرية، قائلة إنه يفترض ألا يفوّت رئيس إندونيسيا -وهي أكبر أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا- أيا من قمم “آسيان”.
واعتبرت الصحيفة أنه من المفترض أيضا أن يكون اهتمام إندونيسيا أكبر باجتماعات المنظمة، خاصة أن قمم آسيان الأخيرة تجمع قادة دول كبرى في جلساتها الموسعة والمعروفة بقمم شركاء آسيان وقمة شرق آسيا، ولأن آسيان المحور الأول في دبلوماسية إندونيسيا، إضافة إلى افتراض كون هذه القمة “لقاء وداع” بين ويدودو ونظرائه من قادة دول الجوار بعد 10 سنوات من ترؤسه وفود إندونيسيا في قمم آسيان.
وقد كان واضحا احتفاء وترحيب الرئيس الجديد سوبيانتو بضيوفه الأجانب من قادة وممثلي الدول الذين حضروا في مجلس الشعب الاستشاري اليوم ليشهدوا تأديته اليمين الدستورية، فقد وقف لاستقبالهم قبل الجلسة، وحرص على ذكر أسمائهم جميعا ضمن كلمة مطولة لم يغفل فيها بعد العلاقات الدولية.
وأكد سوبيانتو في كلمته إدراكه للتحديات الحاضرة في الساحة الدولية، وأن إندونيسيا منحت نعما كثيرة وثروات طبيعية ذات أهمية لتأمين العيش في القرن الحادي والعشرين، لكن في المقابل هناك تحديات ومصاعب وأخطار يجب مواجهتها والاستعداد لها، حسب ما ذكر.
ودعا الشعب الإندونيسي إلى التحلي بالشجاعة، وأن يواصل إنجازات وبطولات أسلافه، وأن تستعد بلاده لأي أخطار أو مصاعب في ظل حروب دائرة في أنحاء العالم يمكن أن يتسع أثرها وتمتد أزماتها.