يحتفل العالم اليوم (الأول من أكتوبر/تشرين الأول) باليوم العالمي للقهوة. وبهذه المناسبة نجيب عن التساؤلين: هل إضافة الحليب للقهوة مضر أم مفيد؟ وهل القهوة مهددة بالانقراض؟
القهوة والحليب
بالنسبة للسؤال “هل إضافة الحليب للقهوة مضر أم مفيد؟”، فالجواب أنه مفيد، إذ وفقا لدراسة نشرت في يناير/كانون الثاني هذا العام فإن دمج القهوة مع الحليب قد يكون له تأثيرات مضادة للالتهابات.
والبوليفينول الموجودة في القهوة هي مجموعة من الجزيئات الموجودة في النباتات والأطعمة المشتقة منها، ولها مجموعة من الفوائد الصحية المعروفة بسبب نشاطها المضاد للأكسدة.
ومن المعروف أنها ترتبط بالأحماض الأمينية -اللبنات الأساسية للبروتينات- التي توجد أيضا في الأغذية مثل الحليب، ويمكن أن تعزز تأثيراتها المضادة للأكسدة.
وأظهر فريق من الباحثين الآن أنه عندما ترتبط مادة البوليفينول بالحمض الأميني الموجود في الحليب، يتم تعزيز التأثيرات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات في خلايا الفئران في المختبر.
وأحد الأسباب التي تجعل الأطعمة المشتقة من النباتات توفر بعض الفوائد الصحية، مثل الحماية من السرطان وأمراض القلب التاجية والالتهابات، هو وجود مادة البوليفينول.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كوبنهاغن، ونشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، وكتب عنها موقع ميديكال نييوز تودي.
كيف تتفاعل مادة البوليفينول مع الحليب؟
البوليفينول هو المصدر الأكثر وفرة لمضادات الأكسدة في نظامنا الغذائي ويعتقد أنه يقلل من الإجهاد التأكسدي -الذي يرتبط بالسرطان والشيخوخة- في الجسم، والذي يحدث بشكل طبيعي.
وتساهم هذه المادة في مكافحة عملية الشيخوخة كما أنها مضادة للالتهابات. ويعتقد أن هذا التأثير يحدث لأن مادة البوليفينول تقلل من الإجهاد التأكسدي، مما يمكن أن يساعد في إبطاء الالتهاب وبالتالي الشيخوخة.
والقهوة هي مصدر للبوليفينول، ومن المعروف أنه يمنع أكسدة البروتين الدهني، الذي يعمل مثل الكوليسترول لأنه لزج ويمكن أن يضيق ويسد الأوعية الدموية.
ويُعتقد أن تثبيط أكسدة البروتين الدهني يمنع هذا التأثير، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هل تنقرض القهوة؟
يهدد تغير المناخ زراعة القهوة، ويكافح قطاع صناعة القهوة -من المزارعين إلى تجار القهوة- من أجل إيجاد حلول، لكن الوقت يمر سريعا، وذلك وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
ويضع تغير المناخ قطاع القهوة على مستوى العالم أمام مشكلات كبيرة، ويمكن أن يحول أحد المشروبات المفضلة لدى كثير من الناس إلى سلعة فاخرة.
وتقول زوفي فون لوبين من معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تغير المناخ “هناك دراسات تتنبأ بأنه بحلول عام 2050 ستتقلص المساحات الملائمة لزراعة القهوة بمقدار النصف”، مضيفة أن هذا يمس بشكل خاص دولا مثل فيتنام والبرازيل، أكبر منتجين للقهوة في العالم.
وترى فون لوبين أن سبب التحديات يكمن في نبات القهوة نفسه، حيث قالت “إنه نبات صغير حساس تماما، فهو لا يحب أن يكون الطقس ساخنا للغاية أو جافا للغاية أو رطبا للغاية. إنه يحتاج إلى ظروف ظل محددة للغاية وتربة غنية بالمغذيات”، موضحة أن التغييرات الطفيفة لها بالفعل تأثير مباشر على إنتاجية حبوب القهوة وجودتها.
ودللت فون لوبين على ذلك بمثال القهوة العربية (أرابيكا)، التي تمثل حوالي 60% من السوق العالمية، وأوضحت أن هذا النوع من القهوة ينمو على نحو مثالي في درجة حرارة تتراوح بين 18 و22 درجة مئوية.
وقالت “درجات الحرارة المرتفعة تضع ضغطا شديدا على النبات ويمكن أن تلحق الضرر به”، مضيفة أن العواقب يمكن أن تتمثل في نضج ثمرة القهوة بصورة أسرع من نمو الحبة الموجودة بداخلها.
ويؤكد هولجر برايبيش، المدير التنفيذي للاتحاد الألماني للقهوة في هامبورغ، أن “القهوة منتج حساس للغاية، تنمو فقط في مناطق محددة للغاية من العالم، فيما يسمى بحزام القهوة حول خط الاستواء”.
ويشير إلى أنه من أجل تأمين المناطق الزراعية هناك، اعتمد المزارعون على الزراعة المختلطة، أي الزراعة المترافقة لأشجار القهوة مع غيرها من النباتات، موضحا أن هذا يوفر حماية أفضل من الرياح والشمس.
كما يوضح برايبيش أن هناك نهجا آخر يتمثل في تطوير أنواع جديدة أكثر مقاومة للتغيرات المناخية.
وتدور أبحاث فون لوبين حول تحسين النوع النباتي، وتقول “القهوة، رغم كونها واحدة من المحاصيل الأكثر قيمة في العالم، فإنها أيضا واحدة من أكثر المحاصيل غير المستكشفة”، موضحة أن الجزء الأكبر من استهلاك القهوة قائم على نوعين فقط، وهما “أرابيكا” و”روبوستا”.
ووفق بيانات الباحثة، فإن هناك “حوالي 130 نوعا من أنواع القهوة البرية المعروفة لنا في الطبيعة”، مشيرة إلى أن بعضها على سبيل المثال أكثر مقاومة للحرارة أو لبعض الآفات، وبالتالي يمكن زراعتها مباشرة أو استخدامها في تطوير أنواع هجينة.
في المقابل أكدت الباحثة أن هذا ليس حلا سريعا، حيث يستغرق نبات القهوة 3 سنوات حتى يطرح محصوله الأول، ويمكن استغلاله لمدة 3 عقود في المتوسط.
مكونات القهوة
- الكافيين.
- فيتامين بي 2 (ريبوفلافين).
- المغنيسيوم.
- المواد الكيميائية النباتية: البوليفينول، بما في ذلك حمض الكلوروجينيك، وحمض الكينيك، والديتيربين، بما في ذلك كافستول وكهويل.
وكوب واحد من 8 أونصات من القهوة المخمرة يحتوي على نحو 95 مليغراما من الكافيين.
وتعرف الكمية المعتدلة من القهوة عموما على أنها 3-5 أكواب يوميا، أو في المتوسط 400 مليغرام من الكافيين.
بعض فوائد القهوة
- شاربو القهوة لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة مع غير شاربي القهوة. وقد تؤدي مادة البوليفينول والمعادن مثل المغنيسيوم في القهوة إلى تحسين فعالية أيض الأنسولين والغلوكوز في الجسم.
- شرب القهوة بانتظام قد يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- زيادة استهلاك الكافيين يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بباركنسون. ووجدت مراجعة منهجية لـ26 دراسة -بما في ذلك الدراسات الجماعية ودراسات الحالة- أن خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش أقل بنسبة 25% مع تناول كميات أكبر من القهوة المحتوية على الكافيين.